الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كم مشتاق لدخول الحرم النبوي من باب سيدنا عثمان رضي الله عنه

طلال الصالحي

2015 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


أثار اهتمامي منشور من ضمن ما اعتدنا سماعه أو قراءته مع اختلاف الوجهة المقصودة بحسب نوازع وطائفة من يستعرض منشوره, على سبيل المثال: (كم أنا مشتاق لدخول الحرم النبوي من باب سيدنا عثمان رضي الله عنه) ..في الحقيقة لم يأت صاحب هذا المنشور بجديد في التعبير عن مدى تعلّقه برمز "ديني" من رموز هي قد تكون محسوبة على الرموز التاريخيّة لكنّها مع تعاقب الأجيال تحوّلت إلى "رموز دينيّة" ,حيث بات لا يُذكر الدين والتديّن إلاّ وذكرت هذه الرموز وأمثالها, يعني خالطت الدين المفترض به عادةً ما يكون سماوي لا يُحرّف, فتجرّأ من امتلك الشجاعة الكافية في امتصاص مصالحه من جيوب الغافلين فألصق به ما ألصق بكلّ ما هو أرضي دنيوي وبكلّ ما نهى القرآن عنه وحذّر محمّد ص نفسه عن ذلك.. أمّا أمثالي من الّذين باتت تستثيرهم هذه المشاعر الدينيّة وغيرها منذ أن بدأ الإسلام السياسي يتغلغل ويتمدّد مفعوله بين حياة الناس لم تكن تجلب انتباههم من قبل هذه "المأثورات" كما باتت تستثيرهم اليوم ولأسباب لوّنت مفردات مشاغلنا اليوميّة بالعديد من هذه المُثيرات.. أعتقد مصدر الإثارة فيها يكمن من عمليّة بحث ملحّة لإماطة اللثام عن أسباب بات يقلق منها الكثيرون, بما تتركه يوميّاً آثار احتكاك هذا النوع من الإسلام "الإسلام السياسي" بطبيعة الانغماس اليومي في شؤون الناس الخاصّة والعامّة فيتسبّب في عرقلة مصالحهم وعلاقاتهم الاجتماعيّة مثل "الزيارات" الّتي بات يأتي مفعولها بعكس ما أُريد لها ,لذا بات الباحث يدقّق في كلّ وارد أو شارد وبات أحدنا يسترجع حتّى ما مرّ عليه من منشورات متداولة تعلّقت في الذاكرة منذ الصغر على أنّها دين أو حتّى من اشتهرت على أنّها مأثورات وحِكم يصحّ تداولها في كلّ العصور ندًّا لندّ مع القرآن بالضبط! ..وهذا المنشور عنوان مقالنا هذا الّذي بين أيدينا أيضًا يستحقّ التحرّي عن مكوّنه المستمدّ من الفكر الديني ومدى انتمائه حقيقةً لإسلام محمّدي ,بينما وبكلّ تأكيد كان ذلك الإسلام الّذي وائم المنطق حينها خالٍ تمامًا من كلّ ما هو قد تداول فيما بعد بين أيدي الناس ومن ورائهم المتديّنون بما وكأنّها أصبحت من المُقدّسات كما خيّل إليّ.. وعلى إيقاع هذا المنشور تُثار حزمة تساؤلات: كيف يعني "مشتاق" يا صاحب المنشور المجهول "تدخل من باب عثمان في الحرم النبوي"..؟ أو من الباب الفلاني أو الفلاني؟ ..ومن أطلق مسمّيات "الحرم" الكذا أو الحرم الكذا أو باب الكذا؟ هذه تسميات دينيّة اختلطت بالسماويّة المفترض طبيعتها لاهوتيّة تختلف لا ناسوتيّة!.. هل هذه العلائق مقدّسات؟ وهل كتب علينا نحن المسلمون أنّ نخشى واحدًا أم نخشى ما يصعب عدّهم أو حتّى يصعب الاتّفاق عليهم؟.. وهل هنّ كنّ المقدّمات للاحتقان الطائفي وهنّ أصلًا أصبحن المداخل الأساسيّة لنشأة الطوائف؟ ..ومنذ متى تقدّسن؟ أم هنّ مستجدّات وتقدّسن؟ ..يعني هل هنّ طقوس من ضمن الدين؟ أم من المستحبّات؟.. وهل تمّ إعفاء مستحبّ ومُنع من التغلغل من ضمن الطقوس على مرّ التاريخ البشري؟ إذًا إن كان كذلك عليكم أن تعطونا مستحبّ واحد لم يتقدّس أو مُنع سعيه يكن من الشعائر أو منع الجلوس مجلس الآمر الناهي بل ويفرض نفسه على الطقوس الأساسيّات!.. أم في طريقها لإدخالها "كنوافل"؟.. أم هي دخلت من ضمن الطقوس أو الشعائر استوجب ترديدها؟ ..ثمّ ألا يوجد حيّز في ميكانزم أدائكم الديني "مخازن احتياط" تترك لنفوسكم فيها يا ذوو المشاعر الدينيّة الرقيقة فُسَح ومساحات دنيويّة لأغراض التأمّل في المخلوقات وعناصر الحياة كي تخرجوا لنا بمستنتجات على الأقلّ تساهموا بها في الكشف عن بعض أسرار أو بعص عناصر الكون ومكوّناته من باب آخر؟.. من باب الاستفادة من مزاياها ومن مميّزاتها الخلقيّة على الأقلّ ,وعلى الأقلّ لكي تطبّقونها في الصناعات بجميع صنوفها لخدمة المسلمين ولخدمة كافة البشر من ورائهم؟ ..أم ذلك من المحرّمات أو الكبائر ويدخل من أبواب الاقتداء بالكفّار؟ أم أنّكم استمرأتم تكونوا عالة على الآخرين كفّارًا "وأهل كتاب" هم من يقومون بهذه المهام؟ ..أيّ إله هذا تعبدون وتقولون "نحن خير أمّة أخرجت للناس"؟ ..ممكن تخبرونا عن من ذلك "الفلتة" أو من ذلك الإله الّذي أخرجكم للناس لتكونوا عالة عليه ,وعليهم؟ .. وهل كلّ من يؤسّس مذهبًا يجده موائم للعصر الّذي وُجد فيه يتحوّل مع الوقت إلى رمز ثمّ إلى مراتب الخشية منه أو مسّه بسوء كمن مسّ الله بسوء, لا سامح الله؟..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة