الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا كنّا إذنْ

منصور الريكان

2015 / 6 / 3
الادب والفن


(1)
ضاع في لحظة حبي واشتياقي للوطنْ
أنفث الهمَّ وأجلي ما تبقى من محنْ
كنت طيراً وعلى الشرفات فرحان أطيرْ
وأحاكي حلّة الصيف وأندس بوجه أتعبته الحرب قل لي ما المصيرْ
دائماً أذرف حزني وأساير نجمة الله الوحيدةْ
أغفريلي فأنا المجبور هنتي الذكرياتْ
وخصام الليل والمعنى وتطوافي بساحات البلدْ
لم يكنْ عندي سوى بعض ارتشاف لحنايا الأرض عشقك سامحيني ودعيني أستغيثْ
فأنا حزن الليالي وخراب البيت مهموماً أغني من جوى
وعلى متني دعابات الندامى وبقايا شاعر مات على نعش الرصيفْ
كان وجهي لملاك الله مملوكا وعندي من أناشيد العراة وبقايا الليل تغريني بكأس من نزيفْ
لم اكُ الحاوي خزانات الكتاب إنما يمليه صوت الله عندي راسماً بوح المرادْ
قلت آه يا حبيبي الأمس ولّى بفرحْ
وأنا أرقب منك أن تدفيني وأغرق في عيونكْ
يا مدى الحاضر والماضي ارتوينيْ
لعنة باحت خطاها للزمنْ
هكذا كنّا إذنْ
(2)
حاملين صورة الله بوهج من ذهبْ
وتسامرنا حكينا عن عيون لم تزل تروي خطاها في موازين الكتبْ
حاضري كلّه مملوء وباءاً وكلّي قد تماهى بانتظار الريح أن تأتي تُغيّر في الدواخلْ
آه منها تستعيد الذكريات وتناغيني بحزني وتلوم الحاضر التعبان قولي ما العملْ
ومن الهمِّ احتوتني وأراني قد جفلتْ
عندما هدّت صروحاً قد بنيناها معاً
هكذا كنّا إذنْ
(3)
لنسافر عبر هذا الليل للصبح ونحن في عناقْ
ونغني ذكرى أيام خوالي ونسيم الحب يطوينا اشتياقْ
وتخاصمنا على بوح الليالي وروونا العاذلونْ
ورؤانا كنا في العوز نحتناها من الصبر انعتاقْ
ما الذي يروي شتات الحاضر الموبوء غير الصابرينْ
وسماء الله وهج قد يطوف بين أنسام خطانا
وتعلقنا بخيط الوهم نبني مسبحهْ
لتدور بين افلاك قرانا تلعن الفاقد ظلّه في الوطنْ
هكذا كنّا إذنْ
(4)
من دواعي العشق إرساء الأملْ
وبلادي حقرتني في حياتي وأنا جدُّ ثملْ
أرشف الله وأبني مئذنهْ
وطوافي في مجاهيل احتوائي غارف لجة قلبي حين يطرقه الأجلْ
وأقول ما العملْ
نحن كنّا نغرف المعنى نهادن سر هذا الليل أغوتنا خُطانا
وبلعنا الآه جرّتنا الخيولْ
وصهيل الليل يندبنا ابتهالاً وعلى متني كتابْ
غائص في الوحل أكتب عن خرابْ
ما الذي يرقص في حضن المغني إن طواه الليل مبهوراً مُهابْ
وأنا أطرق باباً تلو بابْ
وأحس هدهدتني الليالي ونجوم الليل نامت في يديْ
واحتوائي في أرتشافي جسديْ
فأنا المكدور من زمن الرمادْ
وعلى خيط ذهولي أُحتقنْ
هكذا كنّا إذنْ
(5)
يا إله الكون قل لي كيف كانت بلدتيْ
هاهي الآن تعيش في انشطارْ
ومسامات قروحي نكأتها الحرب ويلاه اعذريني يا حبيبهْ
فأنا المسدول من زمن التشفي بالعقول الباهرةْ
وظلام الليل لم يبرحْ وها نحن انسكبنا مثل زيت فوق نارْ
يا صدى عشقي وكنّا ظاهرهْ
يحتويها عاشق الليل وسمار البلادْ
وتهاونّا وصرنا في شتات الليل نطرق غربة الآه وأعناق الذهولْ
ورماد الليل هبَّ خالطاً حزن المواويل العتيقة حين نمضي في الخفايا
ما الذي يرسم جذعي في رماد الذكرياتْ
فأنا المأزوم من زمن الحصارْ
وأتون الحرب تطرق بابنا من كل حدبْ
أعذريني فأنا الهائم فيك مغتربْ
وعلى صدري وشاح قد تناهى في روابي الوطن الصابر قلنا هل نَهبْ
وتناخينا ورمنا ما تناثر من قرانا والمدنْ
هكذا كنّا إذنْ ............
...........................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المخاطب
رائد الحواري ( 2015 / 6 / 4 - 18:51 )
كلما كنت تعب/ارق، مضطرب، اقرأ الشعر، وليس أي شعر، يسنيين الروسي، أودنيس، محمد حامي الريشة، ووجدت شاعرا يضاف الى هؤلاء، هو منصور الريكان، فهو يرح القارئ، رغم ما يحمه وشعره من حزن، لكن اللغة الهادئة، استحضار الأنثى، الوطن، الله، الماضي الهانئ، يجعلنا ننسى ما نحن فيه، وهنا تكمن عبقية الشاعر، فمثل هذا الشعر، كالأغنية الناعمة تريح المستمع/القارئ، شكرا على هذا الامتاع


2 - نورتني
منصور الريكان ( 2015 / 6 / 5 - 10:51 )
لك مني كل الحب هذه شهادة اعتز بها نورتني أشكرك أستاذنا رائد الحواري أشكرك

اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا


.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ




.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت