الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كي لا يتكرر سيناريو رواندا

فائز تركي القريشي
(Faiz Turky)

2015 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


في ابريل من عام 1994 تم اسقاد الطائرة التي كانت تقل رئيس رواندا الذي ينتمي الى قبيلة الهوتو التي تشكل تسعين بالمائة من سكان رواندا والباقي من سكان رواندا هم من قبيلة التوتسي وبعد يوم من اسقاط طائرة الرئيس كل شاب من قبائل الهوتو من عمر 17 سنة فما فوق قام بحمل السلاح وبدأ موسم القتل قتل الالاف يوميا على يدي شباب الهوتو وفي غضون تسعون يوما قتل من قبائل التوتسي ما يقارب مليون شخص ولم يسلم من هذه الابادة العرقية حتى الاطفال والنساء والشيوخ والعجائز وفي خضم هذه المعاناة كانت احد بنات قبيلة التوتسي ( اماكلي اليبيجيزا ) تدرس في مدينة اخرى وحين سمعت بالإبادة الجماعية جاءت لتعرف مصير عائلتها في المدينة التي كانوا يعيشون فيها وحين وصولها اخبرها احد جيرانهم من الهوتو ان عائلتها جميعهم قضوا وتم ابادتهم ولم يبقى من التوتسي إلا هي وبعض الفتيات كان هذا الجار قد اواهم في المرحاض ببيته حفاظا على حياتهم فأسرع بأخذها الى نفس المرحاض لتختبئ مع سبعة فتيات هناك في بيته وبقوا هنالك لمدة ثلاثة اشهر كاملة دون ان يخرجوا او يهمسوا او يحدثوا اي صوت خوفا من مغبة ان يكتشف شباب الهوتو وجودهم ان ما ساهم في هذه الابادة التي حصلت في رواندا هو التدخل الغربي من قبل المانيا وبلجيكا وبعض دول الجوارومساندة بعض المندسين والمخربين وتجار الحروب وكانت النتيجة ابادة مكون كبير ومهم في رواندا وبعد انتهاء الحرب الاهلية بإبادة قبائل التوتسي ابادة شبه تامة حيث لم يبقى إلا القليل منهم وأكثر الباقين على قيد الحياة هم من النساء والأطفال .
ان هذا ما يسعى اليه من يرسلون ويشجعون على ارسال قذارتهم (داعش) وغيرها من التنظيمات المتطرفة الى العراق انهم يريدون دفع ابناء المذاهب العراقية للاقتتال والطامة اكبر وأكثر خطورة في العراق لان المكونات فيه اكبر حجما وان الحرب الاهلية اذا ما نشبت من جديد لا سمح الله فلن تبقي ولن تذر احدا إلا ولفحت بنارها على جميع الاطراف وستباد الاقليات الاخرى بأسرع ما يكون وبقوة غير مسبوقة وإنها ستطول ربما لسنين طويلة ثم ماذا بعد ذلك لنفترض انتصار احد اطراف الصراع هل ستسعى احد دول الجوار للتدخل المباشر للقضاء على المنتصر لما يشكله من خطورة على الطائفة الاكبر فيها فأن حدث هذا ستقوم الدولة في المعسكر المقابل بالرد فينتهي بذلك المكون الذي يحسب انه انتصر وسيكون ضحية الصراع الاقليمي الذي سيحدث ايضا على اساس عرقي الى ان ينتهي العرب والمسلمون عن بكرة ابيهم ولن تبقى سوى اسرائيل وأمريكا كما يقول المثل الشعبي (وظل البيت لام طيرة وطارت بيه فرد طيره) هذا هو السيناريو المعد والمخطط له ، هنا اقول للأغبياء والحمقى من العرب ممن يدعمون او يروجون لداعش هل ستترككم امريكا وحليفتها اسرائيل بعد ان تتم تصفية الحساب الجواب سوف ترتد عليكم وستجد لكم ألاف الطرق والمكائد لتصفيتكم فكيف تتأملون ان تنجون من المواجهة وارجع لأخاطب بعض العراقيين ممن لا يزال بعضهم يتأمل ويحلم بأميركا وحلفائها اسرائيل وبعض العرب هل ستتم حمايتكم وهل ستؤمن لكم الحرية والعيش الرغيد خصوصا وانتم جربتموهم لعشر سنوات اقول لكم انتم مخطئين فلا اجندة خارجية ستنهي معاناة العراقيين ولا نهاية للوضع العراقي الحالي إلا على يد العراقيين ولن ينعموا بالسلام إلا بتعايشهم السلمي مع بعضهم وعدم تقييد حرية أي مكون للمكون الاخر ولن يعيش العراقيين إلا بعد ان يدركوا استحقاقات كل فئة ومكون وأنا شخصيا احترم وصفا ذكره سياسي عراقي انا احترمه جدا اذ يصف العراقيين بأنهم (أمة) وليس شعب فإذا نظرنا لأنفسنا كأمة وعملنا على اساس ذلك ستنتهي كل مشاكلنا وحتى سياسيينا سيحسبون لنا حساب اخر وستكون ارادة العراق فوق جميع الارادات ولن تجرؤ أي دولة على ان تتدخل او ترسل حيواناتها من الدواعش وغيرهم لأنهم سيعلمون حينها ان وراء الحدود العراقية مملكة من الاسود الضارية التي لن ترحم من يدخل في عرينها وهذا هو العراق المرجو منا جميعا ان نكونه لا ان نبقى على هامش تفكير الاخرين ومخططاتهم القذرة وهنا اختم بحكمة عظيمة انا اعتبرها من اعظم الحكم التي سمعتها (ان لم تنوي على شئ فستصبح ضمن نوايا الاخرين ) فلتكن نيتنا صادقة بدعمنا لجيشنا وقواتنا الامنية وحشدنا الشعبي الابطال كي لا يتكرر سيناريو رواندا من جديد ولنكن امة محترمة لها مكانتها وحجمها ودورها الحقيقي .


فائز تركي القريشي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا