الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسس المشاركة: الهياكل المدنية للاجئين الفلسطينيين في الشتات--حول الاجتماع التشاوري لفرق عمل مشروع كيفيتاس

يوسف فخر الدين

2005 / 10 / 4
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


لم يكن الاجتماع التشاوري الذي عقد في مدينة ليماسول- قبرص وفي الفترة 2-4/9/2005 اجتماعاً تقليدياً، لا من ناحية خلفية فرق العمل التي أتت من 25 دولة في العالم ومنها الضفة والقطاع، وكانت الغالبية من ناشطي لجان حق العودة ، ولا من حيث موضوع الاجتماع الذي قسم إلى ثلاثة محاور:
1- تقديم إدارة المشروع تقريراً عن النتائج التي وصل إليها المشروع في الشتات الفلسطيني، وعرض اللقاءات التي جرت في الضفة والقطاع.
2- تقديم فرق العمل لتجربة كل منها في الدولة المضيفة التي يقيمون فيها، وتقديمها ملخصاً عن الخبرات التي اكتسبتها أثناء العمل.
3- شرح إدارة المشروع لخطوات المرحلة الأخيرة من المشروع وتصديق فرق العمل عليها.
وإذا كانت الحوارات في العناوين الثلاثة مهمة، من حيث أنها خلاصات تجارب ولقاءات منتشرة على مساحة الشتات الفلسطيني، فإن الحوارات خارج الاجتماعات وعلى هامشها تكتسب أهمية خاصة. حيث تم الحوار في حركة العودة وواقعها المتردي سريعاً، رغم الآمال التي علقت على بداياتها إذ شكلت بنى فوقية لا ترقى للنخبوية فهي إعادة إنتاج بائس لتجربة العمل الوطني الفلسطيني إذ أنها بنى بابوية ابتدأت حيث انتهت الفصائل، عوضاً عن تشكيل بنية مفتوحة وديمقراطية تسعى للمشاركة في دعم ترابط أطراف الشتات فيما بينهم من جهة، وترابطهم مع الداخل الفلسطيني من جهة أخرى, لتكون هذه البنى معبرة عن حاجات اللاجئين وحقوقهم وعلى رأسها حق العودة ، وقد أكد المشاركون أن فتح الأبواب والديمقراطية هي ما يلزم لإعادة تفعيل حركة العودة
وبالعودة إلى جدول أعمال الاجتماع والحوارات فيه، فقد قدمت الدكتورة كرمه في المحور الأول شرحاً تفصيلياً عن اللقاءات العامة والمصغرة والعناوين الأساسية التي أكد عليها اللاجئون بأصواتهم في كل أماكن تواجدهم، مع ملاحظة استمرار هذه المرحلة لمدة شهر بعد الاجتماع، حيث أكد اللاجئون أن حق العودة هو الحق الأول والجوهري الذي يبدؤون فيه أي حوار، وأكدوا تمسكهم به في وجه أي محاولة لتجاوزه، وركز اللاجئون على تمسكهم بمنظمة التحرير الفلسطينية مع انتقادهم لأدائها ومطالبتهم بضرورة إصلاحها وإعادة تفعيل مؤسساتها في الشتات لتكون، عن حق، الممثل الشرعي والوحيد. وأكدوا على ضرورة التواصل معها من خلال مؤسساتها ومجلس وطني منتخب. وكان من العناوين الرئيسية ضرورة التوأمة ما بين التجمعات والجاليات، وما بينهم وبين الداخل الفلسطيني، وهو ما حملته الدكتورة كرمة في جعبتها إلى الضفة والقطاع متحدثة إلى من التقت بهم : ( هذا ما يريده اللاجئون في الشتات, فماذا تريدون؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك؟) وقد لفت السيد ربيع، أحد أعضاء إدارة المشروع، إلى مدى تطابق النتائج في الشتات الفلسطيني، إذ يصعب معرفة المصدر دون العودة إلى اللواصق على الأشرطة، مما يدل على مدى تطابق الرؤى السياسية لشعبنا. وفي المحور الذي قدمت فيه فرق العمل تجربتها والخبرات المستخلصة، أكدت فرق العمل على وحدة أصوات اللاجئين، مثنية على المنهج الديمقراطي في المشروع الذي ينطلق من ضرورة إسماع أصوات الناس أنفسهم ومدى تمسكهم بحقوقهم ومطالبهم، مما يضعف الأصوات المنادية بتجاوز حق العودة والتي تدعي حصولها على تواقيع الآلاف، أو تحشد مثقفين لتأكيد خيارها. وأكدت فرق العمل على ضرورة الاستمرار في اعتماد هذا المنهج، الذي