الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آلية جديدة للتأجيج الطائفي.

احمد محمد الدراجي

2015 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


وصفت مرجعية السيستاني في خطبة الجمعة 29 / 5 / 2015م المعارك مع "داعش" بقولها: (إن المعارك التي يخوضها العراقيون ضد تنظيم " داعش" حاليا، هي تمهيد واستعداد للقتال مع دولة الإمام المهدي المنتظر، ليس في العراق فحسب، وإنما في أي مكان آخر"لأن دولة المهدي هي كل الأرض").
لا نريد هنا أن نخوض في القضايا التي تتعلق بدولة الأمام المهدي وآلية التمهيد الحقيقي والشرائط التي ينبغي أن تتوفر في المُمَهِّد وفقا لمنظور أهل البيت "عليهم السلام"، وهل أنها متوفرة في مليشيا الحشد الشعبي التي لم تترك جريمة إلا وارتكبتها؟!، ولكن نحاول أن نقرأ خطاب المرجعية ونحلله وفقا للمعطيات التي أفرزتها الآلية التي تدار بها العمليات ومن ثم تشخيص الأسباب التي دفعتها إلى هذه الخطوة والأهداف التي تتوخاها.
ألان تذكرت المرجعية الإمام المهدي "عليه السلام" الغائب عن تفكيرها، لأنها لم تكلف نفسها أن تذكره في حديثها، ولا في بياناتها، ولا في بحث أو كتاب أو كتيب أو ورقة آو وريقة، طيلة مسيرتها في عالم الحوزة والمرجعية، بل أنها لم تحرك ساكنا ولم تنطق ولم تهمس تجاه الحركات الضالة التي ادعت زورا وكذبا المهدوية والسفارة والوزارة وغيرها من العناوين والألقاب، والتي أساءت إلى الإمام المهدي وقضيته وشوهتها، لكن مرجعية السيستاني الآن تذكرته وقضيته ليكون الورقة الجديدة التي تلعب بها في معركة التأجيج والحقن الطائفي بعد أن استهلكت أوراقها القديمة.
لقد أدركت إيران والمرجعية الخاضعة لها أن الصراع مع "داعش" طويل الأمد، وان تأثير مفعول فتوى "الجهاد الكفائي" تراجع كثيرا، يضاف إلى ذلك الانكسارات والهزائم المتكررة، وغياب النصر العاجل الذي تم الترويج له، الأمر الذي أدى إلى نشوء حالة من التذمر والاستياء من الإستراتيجية الفاشلة التي تدار بها العمليات، وتفشي حالات الهروب من القتال، وتراجع في معدل التحاق الناس للقتال حتى أن السيستاني والحكومة وجهت نداء للموظفين بالالتحاق بسوح القتال، وغيرها من عوامل وإرهاصات دفعت إيران ومرجعية السيستاني إلى تحريك قضية الإمام المنتظر ودولته، فأطلقت خطابها الجديد الذي هو بمثابة فتوى جديدة للجهاد والحقن الطائفي، ربطت فيه بين المعارك ضد "داعش" وبين قضية الإمام، معتبرة إنها تمهيد واستعداد للقتال مع دولة الإمام المهدي، وهنا قد صنعت أفيونا جديدا تسوقه للناس وخصوصا المقاتلين، يعمل على إبعاد خطر التفكير في طول الفترة الزمنية في الصراع مع "داعش" وبالتالي القضاء أو التقليل من التذمر والملل الذي ينتابهم ومن ثم الحد أو التقليل من حالات الهروب باعتبار أنها زرعت في عقولهم أن قتالهم هو تمهيد واستعداد للقتال مع دولة الإمام، فعليهم الصبر والتحمل وان طال الصراع حتى الظهور الذي لا يعلمه إلا الله وما يؤكد هذا هو أن المرجعية تحدثت في نفس الخطبة عن طول الصراع مع "داعش" فأفضل طريقة لتخدير الناس وتأجيجهم ودفعهم طائفيا هو اللعب على ورقة الإمام المهدي، والغريب أنها في نفس الخطبة دعت جميع الأطراف أن تكون مواقفها من الصراع مع "داعش" منطلقة من قناعات وطنية أخلاقية إنسانية، وليست طائفية لتوقع نفسها في تهافت وتناقض عجيب، إذ كيف يمكن الجمع بين دعوتها هذه، وبين دفعها الناس طائفيا في الصراع مع "داعش" كما هو الحال في توظيفها الانتهازي الطائفي لقضية الإمام الموعود عليه السلام.
يقول المرجع الصرخي الحسني في حوار له مع جريدة الوطن المصرية ... وردا على سؤال للصحيفة " * بعد عام 2003 وهو عام غزو واحتلال العراق تصدر السياسيون الشيعة للحكم في العراق، وبنفس الوقت ارتفعت على المنابر الشيعية التجاوزات والشتم لصحابة الرسول وطعن بشرف أمهات المؤمنين، هل تعتقد أن هذا التوجه كان مقصودًا لزرع الفتنة بين أبناء الشعب العراقي؟ وأين دور المراجع الشيعية في العراق من كل هذا؟"...
فكان جوابه ....
{...ماذا تتوقع من مرجع مدعي المرجعية ومنتحلها بلا استحقاق، مرجع الفراغ العلمي والوهم والخيال، مرجع الفضائيات والإعلام الزائف الذي ارتبط بمشروع الاحتلال ومشروع الفساد والإفساد، مرجع الكذب ووجهي النفاق وجه للإعلام ووجه للشحن الطائفي وفتاوى التهجير والتدمير و السلب و النهب والفتك والقتل والاقتتال؟!...}.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فلم جديد
ناظم على ( 2015 / 6 / 3 - 18:49 )
كل يوم ياتون بفلم جديد لكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين


2 - تعليق
العراقي العربي ( 2015 / 6 / 3 - 18:57 )
كان ومازال وسيبفى السيد الصرخي الحسني رجل الاعتدال والسلام00وشكرا لك اخي الكاتب وشكرا للناشر00


3 - تعليق
العراقي العربي ( 2015 / 6 / 3 - 21:02 )
بيتكرون الاساليب لشحن القول الساذجه بالطائفيه لان هذا الاسلوب الوحيد الذي يديم بقائهم والحفاظ على مصلحهم 00وشكرا لك اخي الكاتب وشكرا للناشر00

اخر الافلام

.. الانتخابات الرئاسية الإيرانية: مراكز الاقتراع تفتح أبوابها و


.. مناظرة رئاسية اقتصرت على الهجوم المتبادل




.. تباين كبير بين ردود فعل مؤيدي بايدن وترامب


.. استطلاع يرجح أن دونالد ترامب هو الفائز في المناظرة الأولى




.. صدمة في أوساط الحزب الديمقراطي من أداء بايدن في المناظرة