الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيليت شاكيد أنموذجاً للقيادة الصاعدة في إسرائيل

خالد طارق عبد الرزاق

2015 / 6 / 4
القضية الفلسطينية


(إيليت بن شاؤول) المعروفة بـ "إيليت شاكيد" واحدة من القيادات الإسرائيلية الشابة التي بدأ نجمُها يسطع في سماء الساحة السياسية الإسرائيلية والتي تشغل حالياً منصب وزيرة للعدل في الحكومة الائتلافية التي شكلها (بنيامين نتنياهو) والتي صادق عليها الكنيست في 14 آيار الماضي.

ولدت (شاكيد) في العام 1976م بتل أبيب، في ظِل أسرة من الطبقة الوسطى، لأب عراقي، غادر بلده في الخمسينات لـ (إسرائيل)، درست بكلية الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر بجامعة تل أبيب، انخرطت في العمل السياسي سريعاً، وأثبتت ولاءها حين عملت كمدربة في الجيش الإسرائيلي في "لواء جولاني". والان هي أم لطفلين، ومتزوجة من طيار في الجيش الاسرائيلي ووصِفت بأنّها "مبعوثة" المستوطنين المُتطرفة. حيثُ أظهرت اهتماماً بالقضايا السياسية في سن مُبكرة من حياتها، فعندما كانت تبلغ من العمر 8 سنوات شاهدت المناظرة السياسية التي جرت بين (يتسحاق شامير) و(شيمون بيريز)، وأعجبت وأيدت الأفكار والحُجج التي طرحها (شامير) آنذاك.

لـ (شاكيد) مثل أعلى دوماً، ومساندين، ففضلاً عن (نتنياهو) قائد حزب الليكود والحكومة الحالية، هناك الكاتبة (أوري إيليتزور) التي اتسمت بآرائها المتطرفة وانشأت منظمة تدعو للاستيطان بفلسطين متجاوزة كل الأعراف والقوانين الدولية، كذلك (نفتالي بينيت) حليفها في حزب (البيت اليهودي)، إذ أسسا سوياً جهة نيابية تُسمى (يسرائيل شيلي)، تنشط بين الكنيست والجيش الإسرائيلي، والجامعات، وتحث الشباب على المواقف اليمينية المتشددة.

وصلت (شاكيد) إلى الكنيست لأول مرّة في انتخابات 2013م، وكانت الوجه العلماني في هذه القائمة التي كان كل نوابها في حينه، من التيار الديني الصهيوني، ولكنها تُنافسهم في تطرفها اليميني والعنصري، ضد العرب. وقبل ترشحها للكنيست، عملت (شاكيد) لعامين مع (بينيت) الذي كان يشغل منصب مدير مكتب نتنياهو. وترك الاثنان منصبهما لدى نتنياهو في العام 2008م، بسبب خلاف مع زوجتهِ سارة، وما زالت العلاقات سيئة حتى اليوم.

وخلال العامين الماضيين قدمت (شاكيد) مجموعة من التشريعات التي وصفها المنتقدون بأنها غير ديمقراطية، منها تشريع يسعى للحد من صلاحيات المحكمة العليا. إلى جانب دعمها لمشروع قانون يسعى لتعزيز الطابع اليهودي للدولة العبرية على حساب طابعها الديمُقراطي، فضلاً عن دعمها لمشروع قانون يستهدف تمويل المنظمات غير الحكومية اليسارية في خطوة انتقدتها أوروبا، إلى جانب أنصار اليسار في إسرائيل الذين وصفو مشروع القرار بأنهُ: "تعزيز لهيمنة الأحزاب اليمينية المُتطرفة على الساحة السياسية الإسرائيلية".

فمنذُ حملة الانتخابات البرلمانية، التي جرت في منتصف آذار/ مارس 2015م، كان واضحاً أن زعيم "البيت اليهودي"، (نفتالي بينيت)، معني بتبوء زميلته (شاكيد)، منصباً وزارياً بارزاً، حيثُ رفع الأخير ترتيب (شاكيد) من المركز السابع للثالث في انتخابات الكنيست الأخيرة -مارس 2015م-تمهيداً لتوليها منصب رفيع في الحكومة الإسرائيلية.

إذ جرى تسويقها على أنها ستتولى حقيبة "الأمن الداخلي"، المسؤولة عن الشرطة، وما يسمى "قوات حرس الحدود"، إلا أن هبوط هذا الحزب من 12 مقعدا الى 8 مقاعد في الدورة الجديدة، أدخل الحزب في حالة ارباك. إلا أنّ انسحاب (أفيغدور ليبرمان) من المفاوضات لتشكيل الحكومة، ساعد (بينيت) على أن يبتز حزب الليكود ونتنياهو للحصول على مناصب وزارية أفضل، وكان شرطه الأساس، حصول (شاكيد) على منصب وزيرة للعدل.

تعرّضت (شاكيد) لإنتقادات حادة بسبب آرائها المتطرفة حول الفلسطينيين، حيثُ نشرت في صيف العام 2014م مقالاً كتبَهُ مُعلق إسرائيلي يميني سابق يعود إلى العام 2002م على صفحتها في "فيس بوك" قيل فيه أن الفلسطينيين عِبارة عن: "أفاعِ" ودعا إلى قتل أمهات منفذي الهجمات لتجنب "تربية أفاعي صغيرة" من الفلسطينيين، ووصف المقال: "الشعب الفلسطيني كله بأنَّهُ عدو". وكتبت "شاكيد" تعليقاً على المقال الذي نشرتهُ في 30 يونيو/حزيران الماضي بعد العثور على جُثث ثلاثة شُبّان إسرائيليين اختفت أثارهم في الضفة الغربية، بأن المقال: "لا يزال اليوم بنفس الأهمية التي كان عليها آنذاك".

ويُشكل صعود (شاكيد) كإحدى أبرز القيادات المؤثرة في الساحة السياسية الإسرائيلية، انعكاساً لهيمنة الأحزاب اليمينية المُتطرفة على الحكومات الإسرائيلية، فمنذُ اغتيال (إسحاق رابين) في العام 1995م، لم تنجح أحزاب اليسار الإسرائيلي بقيادة حزب (العمل) في تشكيل الحكومة سِوى مرة واحدة، بالمقابل هيمنة الأحزاب اليمينية بقيادة (الليكود) على الائتلافات الحكومية الإسرائيلية.

وهنا لابد من الإشارة إلى مسألة في غاية الأهمية وهي: أن مُعظم القيادات الإسرائيلية الصاعدة التي بدأت مؤخراً تلعب دور صانع القرار المؤثر في السياسية الإسرائيلية ينتمون إلى جناح يمين الوسط واليمين المُتطرف الداعم للسياسات الاستيطانية والذي يقف بالضد من قيام دولة فلسطينية على حدود العام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، الأمر الذي سيُعرقل كافة الجهود الرامية لإعادة إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فضلاً عن استمرار انحدار مستوى العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل, وهو الأمر الذي أشار إليه الرئيس أوباما مؤخراً في مقابلة أجراها مع القناة الإسرائيلية الثانية حيثُ قال: "أود أن أُشير إلى أن المجتمع الدولي عازم على التوصل إلى حل الدولتين, وهو الآن لا يعتقد أن إسرائيل جادة في التوصل إلى حل الدولتين".

وأخيراً، أن استمرار هيمنة القيادات اليمينية المتطرفة على القرار السياسي الإسرائيلي، قد يؤدي بالمُحصلة قيام دولة ثنائية القومية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