الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر حول مشروع السلم والمصالحة الوطنية في الجزائر

عاشور سرقمة

2005 / 10 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لا يختلف اثنان ولا ينتطح عنزان في أن ما نعيشه اليوم في العالم عموما والجزائر خصوصا من دمار وخراب وافتقاد وافتقار للأمان ،هو نتيجة لعدم وجود سياسة حكيمة تسمى " المصالحة الوطنية" ؛ ذلك أن الصلح من بين الأسباب الرئيسة التي تسهم بشكل مباشر على استتباب السلم والأمان في حياة الشعوب ونه حركة عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية وغيرها ، إضافة إلى إطفاء نار الفتنة التي ستمتد خيوطها لتقضي على ما فوق الأرض وما تحتها - أنا أقصد ما أعني - ؛ فالأمر نفسه بالنسبة للمجتمع الجزائري الذي عاش سنوات وسنوات في اللاإستقرار فمن الاستعمار الفرنسي إلى الإرهاب الذي أتى على الأخضر واليابس في الطبيعة وأطفأ تلك الشعل وفي القلوب، فسلب الشعب الجزائري تلك البسمة التي عُرف بها إضافة إلى كرمه وسعة صدره ، وأحل محلها الشك والخوف والهلع فأصبح الوالد يخاف ويحتاط من كل تصرفات ولده والأم كذلك تخشى إبنها ، وهلم جرا ....وقد عشت الكثير من الأحداث وسمعت الكثير في سنوات 1996وما بعدها من السنوات حين كنت طالبا بجامعة تلمسان بالغرب الجزائري ، فعرفنا أن الإرهاب بقرى هاته الولاية التي كانمت آمنة مطمئنة لا يعرف ماذا يقتل ولا ماذا يترك وخاصة بقرى مثل السعادنية وبني غزلي وتاغزوت والشولي وغيرها . وهاته القرى ماهي إلا أنموذج بسيط يمكن أن نسقطه على العديد من القرى والعائلات على المستوى الوطني .
إلى أن جاء السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية بمشروع " ميثاق السلم والمصالحة الوطنية " الذي استفتي الشعب الجزائري حوله في التاسع والعشرين من سبتمبر الماضي وصوت الشعب بالأغلبية الساحقة لصالح هذا الميثاق ، والأكيد أن الكل الآن يرتقب ماذا بعد ميثاق السلم والمصالحة الوطنية؟
وقد سإلت هذا السؤال قبل الاستفتاء بأيام حين نظمت إحدى الجمعيات بولاية أدرار بالجنوب الجزائري تسمى " جمعية مواهب توات" ملتقى حول دور الحركة الجمعية في مشروع السلم والمصالحة الوطنية ، وأذكر أنني أشرت حينها أن قول نعم أثناء الإستفتاء غير كاف مالم يدعم بإرادات قوية لتخطي هذا الراهن الآسن الذي تعيشه البلاد ، فيجب عقد مصالحة مع ذواتنا ونعرف ما هو هدفنا في الحياة وماذا ينتظر منا هذا الوطن الذي الذي ضحى الشهداء في سبيله ؛ ثم بعدها نحاول أن نصلح ذات البين بين العروش والقبائل المتناحرة وهو ما يذكرنا بالجاهلية ؛ فقبيلة أولاد فلان تكره قبيلة أولاد فلان ، فلا تزاور ولا تزاوج ولا تشاور ، وما نراه في بعض المناطق الأخرى من تفرقة عنصرية بين مرابط وشريف وحرثاني أو عربي وأمازيغي أو قبائلي وشاوي ، أو مزابي وشعانبي ....وغيرها من النعرات التي تجاوزها الزمن ، فعالمنا اليوم عالم التكتلات فلا مكان فيه للواحد وحده ، والأدعى أن نبحث عن ما يجمعنا ونسعى إليه ، لاأن نحفر ونبحث عما يفرقنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بلا مساعدات خارجية ودون وقود.. هل مازالت المعابر مغلقة؟


.. تصعيد جديد بين حزب الله وإسرائيل وغالانت يحذر من -صيف ساخن-




.. المرصد السوري: غارات إسرائيلية استهدفت مقرا لحركة النجباء ال


.. تواصل مفاوضات التوصل لاتفاق هدنة في قطاع غزة في العاصمة المص




.. لماذا علقت أمريكا إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل؟