الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يالخسة ووضاعة شيوخ الغدر وتنكرهم لتربة العراق.

جعفر المهاجر

2015 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


يالخسة ووضاعة شيوخ الغدر وتنكرهم لتربة العراق.
جعفر المهاجر.
في منظر دموي سادي رهيب لايمكن إحتماله وتصديقه شاهد سكان العالم كيف قامت داعش بإعدام الجندي العراقي الأسير مصطفى ناصر هاني العذاري بعد تعذيبه والطواف به في مدينة الفلوجة تحت صيحات التأييد من حفنة أكلت قلوبهم الأحقاد الطائفية العمياء. ثم قامت بتعليق جثته تحت أحد الجسور تحت صيحات (الله أكبر) و( حي على الجهاد ) التي درج المجرمون الدواعش ومؤيدوهم من شيوخ الهزيمة والعار والخسة والنذالة والخيانة على ترديدها في مثل هذه المشاهد الدموية التي تستهجنها حتى الوحوش الضارية وبثت تلك الصور والمشاهد الإجرامية البشعة لكي ترعب كل من لاينضوي تحت راياتهم السوداء .
والجريمة الأخرى التي لاتقل بشاعة ودموية عن سابقتها حدثت بحضور عدد ممن لقبوا أنفسهم بـ( مشايخ ووجهاء قضائي الفلوجة والكرمة في محافظة الأنبار ) الذي إجتمع برئاسة ( الشيخ ) أحمد درع الجميلي بعد أن ألقى خطابا طائفيا طويلا عريضا ينم عن روح الحقد والإنهزام والوضاعة التي تعج به نفسه المهزومة الجبانة أعلن فيه مبايعة أميره أبو بكر البغدادي على ( السمع والطاعة ) ووعد بمحاربة الجيش و(الحكومة الصفوية ) بـ (جيش لجب ) من الشباب الذين أعدهم. وتهجم على الحكومة العراقية والعملية السياسية لتغطية خيانته وتخاذله وسقوطه. ولكي يكتمل مشهد غدرهم وخيانتهم وتنكرهم لتربة الوطن وضعوا جنديا عراقيا أسيرا أعزلا أمامهم وهو في حالة الركوع وتم ذبحه على يد وحش أثيم غادر من هؤلاء الأوغاد الأنذال الساقطين في وحل المهانة والخيانة .ولم ينسوا التكبير الذي صار ملازما لعمليات ذبحهم . وكلا الجريمتين تدلان على وحشية ودموية هذه الوحوش البشرية التي لبست ثوب الإسلام ظلما وعدوانا ، وتخلت عن كل القيم الإنسانية والعشائرية الأصيلة التي تحث على الدفاع عن الأرض والعرض ضد الأعداء الغرباء. وجرائمهم هي إعتداء صارخ على الفضيلة والخلق النبيل وإغاثة الملهوف والحفاظ على الأسير في الحرب . وعشائر العراق الأصيلة أبعد ماتكون عن هذه الجرائم التي ترتكبها هذه الشراذم الجبانة الخانعة التي لاتمت بصلة إلى تراب العراق ولا إلى عشائره الكريمة ولا إلى قيمها الأصيلة . وقد تجاوزت جرائمهم ماكان يرتكبه أبو لهب وأبو جهل وعتاة الكفار الجاهليين.وكنت أتمنى كمواطن عراقي أن ينتفض بعض السياسيين العراقيين الذين تستضيفهم الفضائيات الطائفية لإستنكار الجريمتين مثلما آنتفضوا لجريمة حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة وبعثوا ببرقيات التعزية وكادوا يلبسون السواد عليه. وأنا هنا لاأستهين بدم أي إنسان تقتله هذه العصابات الدموية ولكن أقول شتان بين الموقفين اللذين ينمان عن إزدواجية صارخة فحواها ولحمتها هذه الطائفية الكريهة التي وجدت طريقها إلى الكثير من النفوس المضللة في العراق وفي العالم العربي. فالإنسان لايختلف عن أخيه الإنسان في أي مكان في العالم. وقتله جريمة لاتغتفر . ولو كان هؤلاء عربا أو شيوخا حقيقيين كما يدعون لوقفوا بوجوه هؤلاء الغزاة مع أبناء العشائر الأصيلة لتحرير مناطقهم من براثن هؤلاء القتله ،ودافعوا عن أعراضهم ومدنهم التي تعرضت لغزو الغرباء وما آرتكبوه من جرائم يندى لها جبين الإنسانية خجلا. لاأن يتباهوا بقتل جندي أسير ويصوروه في فيديو ليراه العالم وهذا العمل الإجرامي المشين لم ولم يفعله شيوخ النخوة والشهامة يوما في العراق.
لقد كرم الله الإنسان وفضله على الملائكة . وقد قال غاندي الذي ليس بمسلم في كتابه قصة تجاربي عن الحقيقة ص321:
(أن تمتهن كائنا بشريا واحدا يعني أنك امتهنت هذه القوى الإلهية وبذلك لاتؤذي ذلك الكائن فحسب , بل تؤذي العالم كله .)
ومن نظريات علم النفس عن الشخصية الإنسانية هناك الشخصية ( الماسوشيه ) وهي رغبة الإنسان في تعذيب نفسه وجلد ذاته إلى أبعد حد وهذه النفس تبتعد عن إيذاء الآخرين لذا يكون خطرها على نفسها وفي حدود ذاتها . أما النفس المضادة للنفس الأولى هي التي تمثل الخطر الأكبر على المجتمع وينتشر ضررها كما تنتشر النار في الهشيم فهي النفس ( السادية ) التي تتلذذ بتعذيب الآخرين إلى أبعد حد وهو انحراف خطير يظهر على سلوك أفراد في المجتمع تبحث عن اللذة من خلال تعذيب الغير الذي وصل إلى نقطة تنذر بخطر هذه القوى الظلامية التي لاهم لها سوى بث روح الإنتقام والكراهية في المجتمع .ولو إستفحل أمرها ستكون أخطر وباء يهدد البشرية في العصر الحديث.
لقد خلق الله البشر والقوميات في كل أنحاء الأرض وجعل من هذه المنظومة البشرية شعوبا وقبائل بينها مشتركات في نشر السلم والوئام والمحبة بينها لكي تسعد البشرية وتصلح من حالها وتخطو خطوات نحو الرقي والتقدم والرفاه بدل الحروب والتناحر والبغضاء وهذا ماأكدته كل شرائع السماء وقوانين الأرض ولكن البعض ممن تشربت في نفوسهم الأحقاد الطائفية والعنصرية البغيضة يأبون ذلك ويصرون على إثارة هذه النوازع الإجرامية التي تزرع الأحقاد وتشتت أبناء المجتمع الواحد ألى مكونات متنافرة يكيد بعضها للبعض الآخر بحجة القومية تارة وبحجة الطائفية تارة أخرى هؤلاء الذين تلوثت عقولهم ونفوسهم بتلك الأحقاد الجهنمية البغيضة لاتسمح لهم ساديتهم نشر قيم الحق والعدالة بين مكونات الشعب العراقي وإذا كان هؤلاء القتلة الساديون الطائفيون يدعون الإسلام والعروبة فإن الإسلام والعروبة يبرآن من جرائمهم. وكلاهما يدعوان إلى الدفاع عن الوطن والعرض مهما بلغت التضحيات لا أن يتنكر المرء لتربة وطنه ، ويكون مطية وخادما ذليلا للأفغاني والشيشاني وغيرهم من شذاذ الآفاق المعتدين على وطنه.
فيالخسة ووضاعة هؤلاء الشيوخ المزيفين الذين تنكروا لتربة العراق وللأعراف العشائرية الأصيلة.
فمثلما سلموا بالأمس العراق على طبق من ذهب للمحتلين وهربوا خلال ساعات بعد أن تنعموا بخيرات العراق دون غيرهم لعشرات السنين وقبع كبيرهم الذي خرب البلاد في دمويته وساديته وحروبه العبثية في حفرة نتنة لأشهر عديدة يقفون اليوم في صف الدواعش الغزاة لينصبوهم شيوخا على مناطقهم بالبطش والإرهاب. لكن الشعب العراقي أوعى من أن يخدعه هؤلاء الجبناء الأذلاء من خونة العراق وتربته الطاهرة .
جعفر المهاجر.
6/6/2015م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح
بارباروسا آكيم ( 2015 / 6 / 7 - 22:38 )
تصحيح قلت ( علي الوردي ) والصواب عبود الشالجي..آسف كنت أَقرأ في كتاب لعلي الوردي فتاهت علي

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تقرر بالإجماع تجنيد الحريديم | #غ


.. مظاهرة في مارسيليا ضد مشاركة إسرائيل بالأولمبياد




.. الرئيس السابق لجهاز الشاباك: لا أمن لإسرائيل دون إنهاء الاحت


.. بلا مأوى أو دليل.. القضاء الأردني: تورط 28 شخصا في واقعة وفا




.. إيران تشهد انتخابات رئاسية يوم الجمعة 28 يونيو والمرشحون يتق