الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الفيفا... السبب فلسطين؟!

حسين محمود التلاوي
(Hussein Mahmoud Talawy)

2015 / 6 / 4
القضية الفلسطينية


تفجرت فجأة أزمة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) باعتقالات لمسئولين كبار في هذه المؤسسة المسئولة عن إدارة كرة القدم في العالم، بعد تحقيقات أجرتها السلطات الأمريكية وأيدتها ودعمتها السلطات السويسرية؛ حيث يدور الحديث عن تلقي رشى بشأن تنظيم مسابقات دولية بالأساس هي مسابقة كأس العالم في دوراتها المختلفة. وجاءت اعترافات أحد المسئولين بتلقي رشى في ملفي دورتي كأس العالم 1998 التي أقيمت في فرنسا، و2010 التي أقيمت في جنوب أفريقيا ليضيف مصداقية على التحقيقات الأمريكية، وينفي شبهة التعسف والتلفيق.
ولكن لماذا في هذا التوقيت؟! لقد تفجرت الفضيحة، وجرت الاعتقالات قبل أيام قليلة من انتخابات الفيفا التي كان يتنافس فيها الرئيس المستقيل "جوزيف سيب بلاتر" مع الأمير "علي بن الحسين" رئيس الاتحاد الأردني لكرة اقدم، وفاز فيها "بلاتر" بعد انسحاب الأمير الأردني من الجولة الأولى. توقيت تفجر الفضيحة يؤشر إذن إلى رغبة من القائمين عليها في إسقاط "بلاتر" الذي لم يسقط، ولكنه استقال بعد أن حقق الفوز في الانتخابات.
هناك عنصر واحد ربما لا يبدو ظاهرًا على الساحة بجلاء، ولكنه موجود، وهذا العنصر الذي أراه رئيسيًّا هو العنصر الفلسطيني... كيف ذلك؟!

طلب تجميد العضوية... لجنة مراقبة دولية؟!
عندما ينظر المتابع إلى ما يفعله الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم مع الفيفا يشعر أن الطرفين المسئولين عن هاتين المؤسستين فقدوا رشدهم وقدرتهم على الحكم على الأمور فيما يتعلق بالمجتمع الدولي، والاتجاه الذي يسير فيه. لماذا كل هذه الإساءات والإهانات؟!
ليست إساءات ولا إهانات، ولكنه واقع يدلل عليه ما فعله الاتحاد الفلسطيني من تقديم طلب تجميد عضوية الاتحاد الصهيوني لكرة القدم بداعي فرض الحكومة الصهيونية قيودًا على حركة كرة القدم الفلسطينية، ومن بين هذه القيود عرقلة تنقل المسئولين واللاعبين بين المناطق المختلفة من الأراضي الفلسطينية، ومنع سفر بعض اللاعبين والمسئولين الفلسطينيين للخارج أيضًا.
ماذا فعل الفيفا؟! بحث الفيفا الشكاوى الفلسطينية، وقرر تشكيل لجنة لمراقبة تنقل اللاعبين والمسئولين الفلسطينيين بين المناطق الفلسطينية المختلفة. دلالات هذا القرار أن الفيفا سوف يكون رقيبًا على تصرفات الجيش الصهيوني في التعامل مع اللاعبين والمسئولين الكرويين الفلسطينيين، وهو الموقع الرقابي الذي لم تفكر أية جهة دولية في أن تفعله.
الفيفا ينصب نفسه مسئولًا عن إجراءات الجيش الصهيوني....!!
أي وقاحة تلك من الاتحاد الدولي لكرة القدم؟!
عندما رأيت صورة رئيس الفيفا وهو يتصافح بالأيدي والأذرع مع "جبريل الرجوب" رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، قلت لمن يجاورني إن "بلاتر" سوف يدفع ثمنًا غاليًا بسبب هذه الصورة، وما تحمله من معانٍ كامنة بالتضامن مع الرياضيين الفلسطينيين، وهو التضامن الذي سوف يفسَّر في الجانب الصهيوني على أنه "تضامن مع الفلسطينيين" بشكل عام بعيدًا عن ساحات الرياضة...!!
وما أضيف إلى تشكيل هذه اللجنة هو تمادي الفلسطينيين في ضلالهم والعمل على تجميد عضوية الاتحاد الصهيوني لكرة القدم في الفيفا...؟! هل فقد الفلسطينيون رشدهم؟! هل فقد "بلاتر" التمييز؟!
على أية حال، لقد بدأ "بلاتر" في دفع الثمن...!!

إنه المجتمع الدولي...!
يدرك الجميع في العالم العربي أن الكيان الصهيوني متنفذ لأقصى درجات التنفذ في المجتمع الدولي، ولكن مؤشرات هذا التنفذ لا تبدو واضحة أمام المواطن العادي في أية دولة عربية؛ هو فقط يدرك أن الولايات المتحدة تحمي الكيان الصهيوني، وأن الكيان الصهيوني يؤثر في عملية صناعة القرار في العواصم المحورية في العالم من موسكو إلى واشنطن مرورًا ببكين ولندن وباريس وبرلين، ولكنه لا يدرك كيفية التأثير.
ولذلك كانت الدهشة شديدة للغاية، عندما تكلمت مع البعض، وأشرت إلى العنصر الفلسطيني في أزمة الفيفا. فعندما تفجرت الأزمة، بدأت أصابع الاتهام تشير إلى الملف القطري في تنظيم كأس العالم 2022 باعتباره السبب الرئيسي في ذلك؛ نظرًا لأن الولايات المتحدة كانت المنافس الرئيسي للقطريين على شرف الاستضافة، وصرح وقتها الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" أن قرار منح التنظيم لقطر هو قرار سوف تثبت الأيام خطأه، حسبما أذكر من مضمون التصريح.
لكن فيما يبدو أن العنصر الفلسطيني كان مؤثرًا؛ فالطلب الفلسطيني سُحِب بعد تفجر الفضيحة، وعلى وجه الدقة صبيحة يوم انتخابات الفيفا الجمعة الماضية، وهي الانتخابات التي فاز بها "بلاتر"؛ فاز بها ثم استقال... لماذا؟!

فوز ثم استقالة
هناك الكثير من الاحتمالات وراء قرار "بلاتر"، ولكن يبرز منها في تقديري احتمالان؛ أولها هو أن "بلاتر" أدرك بالفعل أنه سوف يواجه الكثير من المصاعب في قيادته للفيفا خلال دورة الرئاسة الجديدة، وقد يسبب انقسامًا نادرًا في الوسط الكروي العالمي، وبالتالي قرر الابتعاد، ولكنه ابتعاد إرادي، بالاستقالة لا بعدم خوض الانتخابات من الأساس، وربما لأن انسحابه من الانتخابات كان ليؤكد تهم الفساد عليه، ولكنه أراد أن يظهر للعالم أنه يحظى بثقة مجتمع كرة القدم العالمي، قبل أن يستقيل.
ثاني هذه الاحتمالات أن يكون هذا القرار هو نوع من ضمان "الخروج المشرف" لـ"بلاتر". إن "بلاتر" غير مرغوب فيه بسبب مواقفه "الكروية" في المقام الأول، ولكن يتعين إخراجه بشكل مشرف يتناسب مع ما قدمه لكرة القدم العالمية، وبالتالي كان الاتفاق أن يفوز في الانتخابات، ثم يتنحى بإرادته حتى لا يبدو وكأنه خرج تحت ضغط الموقف.

المحصلة النهائية هي أن الفيفا فيما يبدو يدفع ثمن مواقفه من كرة القدم الفلسطينية؛ فقد فازت قطر بتنظيم كأس العالم منذ سنوات، كما أن فساد الفيفا معروف منذ أمد بعيد، وكانت هناك تحقيقات مع القطري "محمد بن همام" أدت إلى استبعاده من أي نشاط متعلق بكرة القدم بسبب شبهات تقديم رشى بشأن الملف القطري، ولكن الأمر اقتصر على أن ممارسات "بن همام" كانت على مسئوليته الشخصية، ولا علاقة للمسئولين القطريين بالأمر؛ فلماذا الآن؟!
سحب الفلسطينيون الطلب، وخرج "بلاتر" من الفيفا، وبقي الكيان الصهيوني يمارس عربدته في المجتمع الدولي، ولكن في المرة القادمة ربما تكون العربدة الصهيونية ضد كرة القدم الفلسطينية بغطاء عربي ممثلا في الأردني "علي بن الحسين" المرشح الأوفر حظًا للفوز بالانتخابات الجديدة للفيفا، والتي لم يتحدد لها موعد للآن.
وبقي العرب عراة....!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله