الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستكون سوريا نموذجا للتحول الديمقراطي؟

احمد مصارع

2005 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


السؤال الأهم هو : لماذا لا نقرأ النتائج الايجابية المفيدة , من التجربة العراقية الصعبة ؟!...
من نوع ( ما يصح إلا الصحيح ) , ولا فائدة من معاكسة تيار الحياة .
جيش وحرب بدون أهداف واضحة وعادلة , إن لم نقل مع غياب الاستراتيجية الحقيقية , وكل شيء من أجل معركة أو معارك بدون آلة اقتصادية إنتاجية مستقلة ذاتية الحركة , مواكبة للتطور التكنولوجي , إن لم نقل مستوعبة ل تقانة حرب النجوم , والأسلحة المزودة بمخيخات ذكية .
يمكن القول في عصر العولمة والتقانة الحربية العلمية , يصبح من غير العدل لأية قضية ( عادلة ) أن لا تأخذ بعين الاعتبار حالة عدم التكافؤ بين قوى الصراع , لأن القضايا العادلة لا يمكنها أن تعتمد الانتحار أسلوبا لتحقيق أهدافها من اجل الحياة , لوقوع التناقض الواضح بين الأهداف والوسائل .
ليست السذاجة موقفا متكاملا في الحياة الحديثة , ومن المفيد القول : إذا أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع , فمن غير المعقول للخروج من الشقاء الطويل الأمد للدخول نحو الشقاء الأبدي , وتلك خسارة فاضحة , ومن جديد نستعيد القراءة التي تربط الواقعية بالعقلانية , وشيء من هذا يخيم على سمائنا , إلا إذ وقعت الكارثة , وتكلمت الغرائز وغيبت العقول , بل ورميت وراء الظهور, فسيسيطر الأكثر جهلا , وتحت ذرائع واهية من نوع :
إما كل شيء أو لاشيء .
أكثرية نسبية أو أكثرية مطلقة ؟.
نظرية الحزب الواحد , والمركزية الديمقراطية والصرامة ووحدة القرار ,وغير ذلك من التعابير الخاوية من كل رصيد منطقي , ينبغي أن لا يكون لها القول الفصل , لماذا ؟
لوكانت الأكثرية النسبية أو المطلقة المحيطة بالقرار السياسي في أعلى مستوياته , مشتقة من نظام غير انعزالي , أو طائفية سياسية لحزب معين دون سواه , بشكل مكابر ومتعال عن بقية أجزاء المجتمع , في انفرادية غير مبررة , لوكان ذلك لما كان هناك مخاطر أزمة في الأمد القريب , ولكن الواقع متخلف عن ماهو معاصر , وهو محتاج ( للتطوير والتحديث ) , والتطوير والتحديث على الأغلب سيحتاج للبقية من النخبة المثقفة المعزولة والمستثناة بالآليات السابقة , وهذا تناقض آخر مضاف للتناقض الأول , وبمعنى أو بآخر فان ( الأقلية ) الشكلية التي تم استبعادها بذريعة المركزية الديمقراطية لقرارات النظام الواحد والحزب الواحد , في معظمها هي الجزء المتنور في مجتمعنا , وهي التي يمكن بالتعاون معها وضع قطار التطوير والتحديث على سكته الحقيقية .
من هي تلكم الفئات ؟
علماء بالمنافي والاغتراب لا يجدون الشروط العامة الملائمة للحياة الوطنية , وهم الحائزين على الدرجات العلمية التي تخولهم العيش حيث تتناسب كرامتهم وشروط المعيشة والعمل , كتلة لا يستهان بها من العاملين في بلدان العالم المختلفة من مغتربين ومنفيين , ولاجئين , ومهاجرين , ورجال أعمال .
أما كتلة المهمشين في الداخل بسبب من الشكلانية الفظيعة من مختلف أشكال التسيير السياسي والاقتصادي والإداري والأمني , فهي كتلة كثيفة وحاسمة , كبيضة ألقبان , بل هي الترمومتر الحساس لاستشعار كل المجتمع الوطني السوري لما سيحدث في المستقبل , وكل تقدم داخلي باتجاه الانفتاح على الداخل سيبقى مرهونا بتحسين أوضاع العلاقات مع أحزاب المعارضة , وهي ليست عبارة مخيفة , ولا غولا مخيفا , كما يحاول أصحاب المصالح الأنانية الضيقة تصويرها , حفاظا على امتيازا تهم غير المشروعة , بل خوفا من عدالة وطنية تعيد الأوضاع الى نصابها الضروري والعادل .
إذا كان الحديث يجري هذه الأيام عن ( تدويل الوضع السوري ) فان خير رد على مثل هذا الطرح يكون في ( توطين الوضع السوري ) , أي الأخذ بالأسباب الإنقاذية للوطن , بحيث إذا وقع المكروه وجد المجتمع الوطني نفسه محصنا في حماية مقومات وجوده , ( قضية وجود لا حدود ) , عن طريق تمكينه من الانتقال السلمي نحو مجتمع ديمقراطي حقيقي .
إن التفاصيل الدقيقة والعملية لمواجهة أخطار المستقبل , مشروحة بأشكال متقاربة بين مختلف أحزاب المعارضة , بل وحتى في أعلى هرم السلطة , ويبقى كل رهان خاسرا ومهما دقيقا ما لم يحسن استغلال الزمن خير استغلال , وكل تأجيل سيراكم تعقيدات مضافة.
نعم بدون حرب أهلية , بدون( حرب الجميع على الجميع ), وهي عبارة دقيقة موضوعية مستوحاة من الواقع المحيط , ومن حالة الهيجان التي تخرج للسطح أسوأ التراكمات , من نوع الثأر الهمجي , بعيدا عن الشكل القانوني الأمثل , ليكون الجميع خاسرا , من البداية وحتى النهاية , في كل عملية تغيير , فلا نحصد غير التخلف , والضياع , وإذا صح ما يمكن تأبيده في تاريخنا المعاصر , هو مبدأ الانتقال من السيئ الى الأسوأ , وكأنه القدر الذي لابد منه , وتلك استجابات لا واعية , فتاكة , تدفع الى سطح الوجود قوى الظلام .
وبتساؤل كيف لمثل ذلك أن يتحقق ؟ ..
شبح عنف التجربة العراقية , والصراع الدموي الفظيع , والذي ترافق مع أغوال مجهولة , وعلى غاية من الغموض ,يمكن له على عكس ماهو متوقع له أن يحدث , من ردود أفعال موازية للتجربة العراقية , ومساندة لقوى العودة للوراء , وتحت مختلف الحجج والذرائع , من حسنات ماض سيء الى سيئات حاضر لم يتحسن بعد ؟ وهناك إمكانية ايجابية لأن يتحول الاستشعار بالخطر الى ردود فعل معاكسة بالاتجاه , قد توصف بالحكيمة , وبسذاجة الحكمة القائلة , لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين , فالواقع يعاكس تراثنا بخدود تعودت على اللطم الشديد مرات ومرات بحيث تهزأ الحكمة ذاتها من لزوم تردادها .
الكل الآن يعرف , ولاعذر لمن يحرف ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل الفلج.. مغامرة مثيرة لمصعب الكيومي - نقطة


.. رائحة غريبة تسبب مرضًا شديدًا على متن رحلة جوية




.. روسيا تتوقع «اتفاقية تعاون شامل» جديدة مع إيران «قريباً جداً


.. -الشباب والهجرة والبطالة- تهيمن على انتخابات موريتانيا | #مر




.. فرنسا.. إنها الحرب الأهلية!