يعزز قناعة اللاجئين بأهمية أصواتهم، مما يدفعهم للدفاع عن حقهم بالانتقاد والمحاسبة وتحديد البرامج، وهو ما افتقدته التجربة الفلسطينية، وتحديداً في مراحلها الأخيرة، وهو ما استمر في الحوارات الجانبية بالتأكيد على أن المجتمع هو مرجع العمل السياسي، وأن تمكين المجتمع من آليات المطالبة والمحاسبة ما بين انتخابين هو ضمانة استمرار الحياة السياسية الفلسطينية وتمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه. وأشارت فرق العمل في مداخلاتها إلى الاعتراضات على المشروع و ضرورة التفريق ما بين من انطلق من فهم وطني مشترك مع العاملين بالمشروع وكان لديه محاذير مبررة، وبين من تناقض المشروع مع مصالحة المرتبطة بسعيه لترسيخ نفسه ناطقاً وحيداً باسم اللاجئين وبحيث تمر جميع المبادرات من خلاله، أو من يسعى لتحويل أي مبادرة إلى "بزنس" يستفيد منها، وهو ما تم ملاحظته بعد العودة من قبرص، إذ تحول اثنان من أشد المعارضين للمشروع بمبررات تلفيقية إلى متعهدين بعشرات الملايين لاستمارات مشبوهة.
وتم الحديث عن منع المشروع في سوريا وظروف المنع، وضرورة عدم القطع مع الحكومة السورية تحديداً. كما تم الحديث عن المؤتمر الدولي الذي تعد له إدارة المشروع، والذي سيتم فيه دعوة قيادة منظمة التحرير والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي والدول المضيفة، لتقديم التقرير النهائي حاملاً أصوات اللاجئين المطالبة بحقوقهم. هذا المؤتمر الذي قدمت شرحاً عنه د كرمة في اليوم الثالث ضمن جدول العمل للمرحلة الأخيرة من المشروع، وقد أثبتت إدارة المشروع التزامها بالعقد الذي توافقت عليه مع فرق العمل المتضمن اعتماد الديمقراطية والشفافية منهجاً للعمل، بحيث تبقى فرق العمل على إطلاع بتطورات المشروع الذي يتم تطويره من خلال أراء اللاجئين أنفسهم، ويتوج كل ذلك بتقديم إدارة المشروع مسودة التقرير لفرق العمل ليتم المصادقة عليه من قبلهم.
خلاصة
لم يكن العمل في مشروع كيفيتاس بالعمل السهل، بل بالعكس من ذلك، كان طريقاً وعراً، حاول أفراد أرادوا تثبيت أنفسهم كباباوات لحركة العودة بأي ثمن، حتى لو تحولوا لمخبرين، وبطبيعة الحال من خلال التزوير والتلفيق، على منع العمل في المشروع في أكثر من مكان، ويمكن القول أنهم فشلوا في مسعاهم إلا في سوريا، بسبب المنع الرسمي، و بنتائج المشروع تسقط من أيديهم أخر ألاعيبهم، وما قيام اثنان من رموزهم بالتحول إلى متعهدي استمارات مشبوهة بعشرات الملايين (جابر سليمان ورجا ديب) إلا مرحلة من سقوط هذا النمط من الرياء السياسي، وانكشاف ثنائية الخطاب التي ميزتهم في ألبهلوانيه بين السفارات، ونشاطاتهم الممولة من قبلها، تحت عنوان الممكن والواقعي، وما يصدرونه لشعبهم من خطاب جذري. وبجانب أخر أثبتت الدكتورة كرمه، ومعها إدارة المشروع، مدى مصداقيتها، حيث حافظت على خطاب واحد منذ اللحظة الأولى، كما أثبتت التزامها بالاتفاق الذي عقدته مع فرق العمل، وهي لم تنفي بعض التقصير، المبرَّر، حين نتحدث عن أكثر من ثمانية وعشرون بلداً مضيفاً، إضافةً للاتصالات الدائمة مع قيادات منظمة التحرير، وعلى رأسهم الأخ أبو اللطف ،والجولة في الضفة والقطاع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نزوح 300 ألف من رفح.. واشتباكات ضارية بين القوات الإسرائيلية


.. لا تنسيق مع إسرائيل بمعبر رفح.. القاهرة تعتبر اتفاقية السلام




.. السير نحو المجهول.. مأساة تهجير جديدة تنتظر نازحي رفح الفلسط


.. الخلافات تشعل إسرائيل..غضب داخل الجيش الإسرائيلي من نتنياهو




.. موكب أمني لحماية المغنية الإسرائيلية -إيدن جولان-.. والسبب -