الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أغتال الشباب سلفادور كولمبو؟

خالد حسن يوسف

2015 / 6 / 3
الارهاب, الحرب والسلام


الشباب ورواية إغتيال أسقف مسيحي

تبنت حركة إبادة الأمة الصومالية(الشباب), عملية إغتيال الأسقف الايطالي سلفادور كولمبو المسؤول عن الكنيسة الكاتوليكية في العاصمة الصومالية مقديشو عام 1989, وجاء تبني عملية الإغتيال على خلفية وفاة الشيخ المتطرف حسن تركي, أحد أبرز القادة العسكريين تاريخياً, وأكدت الحركة أن الشيخ حسن تركي عمل على الإشراف على عملية إغتيال الأسقف كولمبو والذي عاش في الصومال عشرات السنيين كراعي للكنيسة المسيحية الكاتوليكية والتي كانت الغالبية الساحقة من راعاياها من الايطاليين المقيميين في مدينة مقديشو لاسيما في الفترة ما بين الاربعينيات إلى الستينيات من القرن العشرين.

وجاء إعلان حركة إبادة الأمة الصومالية في اطار تعزيتها لشيخ حسن تركي, ويشير الملف الشخصي للمذكور أنه عمل سابقا كرجل أمن ارتباط مع البعثات الدبلوماسية الأجنبية في الصومال وكسائق لدرجة نارية.

التنظيم القاتل للأسقف

حركة إبادة القومية الصومالية(الشباب) تبنت مقتل الأسقف ولم تكن قد تأسست قبل عام 2003, فكيف تم مقتل الأسقف سلفادور كولمبو من قبلها؟!

المقصود بإعلان الحركة هو "تنظيم الاتحاد الاسلامي" والذي تأسس عام 1983 في حي وداجير Wadajiir (مديرية مدينة) بمدينة مقديشو, والذي يمثل الأب الروحي للحركة قبل إنشقاقها عليه وعلى وريثه الحالي "جماعة الاعتصام بالسنة والجماعة" والتي تأسست بعد سلسلة خلافات وصراعات سياسية داخل تنظيم الاتحاد الاسلامي وبينه وبين قوى صومالية أخرى, وبتالي فإن الحركة حين تتبنى إغتيال سلفادور كولمبو ترغب في ايصال رسالة مفادها أنها الوريث الشرعي لإرث تنظيم الاتحاد الاسلامي في القرن الافريقي, ومن باب صراع الأدوار مع جماعة الاعتصام, والتي لا يمكنها أن تتبنى حاليا مثل تلك العملية, بعد أن أصبحت بجزء عضوي في العديد من الإدارات الجهوية في الصومال ناهيك في مؤسسات الدولة الاتحادية الهشة في الصومال, فكان من لزاماً أن تتبنى الحركة تلك العملية.

الشباب وقبور الايطاليين

والحركة لديها إرث من ممارسات مماثلة ومنها عملية إخراج بقايا عظام موتى ايطاليين من مقبرة مخصصة لهم في مقديشو عام 2004, وذلك نكاية بحكومة الرئيس الصومالي عبدالله يوسف وكإشارة للمجتمع الدولي قبل حضور تلك الحكومة من نيروبي إلى مقديشو وتحديا لها وللمجتمع الدولي في تلك الفترة, وقد أقامت الحركة مسجد ضرار على أرض المقبرة, ورفضت حينها محاولات قوى تقليدية صومالية أرادت تنازلهم عن تعديهم وقبولهم التسوية.

تاريخ الكنيسة وبنائها

أقيمت الكنيسة على عذابات الصوماليين والذين عمل الكثير منهم من منطلق السخرة ومدفوعين من قبل الاحتلال الايطالي, ولدرجة أن بعض العمال قد تم إحضارهم من شمال شرقي الصومال كما تشير الروايات الصومالية, وتم بناء الكنيسة بعناية فائقة وبنيت على مساحة كبيرة, وكموضع عبادة للايطاليين وغيرهم من المسيحيين في مقديشو, والأسقف سلفادور كولمبو لم يعد إلى ايطاليا منذ حضوره إلى الصومال في عام 1946 وصولا إلى عام 1989 حينما اغتيل من قبل تنظيم الاتحاد الاسلامي.

علاقة كولمبو مع النظام الصومالي

في المرحلة الأولى من حكم العسكر عبر واجهة المجلس الأعلى للثورة الحاكم في الصومال 1969-1976, قبل تأسيس الحزب الاشتراكي الثوري الصومالي, ظلت علاقة الكنيسة الكاتوليكية في مقديشو وملحقاتها في مدن أخرى في ظل علاقة جيدة مع الحكومة الصومالية, وبعد فترة حرب الأوجادين 1977-1978 وتدهور الأوضاع في الصومال نظرا لتداعيات تلك الحرب التي تكالبت فيها قوى خارجية على الصومال وفرضت عليه الإنسحاب من إقليم الأوجادين(الصومال الغربي), بدأت الكنيسة تلعب دور الناشط السياسي الخجول وتضاعف ذلك الدور وصولا إلى أوآخر التمانينيات والذي بلغت فيه أوضاع البلاد الانهيار.

