الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-معلقة بلاد الرافدين -حروف يكتبها الوجع

ستار عباس

2015 / 6 / 6
الادب والفن



ستار الجودة
ما أن تدخل في قاعة المتحف المتجول الثقافي المقام في شارع المتنبي, حتى تجد نفسك أمام واحدة من روائع الأدب السياحي تكبلك الكلمات والقافية والوزن ويسحرك التوظيف, لكن سرعان ما تكتشف الوجع الموغل في الجسد الثقافي وحجم المعاناة والمأساة مع أول نظرة في وجه الشاعر المفعم بدماثة الخلق والكياسة المقرونة بالآهات الصامتة التي يحاول ان يخفيها بابتسامة يشوبها الحزن, لا يتوانى في شرح إبعاد وأهداف القصيدة للكبار والصغار وهو صاحب رسالة وطنية ومسؤولية إرساء ثقافة الحضارة,ترى هل أنصفت الحضارة الغابر في عمق التاريخ ام تركته للحاضر الذي لا يؤمن الا بالسياسة والسلطة التي دمرت الحضارة وأفسدت الحاضر وجعلتنا نتوجس الخوف من الغد وما يحمل من مفاجأة ,هذه القصيدة وكاتبها "مدار البحث" بمثابة البروناما او الخارطة السياحية التي ترشدك الى المواقع الأثرية في محافظات العراق بطريقة أدبية ساحرة, انها"معلقة بلاد الرافدين" لشاعر والدليل السياحي الكبير "محمد علي جواد" قصيدة وضع فيها عصارة عمره و مكتنزة السياحي والأدبي و الألبسها ثوب الإستبرق الشعري لتظهر بأبهى زينتها الأدبية وطرزها بالمواقع الاثارية الموزعة على ارض الرافدين , كتبها الشاعر بخمسين بيتا" وجعلها اليوم سبعين بيتا" صاغها كرسالة محبة لكل العراقيين و ذكر جميع المحافظات العراقية التي تحتضن الآثار وحسب التسلسل الزمني تضمنت القصيدة تاريخ العراق منذ إنسان "النياندرتال" الى سقوط بغداد على يد هولاكو, القصيدة بمثابة رد حضاري ثقافي أدبي عراقي وضد كل الأفكار الظلامية والطائفية و رسالة تهدف الى توحيد العراقيين من خلال وحدة تاريخهم العريق, صانع هذا الصرح الذي أشاد به كل الزائرين للمتحف وتناولته جميع الفضائيات ووسائل الإعلام المحلية والأجنبية يمتلك الكثير من المشاريع الأدبية والأثرية مكبل بالظروف الصعبة التي يمر بها ,فهو اليوم عاطل عن العمل رغم الإمكانيات والمؤهلات العلمية التي يمتلكها فهو خريج كلية الآداب قسم اللغات الأوربية عام 1977 يجيد العربية الفصحى والانكليزية والألمانية رافق الأفواج العراقية الى الدول العربية والأجنبية ورافق جميع الكروبات الأجنبية الى المواقع الأثرية داخل العراق وكتب العديد من المقالات في الصحف والمجلات عن السياحة والآثار, اليوم محمد علي جواد رقم الصعب معطل من حاسبة الزمن الغابر و جرح نازف يضاف الى الجروح المثخنة في جسد الثقافة العراقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب