الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفى من الكذب على هذا الشعب

عبد الحق لشهب

2005 / 10 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لقد علمنا أساتذتنا أن حبل الكذب قصير ، ولكن هذا الحبل أصبح طويلا ...لا أول له و لا آخر .لقد أصبح الكذب قاعدة عامة في المغرب.
تتعاقب الحكومات على تسيير شؤون العباد دون أن تصل حتى إلى الحد الأدنى المطلوب منها.
لم ينس المغاربة كذبة وزير في الحكومة لما كان يلعب دور المعارضة لسنوات طويلة ،حيث قال في مدينة تارودانت أن الحد الأدنى للأجور سيصل إلى 4.000 درهم عند ما يشارك حزبه العتيد في الحكومة .ولما وصل حزب صاحبنا إلى الحكومة وتمكن من حصد كرسي مريح لنفسه نسي كل شيء . وأصبحنا نجد أن هناك من لايحصل حتى على الحد الأدنى الذي لايتعدى 1800 درهم.
و لم ينس الشعب ،وعد الحزب العتيد للجماهير الكادحة ، بأن الفوسفاط سيوفر لكل مغربي عشرة دراهم في اليوم.ولم يرى المواطن المغربي أي فلس من ذلك الفوسفاط.
لا أحد يجادل بشأن إخفاق السياسة الاقتصادية في إيجاد مقومات نمو اقتصادي قوي و مستديم من شأنه التصدي للمطالب الاجتماعية المتنامية.
إن تفاقم الأزمة الاجتماعية و تفاقم الشروخ الاجتماعية ،الجغرافية والقطاعية كجزء من الأزمة البنيوية الشاملة و عجز النظام الاقتصادي المغربي عن توفير الحد الأدنى من الدخل و الخدمات الاجتماعية و تخلي الدولة تدريجيا عن أدوارها الاجتماعية و التوزيعية عرض المغرب لسلسلة من الاحتجاجات الاجتماعية الذي تهدد مقومات الاستقرار السليم لمجتمعنا.
لقد مل الشعب من الجلوس في غرفة الانتظار طويلا ،لقد خرج الباعمرانيون إلى الشارع في انتفاضة احتجاجا على التهميش و التفقير و اللامبالاة الحكومية.
إن مظاهر التهميش البادية للعيان بمنطقة سيدي ايفني هي التي ولدت حالات الشعور بالغبن و الإحساس بالحيف ،والتي تحولت مع مرور الزمن إلى حركات احتجاجية منظمة ،فأوضاع المدينة الراهنة والتهميش الممنهج الذي تعرضت له هو مادفع بآلاف الشباب إلى ركوب قوارب الموت في اتجاه شاطئ النجاة،وهي التي أدت إلى تحويل المدينة إلى فضاء كبير يعج بالعاطلين و المحرومين.لقد خرجوا للتنديد ضد اللامبالاة الحكومية و احتجاجا على سياسة التهميش و التفقير.و الخوف كل الخوف من خروج آخر في مدن أخرى.
إن الشفافية من علامات الجدية، و هي مطلوبة في التشخيص بقدر ضرورتها للعلاج،وليت الحكومة تحدد لنا أولوياتها وتصارح الناس بما تستطيع أن تنجزه و ما لا تستطيع ،بدلا من أن تزف إلينا أنها وضعت برامج لإصلاح كل شيء ، ومن تم تحمل نفسها ما لا تستطيع الوفاء به ،الأمر الذي يهز الثقة و يضعف من رصده الأمل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس