الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسئلة خارجية

حسين علي الحمداني

2015 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


العراقي يتعرض لأسئلة كثيرة في سفره خارج البلد، وهذا طبيعي وأنا شخصيا لم استغربه لأن العراق وعلى مدار العقد الماضي كان يتصدر نشرات ألأخبار العربية والعالمية وبالتالي فإن العراقي لما يسافر يكون مصدرا للمعلومة والخبر بحكم الفضول الذي يدفع الأصدقاء والأشقاء معا لأن يسأل العراقي أسئلة تقليدية جدا.
وأصعب الأسئلة تلك التي تتجاوز وطنيتك وعراقيتك وشخصك، وفي تونس وفي لحظة وصولي لمطار قرطاج وابرازي لجواز السفر العراقي لموظف المطار كانت ثمة أسئلة لدى الرجل لكن الوقت لم يسعفه لأن يوجهها لي بسبب زحمة القادمين لهذا البلد في الموسم السياحي، شعرت بتلك الأسئلة في نظراته إلي التي انتهت بابتسامة ومعها (مرحبا بك)،لم يكن هنالك عراقي غيري ،فالطائرة القادمة من القاهرة إلى تونس كانت تحمل جنسيات عديدة بأعداد متفاوته، لكن ألأسئلة الخفية لموظف المطار كانت حاضرة في ذهني وأحاول أن ابحث عن جواب لها بطريقة غير تقليدية.
أستقر بي الأمر في سوسه الساحلية وفي صباح اليوم التالي كنت أقتني كعادتي صحيفة يومية من صاحب مكتبة أصبح فيما بعد صديقي المفضل،انتبه إلى لهجتي وسألني أنت عراقي؟ قلت له نعم،رحب بي الرجل أيما ترحيب وراح يشيد بالشعب العراقي وفجأة سألني هل أنت سني أم شيعي؟ وأنا كنت أنتظر هذا السؤال الكلاسيكي منذ لحظة وصولي لقرطاج ،فقلت له هل سألت هذا الرجل الفرنسي الذي اشترى صحيفة الليبراسيون عن طائفته ؟ قال كيف أساله انه فرنسي مسيحي؟ قلت له أساله هل هو كاثوليكي ـ بروتستانت وغيرها من الطوائف. نظر إلي الرجل وقال يا أخي كأنك ضربتني (قلم) يعني ( راشدي) وراح يعتذر مني ويعيد على مسامعي مديحه للشعب العراقي لدرجة شعرت حينها بأنه يحاول أن يصحح خطأ كبير اقترفه بحق العراق والعراقيين .
ربما أنا أسعفني الجواب رغم إني كنت أتهرب من الإجابة بطريقة دبلوماسية ،لكني شعرت حينها بأن العالم خاصة العربي منه ينظر إلينا من هذه الزاوية الإعلامية وأكيد نحن إعلاميا رسخنا هذا المفهوم لدى الرأي العام العربي والعالمي وبالتالي نحن نتحمل مسؤولية تغير هذه المفاهيم لدى الآخرين.
مفاهيم يجب أن تزول من قاموسنا اليومي لكي لا يكون لها مكانا في الإعلام العربي والعالمي ولكي لا نقع تحت طائلة هذه ألأسئلة التي لا جدوى من الإجابة عليها ولا جدوى من طرحها في نفس الوقت.
هذا واجبنا جميعا سواء وسائل إعلام أم مثقفين أو سياح يقضون فترة من الزمن خارج البلد هربا من حر الصيف وأصوات مولدات الكهرباء التي يعج بها بلدنا.
مهمة ليست سهلة ولكنها ليست صعبة أيضا ، قادرون أن نمنح أنفسنا لقبا أكبر من الهويات الثانوية التي أحرقت هويتنا الكبرى ، هويتنا الوطنية التي تناسيناها في زحمة الهويات الثانوية التي عليها أن تغادرنا الآن وليس غدا من أجل أن تظل صورتنا كما هي في عيون الآخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت