الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مغرب -الإشارات- شتان بين شهادة الأبطال وهرولة الأنذال

زينب حمراوي

2015 / 6 / 2
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


من سخرية القدر أن يتزامن يوم اقتراع الذل والمهانة لشناقة العمل النقابي يوم 03 يونيو . مع ذكرى تدشين الشهيد مصطفى المزياني للاضراب عن الطعام الذي دام 72 يوما . وهي القنبلة المدوية التي فجرها ضد النظام والسياسة التعليمية الطبقية والنخبوية . سلاحه الوحيد معركة الأمعاء الفارغة .ليهزم النظام الدموي ويعري حقيقته الدكتاتورية اللا إنسانية البشعة .رغم مساحيق ما سمي بالديمقراطية المزيفة التي يباركها الانبطاحيون المهرولون مقابل ما يقتطعه لهم من فتات على حساب جوع وعرق وكرامة المواطن المغربي .ليستشهد البطل مصطفى المزياني يوم 13 غشت 2014 . في نكران للذات وتضحية بحياته لينطلق صوت الحقيقة يصدع من حنجرة أبت إلا أن تفضح الشعارات المزيفة عن الديمقراطية وحقوق الانسان .فكتب بما تبقى من أنفاسه وحشرجة روحه الطاهرة في صفحات تاريخ التضحية ومقاومة كل اساليب الذل والمهانة. فصلا يؤكد بأن هناك في المغرب . رغم كل أساليب ومظاهر الردة والدعارة السياسية والانبطاح.أن رحم الوطن لم يصبه البوار ولم ينضب عطاؤه ولم يتوقف عن إنتاج وإعادة إنتاج الثورة فيه. وأنه لازال مستعدا لإنجاب الأبطال من أجل الحرية والكرامة والغد المشرق الجميل.ما دام ينضح بلقاح الرفض وبذور الفكر الثوري العلمي المقاوم .والرافض لكل مساومة ولكل انتهازية ولكل انبطاح .نعم إنها لمفارقة كبيرة بين من يسجل بدمه البطولة من أجل الكرامة . ومن يسجل بهرولته كل مظاهر العهر السياسي بالتواطئ والكولسة والمتاجرة بعرق العمال والفلاحين .وأمل الجوعى وطموح الطلبة وأنفة الشرفاء....في خدمة مجانية للنظام وبكل ما أوتوا من خبث وشيطنة من الأساليب الجبانة للاجهاز على ما تبقى من مكاسب الشغيلة والطبقة العاملة.فهل تزامن حدثين متناقضين بحجم المسافة بين الشرف والرذيلة مجرد صدفة قدرية . أم أنها فعلا إشارة بليغة عن التدجين الذي عرفته النقابات المصفرة في مقابل بطولة النقابة الطلابية المتجسدة في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بقيادة النهج الديمقراطي القاعدي.الذي تخرج من صلبها الأبطال أمثال الشهداء سعيدة المنبهي وجبيهة رحال وعبداللطيف زروال وعمر دهكون وعمر بنجلون والمعطي بومالي والدريدي وبلهواري وعبدالحق شباظة وعادل الأجراوي وزبيدة خليفة .......... وقائمة الشهداء طويلة . والمناضلين الذين قادوا أغلب الانتفاضات الشعبية في ظروف القمع والقتل والاعتقال والتنكيل في مقابل انبطاح وعمالة الأموي ومشتقاته والمحجوب بن الصديق وعبدالرزاق أفيلال ومشتقاتهما .فشتان بين من يقدم روحه فداء للوطن ولقضاياه الأساسية . وبين من يستثمر التاريخ ونضالات الشعوب ليعيد بيعها في هرولة بذيئة ومخزية وحقيرة خدمة للنظام قصد إضفاء الشرعية على أساليبه المضللة بداية من شرعنة مؤسساته الصورية المزورة المخدومة والمغشوشة في تتويج ومباركة لما توصل اليه التنسيق والكولسة للاجهاز على كل ما تبقى من مكاسب.نعم إنها إشارة بحجم ما سماه المهرولون الجدد بالإشارات القوية "للعهد الجديد" بعد أن تم التفاوض في المهجر من أجل ذبح ما تبقى من أمل للشعب المغربي في التحرر والانعتاق من استبداد الكمبرادور من أجل الشرعية القانونية مقابل الشرعية النضالية المصفرة . ليستمر الانهيار على جميع المستويات السياسي والنقابي والجمعوي .ولتتمكن الطبقة السائدة من تدجين الكل .والحاقه بمنظومته وجوقته .فيتحول فاتح ماي من يوم لتقويم تراكمات الصمود والاحتجاج والكفاح العمالي إلى يوم يدشن الحلقة الأخيرة في القضاء على كل مظاهر المقاومة وكفاح الطبقة العاملة . ليختزل النضال كل النضال في يوم لاقتراع جرابيع الكولسة وضفاضع المستنقع لاقتسام الكعكة وما يجود به النظام من فتات على حساب التاريخ ومعاناة الشغيلة وبؤس الطبقة العاملة . لتعمل البيروقراطيات على زفها قربانا على معبد البلاط . بكل خبث وعمالة من أجل اقتسام الأدوار في تلجيمنا وتقييدنا وذبح كل مظاهر الاحتجاج والاضراب والمقاومة فينا .في تنفيد للحلقة الأخيرة من المسلسل التصفوي . بدأ بمشروع ما سمي"بإصلاح التقاعد" و"اصلاح التعليم" بما فيه التعليم الجامعي. في حين أن الأمر ليس سوى مؤامرة جديدة لتدشين حلقة جديدة من حلقات مضاعفة النهب لفائض القيمة بأقل تكلفة . لتنعم دولة الكمبرادور بتملصها مما تبقى من مسؤوليات وخدمات والتزامات اتجاه الوطن والمواطن . فضلا عن اقتطاع الضرائب بالحديد والنار ونهب خيرات البلد بدون حسيب ولا رقيب. في ضرب لكل الحقوق وفي جميع القطاعات من تعليم وصحة وخدمات وحق في العمل والسكن والعيش الكريم.....تنفيذا لدوائر الاستعمار الجديد بقيادة الأبناك والمؤسسات المالية والاقتصادية الأمبريالية. فما أعظم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم والمناضلين الصادقين الذي ضحوا ولا زالوا بحرياتهم . وما أخزى وما أوقح وما أذل الانبطاحيين والسماسرة والعملاء.فتحية لروح الشهيد مصطفى المزياني . والخزي والمذلة والعار لكل من يتكالب ويتواطأ على شعبنا ومكتسباتنا .وتاريخنا بداية من مباركة المؤسسات المخزنية المغشوشة والمضللة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة