الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي لموسكو

فالح الحمراني

2015 / 6 / 2
الصحافة والاعلام


هذه المقالة ارسلت في البداية حصرا لصحيفة الصباح البغدادية في محاولة موجزة لاجمال نتائج زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي لموسكو، واستشفافا من الحديث الذي ادلى به امام الجالية العراقية بروسيا. ومع موافقة المحرر في الصحيفة احمد عبد السادة نشر مادة بهذا الا انه لم يف بوعدة ونشر مواد مشابهة ولكنها تقلل من شأن التعاون مع روسيا وحتى تشكك في نوايا روسيا التي اشير في احداها عارضت الاحتلال الامريكي للعراق! ان هذا يوحي ( لست ادري الى اي حد) ان المادة رفضت لكونها تتنبأ كما وشت خطب كبار المسؤولين العراقين الذين زاروا روسيا، بان العراق يفتح صفحة جديدة بالعلاقات بموسكو تاتي في اطار الانفتاح على كل الدول لما يخدم مصالح البلاد. ولكن يبدو ان هناك في الصباح من لا يرحب بهذا التوجه ويفضل حصره في توجه واحد، او لا يرحب بانفتاح موسكو على بغداد. ربما.
فتحت زيارة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي لموسكو في 21 مايو الحالي صفحة جديدة في علاقات جمهورية العراق مع روسيا الاتحادية، وانطوت على ابعاد جيو/ سياسية هامة في مرحلة مواجه البلاد التحديات الخارجية والداخلية الخطرة، وشكلت حافزا لاحياء علاقات الصداقة الودية التقليدية التي ربطت موسكو منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين 1944 ( انقطعت بمبادرة من الحكومة الملكية العراقية عام 1955 واستؤنفت بعد ثورة تموز عام 1958). لقد استعاد خطاب بغداد حيويته وهويته واستقلاليته على لسان العبادي وهو يخاطب القيادة الروسية بقوله: ان العراق يقيم عاليا العلاقات بروسيا، وترى افاقها، "وان زيارتنا تعتبر برهانا ساطعا على ذلك، واننا نهدف الى تطوير العلاقات في كافة الاتجاهات، بما في ذلك العسكري / الفني والاقتصادي ومجالات النفط والغاز" واضاف العبادي بانه وصل موسكو بالرغم من توصيات " بعض القوى" بالغاء الزيارة.
ان زيارة العبادي لموسكو والتي سبقتها زيارات وزير الخارجية د.إبراهيم الجعفري ورئيس مجلس النواب د.سليم الجبوري، تعكس نهج السياسية الخارجية الجديد القائم على انفتاح العراق على كافة المسارات ومد اليد لكافة الدول التي تمد يد التعاون متبادل المنفعة وما يخدم المصالح المشتركة، وحتى مع تلك التي قد لا تتطابق كافة موقفها مع العراق، فهناك مساحات ومجالات واسعة للتعاون.
ووفقا لتقيمات القيادة الروسية فان زيارة العبادي الاولى لموسكو تؤكد حزم القيادة العراقية ومواصلة تطوير التعاون متعدد الجوانب والافاق مع روسيا. وقال رئيس الوزراء ميدفيدف خلال لقاءه العبادي" اننا نعتز بالصداقة مع العراق، وبالرغم من الاحداث الماساوية في السنوات الاخيرة، والصعوبات التي مر ويمر بها شعب العراق، فان العلاقات الثنائية اليوم تشهد نهوضا".
وبدورة وصف الرئيس بوتين العراق بانه " شريك قديم في المنطقة يؤتمن به" لافتا الى تطور العلاقات الثنائية والى ان حجم التبادل التجاري تضاعف بعشر مرات في السنوات الاخيرة وان روسيا تقوم بتنفيذ مشاريع كبرى وان الشركات الروسية تعمل في العراق" واضاف : ان الحديث يدور عن استثمارات بمليارات الدولار". ويذكر ان حجم التبادل التجاري بين روسيا والعراق بلغ عام 2014 نحو 2 مليار دولار من دون حساب التعاون العسكري. اي يحتل المراتب الاولى في تعاون الدول العربية مع روسيا. وهناك افاق واعدة للتعاون الثنائي لاحقا في مجالات الطاقة الكهربائية والنقل والبناء وبناء المكائن والصناعات الكيمائية وغيرها من المجالات التي يبحث العراق عن الاستثمارات لتطويرها.
ان موسكو مستعدة لتطوير العلاقات مع بغداد ليس فقط في المجالات المدنية كما قال بوتين، ملبيا بذلك تطلعات القيادة العراقية، فعلى الرغم من حجم الاسلحة الكبير التي استوردها العراق في السنوات الاخيرة، لكنها يبدو غير كافية لتامين القدرات الداعية وتحقيق النصر على "داعش". وكان من المهم بالنسبة للعبادي في ظل التطورات المتواصلة، اقناع روسيا بان تعمق التعاون مع شريكها التقليدي في المجال العسكري. ان روسيا معنية ايضا بدحر فلول داعش وتطهير المنطقة منها، لانها تخشى من انتقال "جرثوماتها" الى شمال القوقاز ودول الاتحاد السوفياتي الاسلامية وبالتالي تهديد امنها الوطني. لذلك فان الحرب ضد داعش هي ايضا حربها.
وعن افاق دعم روسيا للعراق في قضايا التسلح قال وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف" اننا وعلى عكس بعض الدول الاخرى، المستعدة لتوريدات الاسلحة للعراق، لا نضع شروطا انطلاقا من ان العراق ... يقع في الجبهة الامامية للحرب ضد الارهاب". موضحا ان موسكو ستعى بكل ما في وسعها لتلبية اقصى احتياجات العراق لتكون قدراتها الدفاعية وقدراته كافية لطرد داعش من اراضيه.
وضمن هذا السياق اعاد خبير مركز الدراسات الاستراتيجية والتكنولوجية "سيرجي دينيسينتسف" في تصريح لصحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الاذهان الى ان العراق عقد سابقا مع روسيا عدة اتفاقيات لاستيراد الاسلحة، والمشهور بينها حزمة، جرى التوقيع عليها في صيف العام الماضي، حينما زار وزير الدفاع سعدون الدليمي موسكو، وتتضن "انظمة اطلاق النيران بدفعة واحدة" وانظمة "توس/1 اي" و"مدافع هوتزر" وكان العراق قد وقع عام 2012 على عقد كبير بقيمة 4.2 مليار دولار الذي استورد العراق بمبوجبه مروحيات ضاربة وانظمة صواريخ مدفعية علاوة على ذلك فقد جرى خلال المرحلة الاولى في النزاع مع داعش التوقيع على عدد من العقود الصغيرة لسد احتياجات القوات المسلحة من هذه الاسلحة او تلك .واكدت مصادر رسمية ان العراق مهتم بالدرجة بالحصول على المروحيات وان روسيا تواصل تنفيذ العقود السابقة.وهناك توقعات بان الفترة القريبة القادمة ستشهد التوقيع على عقود سلاح كبرى التي يعكف ممثلي البلدين مناقشة جوانبها الفنية والمالية، فيما تناولت مباحثات بوتين والعبادي الاتفاقات السياسية.


*اعلامي من العراق يقيم في موسكو
المقالة التي رفضت جريدة الصباح البغدادية نشرها!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح تزامنا مع تواصل المفاوضا


.. -ندعي يجينا صاروخ عشان نرتاح-.. شاهد معاناة سكان رفح وسط هرو




.. غالانت: مستعدون لتقديم تنازلات من أجل استعادة الرهائن ولكن إ


.. الرئيس الإيراني: المفاوضات هي الحل في الملف النووي لكننا سنل




.. إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكدان مواصلة العمل بات