دور الكنيسة التبشيري

في ظل تلك الأجواء تحرك الأسقف سلفادور كولمبو لممارسة نشاطات في الأوساط الصومالية وراح يمارس التبشير الديني بين عدد من الشباب الصومالي, وتم دعم تلك المجموعات بالمال والدرجات النارية, ضمت تلك المجاميع الصغيرة عددا من الشباب والشابات, وتم تسليح بعضهم بمسدسات كسلاح شخصي, وذلك لمواجهة عناصر الاتحاد الاسلامي والذين كانوا بدورهم مسلحين ولديهم فرقة مقاتلي كارتيه, وتمت مواجهات بين الطرفين في مديرية هذن Hodon وتحديدا في حي سيجالي Siigaale, وقد أزعجت تلك النشاطات المسلحة النظام الصومالي, لاسيما وأن المديرية كانت تمثل من أبرز مديريات الطبقة الوسطى في مقديشو الدولة المركزية, وإن كان حي سيجالي شكل مجرد حي متواضع للغاية في المديرية.

إغتيال الأسقف في مقديشو

وقد تم إغتيال الأسقف سلفادور كولمبو بصورة مدروسة للغاية, حيث تم الدخول إلى الكنيسة بصورة طبيعية, وتم قتله بطريقة محبوكة إذ أطلقت عليه عدة رصاصات أصابته في مقتل, ووجهة التهمة حينها إلى النظام الصومالي وانطلاقا من وجود سواء علاقة بين الطرفين في تلك الفترة, وتمثل واقعة الإغتيال من مسببات إحداث فتور العلاقة بين الصومال وايطاليا في تلك الفترة رغم وجود المصالح العضوية بين نظامي البلدين, حيث كان الايطاليين قريبيين جدا من الرئيس محمد سياد بري ونظامه.

الحضور المسيحي في صومال الاستبداد

وكانت الغالبية المسيحية في مقديشو في تلك الفترة والتي لم تتجاوز مئات الأفراد من راعايا الجالية الايطالية في الصومال, ممن أستقروا بها لفترة طويلة وكملاك لبعض المزارع والمصالح التجارية وبعضهم كشركاء لمواطنيين صوماليين, وتردد أن زوجة الرئيس الصومالي السيدة خديجة معلم, كانت شريكة لأحد الايطاليين في أحد الفنادق العثيقة والواقع في وسط مركز مقديشو, بينما واحد من أبرز موارد الصومال وهو محصول الموز كان حكرا على شركة صومالية-ايطالية مشتركة, وبلغت العلاقة التعاون التعليمي والعسكري بين البلدين.

مؤامرات حركة الشباب

وإذ أكدت حركة إبادة القومية الصومالية(الشباب) عن دورها في إغتيال سلفادور كولمبو, إلى أنها وقفت وراء مقتل الكثير من العاملين في منظمات المجتمع المدني والإغاثية من أجانب وصوماليين, وقد أعلن صوماليون مسيحيون يدعون Somalis for jesus والتي أكدت على مقتل العديد من أفرادها الصوماليين والأجانب في الصومال خلال سنوات الحرب الأهلية, ويتهم الشيخ حسن تركي في أغتيال مواطنة أمريكية في محافظة جوبا السفلى قيل أن إنها كانت تعمل مع وكالة المخابرات المركزية الامريكية, كما أن المذكور قد قاد قوات حركة إبادة القومية الصومالية(الشباب), في حربهم مع تسعة من أمراء الحرب في مقديشو عام 2004 قادما من معسكره في منطقة رأس كانبوني في محافظة جوبا السفلى, وبمشاركته رجحت كفة الصراع للحركة والتي تخلصت حينها من مجموعة أمراء الحرب ونالت تأييجا شعبيا على خلفية المعاناة الطويلة مع إرث أمراء الحرب القبليين.وأنتهت الكنيسة الكاتوليكية إلى أطلال مدمرة ومهجورة في مقديشو, وإذ رحل الشيخ حسن تركي, فإن من منحوه تفويض الإغتيال لا زالوا على قيد الحياة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمين المتشدد يتقدم في استطلاعات الرأي في بريطانيا.. والعما


.. بشأن مطار -رفيق الحريري-.. اتحاد النقل الجوي اللبناني يرد عل




.. قصف روسي على خاركيف.. وتأهب جوي في ست مقاطعات أوكرانية | #را


.. موسكو تحمّل واشنطن «مسؤولية» الهجوم الصاروخي على القرم




.. الجيش السوداني يوافق على عقد لقاء تشاوري مع تنسيقية -تقدم-