الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امة الاختلاف ....!

حامد الزبيدي

2015 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


أحقر ما يتحول إليه البشر هو ان يكون خائنا لأرضه وشعبه ..... وما نشهده في العراق ...هو سابقة خطيرة ..... لم يشهدها العالم من قبل .......... الخائن يكرم ويستقبل في جزء من العراق استقبال الفاتحين .....و هناك من يدافع عنه ويخلق له المبررات ....
بلا خجل او حياء ... ويبدو ان مسلسل الخيانات والولاء لغير العراق هو نتيجة حتمية للرد على عدم تحمل بعضنا للبعض نتيجة الاختلاف .....فالعرب بشكل عام لا يتحملون من يختلف معهم ....لم يشبعوا بعد 1400 سنة من الاختلاف عن امور انتهت بتغيير الزمان والمكان ....لحد الان ينبشون في كتب التراث ليجدوا ما يجدد روح الاختلاف فيما بينهم ...ليضيعوا 1400 سنة قادمة ؟؟؟؟ وليجددوا روح الاختلاف فيما بينهم وليستفيدوا من التطور الحاصل في العالم كي يستطيعوا استخدام احدث الأسلحة لإبادة المختلف معه والتنكيل به وإذلاله بصورة لا إنسانية .... ليظهر علينا من يدعي إننا عرب وأننا مسلمون وإخوة ........ والله لو عاد نبينا محمد اليوم .... لكن أبو جهل ارحم منا عليه ....؟
هناك شعوبا على الأرض لم تحتاج الى نبي .... وحتى رب العالمين لم يرسل لهم نبيا ولأنه الخالق ...كان يعلم انهم سيهتدون الى قيم الخير والحب والجمال من خلال التجارب ومن خلال التعايش والحروب والأزمات .....فاهتدوا الى قيم غاية في الروعة ....قيم تمجد العمل وتحض على السعي لخدمة الآخرين بكل إخلاص وتفان ومحبة مع الاحتفاظ بقيمهم التقليدية المتوارثة والتي منبعها الفطرة التي خلق الله الإنسان عليها ....فهم ببساطة تماشوا مع فطرتهم وحققوا المعجزات الاقتصادية والعلمية والإنسانية .....في حين نحن امة متعبة متمردة حتى على الرب ...فبعث لنا أكثر من 124 الف نبي ....لنهتدي وما اهتدينا ....نحن نصر على تحريف كل شيء ...حتى نختلف مع أنفسنا ومع الآخرين ونكفر هذا ونقدس ذاتا حقيرة لا نعرف عنها غير الأكاذيب فنصدقها ونختلف مع كتاب الله .....ولم نكتفي فجعلنا للقران أكثر من الف تفسير ... حتى لم نتفق على كتاب الله ...المفروض كتاب الله يوحدنا ....ونحن اختلفنا عليه ...ولولا ان الله حافظ له ... لكان للكثيرين منا كلام أخر .... !
اننا شعوبا شتى ...وقلوبا شتى ...ولا يقل لي اننا امة واحدة لها رب واحد وكعبة واحدة وقران واحد وقبلة واحدة .....أبدا كل هذا غير صحيح كذب في كذب ... فنحن نختلف على كل هذه الأشياء وفي كل هذه الأشياء ...ولا يجمعنا اي شيء سوى الكراهية بعضنا لبعض ... وحتى عندما نتفق فأننا نتفق بكراهيتنا لأحد ما لقتله او لتدميره كما اتفقوا على محاولة اغتيال الرسول في مكة المكرمة قبل الهجرة ....هذا هو ديدنهم ... نتوحد في كراهيتنا للأخر ....هذا ممكن ...لكن ان نختلف على الحكم على الخيانة .... وصفا وتقيما وسلوك ومنهج ...فتلك الطامة الكبرى يا بلد الاختلاف .....؟؟؟؟
فبدلا من القول ان الخيانة قيمة متدنية حقيرة ...يظهر علينا من يقول ان للخيانة مبرراتها الشرعية والغير شرعية .....ومثلما اختلفنا عن التحرير والاحتلال في عام 2003 عند احتلال الأمريكان للعراق ....وللان هناك من يقول انه تحرير وهناك من يقول انه احتلال .....وهكذا من جدل عقيم الى خلاف كريه الى عصبية جاهلية الى تدني في منظومة القيم ومحاولة زرع ثقافة علي بابا والأربعين مليون حرامي .....ليتساوى االحرامية مع الفقراء المتعففين الذين لا يجدون قوت يومهم .... ينامون على الأرصفة ... ويرتادون المزابل ليعيشوا بعيدين عن جنة السياسيين وموائدهم ... اما هؤلاء السياسيون فلا غشية من الرب ولا وجل من العقاب والحساب ولا غيرة على بشر او حجر ابدا .....وحتى دون خشية من حسد او رهبة وخوف من دعوات الأمهات الثكلى ...وحسرات الأيتام والمهجرين والمفجوعين بأبنائهم وبإعراضهم ...!

حامد الزبيدي
2/6/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