الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أنتخابات تركيا، الاهم من الايمان المطلق بحزب سياسي هو تأييد الحزب الذي يستطيع تحقيق الاهداف المرحلية تباعا
هشام عقراوي
2015 / 6 / 6مواضيع وابحاث سياسية
الحقيقة و الايمان بفكر سياسي من أصعب ما يواجه المثقفين، و حتى المثقفون المنظمون الى حزب سياسي يعانون من مشكلة توافق أفكارهم مع أفكار الحزب الذي هم في صفوفة.
فمن الصعوبة أن تجد حزبا ( مجموعة من الناس) يفكرون تماما و بحذافيرها بنفس الطريقة التي يفكر بها مثقفوها و أعضائها و حتى المثقفون يختلفون كثيرا فيما بينهم من اليمين الى اليسار و الوسط و يسار الوسط و الكثير التسميات الاخرى طبقيا و الى أحزاب قومية دينية و ديمقراطية و أستقلالية.
ما يجري في شمال كوردستان و تركيا الان مثال على ما نود طرحة من أفكار في هذا الموضوع المختصر.
فمن المقرر أن يتوجة المواطنون الاتراك و الكورد و باقي مكونات تركيا الى صناديق الاقتراح في السابع من هذا الشهر. الاتراك بحكم كونهم القومية المسيطرة في تركيا وبحكم كونهم ضمنوا السلطة في تركيا فأن أصطفاف مثقفيهم مع حزب العدالة الاسلامي أو حزب الشعب الجمهوري أو الحزب القومي أو أي حزب اخر سوف لن يؤثر على تحصيل حاصل شكل نظام الحكم في تركيا قوميا.
بينما أصطفاف المثقفين الكورد الى مجاميع مختلفة و في هذا الوقت بالذات من تأريخ شمال كوردستان فسيكون له تأثيرات سلبية كثيرة على المستوى القومي الكوردستاني و على مستوى القضية الكوردية في تركيا.
مرحليا القوى الحاكمة في تركيا لا تزال تعيش عهود القهر و التصفيات القومية و المرحلة الصدامية و الاسدية في التعامل مع الاثنيات الاخرى و التي تتمحور بتضليل الكورد و أحتواء قضيتهم من خلال الشعارات البراقة و مسميات الشعب الواحد و أنهم أحرص من الكورد على الكورد أنفسهم.
أي أن أحزاب تركيا التركية لم تصل الى مرحلة الاعتراف ببعض حقوق الشعب الكوردي في تركيا، و عملية السلام التي بدأها أردوغان لا تتعدى لعبة حزبية من أجل أضعاف حزب العمال الكوردستاني و من خلالة الشعب الكوردي في شمال كوردستان.
و مرحليا ليس هناك لدى الكورد في شمال كوردستان من حزب قوي يستطيع التحول الى عامل مؤثر على السلطة في تركيا سوى حزب الشعب الديمقراطي و جميع القوى الاخرى لا تتعدى الاسم.
كورديا حزب الشعب الديمقراطي هو الحزب الوحيد الذي بأمكانه تحقيق بعض المكاسب القومية للشعب الكوردي و أدخال القضية الكوردية الى قبة البرلمان التركي كحزب و من خلاله الى أوربا و العالم.
و بعيدا عن الصراعات الحزبية و الفكرية فأن دخول هذا الحزب الى البرلمان التركي و من خلاله الى البرلمان الاوربي و العالم سيكون له تأثيراته الايجابية على القضية الكوردية أجمالا و في جميع أجزاء كوردستان و سيمهد الطريق أمام أستقلال جنوب كوردستان و من ثم شمال كوردستان.
لذا على المثقفين الكورد و خاصة في شمال كوردستان أبعاد الخلافات الفكرية عن هذه الانتخابات و النظر الى المصالح القومية و الجماهيرية في هذا الوقت بالذات و التركيز على الاهداف المرحلية و أمكانية تحقيقها. أي عليهم التفكير استراتيجيا في تكتيك كوردي مرحلي.
الشعب الكوردي في جنوب كوردستان بدأ حربه التحررية بالحديث و المطالبة باللامركزية للعراق، و من ثم طالب بالحكم الذاتي و بعدها بالفدرالية و الان يطالب بالكونفدرالية و كلها شعارات و خيارات تكتيكية من أجل الهدف الاعظم وهو أستقلال كوردستان و تشكيل الدولة الكوردستانية.
ما يحصل كورديا في تركيا اليوم و في أيران و سوريا هو نفس الشئ، أي أنه قواها السياسية المؤثرة تلجئ الى رفع شعارات مرحلية و لكن الهدف دوما هو الاستقلال و الدولة الكوردستانية. ليس هناك قائد كوردي يستطيع الوقوف بوجه مصالح الشعب الكوردي العليا و على رأسها الاستقلال.
في اربعينات و خمسينات و ستينات القرن الماضي كان الكثير من المثقفين و بعض القوى الكوردية يتهمون بعضهم بعضنا بالمساومة على الحقوق الكوردية في جنوب كوردستان من خلال رفع شعارات و نهج خاطئ متمثلا باللامركزية و الحكم الذاتي للعراق، و لكننا نرى و بعد أتضاح الرؤى في العراق و العالم بأن جميع القوى الكوردية و القادة الكورد في جنوب كوردستان و من ضمنهم اللذين كانوا يطالبون بالحكم الذاتي الحقيقي يعملون من أجل أعلان أستقلال كوردستان.
و نحن متأكدون بأن شمال كوردستان سائر هو الاخر نحو الاستقلال و أن الصعود كحزب سياسي كوردي الى قبة البرلمان التركي سيساهم كثيرا في توجه شمال كوردستان نحو المطالبة بالفدرالية أو الكونفدرالية أو حتى الاستقلال في مرحلة لاحقة. بينما عدم نجاح حزب الشعب الديمقراطي في الوصول الى قبة البرلمان التركي سيؤخر تلك الخطوة.
ليس ضروريا أن تؤيد و تؤمن بفكر حزب سياسي كي تقوم بتأييد ذلك الحزب و تعمل على نجاح ذلك الحزب لتحقيق هدف قومي ضروري والذي هو اليوم وصول الكورد كحزب الى برلمان تركيا على الرغم من دكتاتورية ذلك البرلمان و عنصريته تجاه الكورد و حقوق الشعب الكوردستاني و لكن السياسية العالمية تتطلب ذلك.
حزب العدالة و التنمية التركي الاردوغاني يضم في صفوفة الكثيرين من الكورد كأعضاء حتى في البرلمان التركي و لكن هؤلاء الاعضاء و حزب أردوغان لم يقوموا بالمطالبة بحقوق الشعب الكوردي بقدر محاولتهم منع الممثلين الكورد داخل البرلمان التركي من المطالبة بحقوق الشعب الكوردي. الكثير من القوى الكوردية الاخرى أتبعت نفس نهج أردوغان بمعادات الحزب الكوردي الوحيد الذي يستطيع كسر جدار ال 10% العنصري في تركيا.
أنه جدار الفصل العنصري التركي و على الجميع العمل من أجل هدمه من خلال فوز حزب الشعب الديمقراطي في انتخابات يوم غد.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. القبة الحديدية تعترض صاروخًا أطلق من غزة
.. كيف سيواجه حزب الله اللبناني التهديدات الإسرائيلية بعملية عس
.. ما خيارات فصائل المقاومة أمام إصرار نتنياهو على عرقلة الصفقة
.. لقطات جوية تظهر آثار فيضانات ولاية لويزيانا الأمريكية بعد إع
.. ما أصداء إعلان نتنياهو بدء عملية واسعة عسكرية في الجبهة الشم