الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل استوعبت إيران دروس التجربة العراقية ؟

جاسم محمد كاظم

2015 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


ظهر العراق كقوة إقليمية في المنطقة بعد تأميم النفط وتحرير العملة النقدية.وفي عام 1973 استطاعت القوات العراقية لأول مرة منازلة القوات الإسرائيلية في الجولان وأثبتت فاعليه هائلة في التصدي لالولية غولاني المدرعة .
ويشير كتاب الحرب العربية الرابعة ودور القوات العراقية فيها بان ألوية القوات الخاصة العراقية استطاعت تدمير ما يقارب ال12 دبابة إسرائيلية في إحدى الغارات وثبتت الدبابات العراقية أمام في أماكنها مما أرعب قادة إسرائيل في وقتها ..
ومنذ ذلك الحين أصبح العراق دولة مواجهة فاعلة بل انة تسيد القرار العربي وبدا يلوح منذ ذلك الوقت بالعصا الغليظة وتحريك قطعات الجيش .
شكل العراق خطر هائل على المنطقة وخاصة دول الخليج العربي التي رأت في هذا الغول الجبار تهديدا لأمنها الاستراتيجي وتدخل العراق في كل كبيرة وصغيرة في شؤون تلك الدول وظهرت أدبيات البعث في ذلك الوقت تفضح العمالة الخليجية السائرة في درب العم سام .
أعلنت القيادة العراقية في عام 1975 بأنها على استعداد لإرسال كافة القوات المسلحة لتحرير فلسطين لو أن الحرب العربية الخامسة قد نشبت بعد تراجع سوريا ومصر عن ذلك بسبب تكبدها خسائر فادحة في المدرعات خلال حرب تشرين وانهيار اقتصادها الوطني بسبب الديون فدخلت سياسة اللا حرب واللا سلم مع إسرائيل.
وبعد توقيع معاهدة كامب ديفيد وطرد مصر من الجامعة العربية أصبح العراق القوة العربية الأولى في المنطقة فلا صوت يعلوا على صوت العراق .
وازداد الأمر خطورة بعد توقيع معاهدة الوحدة مع سوريا والتي لم تستمر طويلا
وابتداء من عام 1979 أبتدئ العراق بعسكرة الشعب وتعليم استخدام السلاح من الطلائع في الصف الخامس الابتدائي بعمر ال11 سنة مرورا بالفتوة إلى بوادر الجيش الشعبي وفصائله التي اقتصرت أول الأمر على الجهاز البعثي .
نظر الغرب بعيون يقظة لهذه التجربة الوليدة في المنطقة والتي بدأت تستحضر المد الثوري وتعمل على حشد الكل في تنظيمات عسكرية معيدة عهد النازية الألمانية وسياسة الرايخ الثالث .
فكانت أول الخطوات والأوراق الجاهزة استبدال القيادة العراقية بمؤامرة البعث الثانية على الرئيس البكر وإزاحته بالقوة ممهدا الطريق للتلميذ الجامح صدام حسين ليرتكب مجزرة ليلة السكاكين الطويلة الثانية بحق الجهاز الحزبي برمته ويعدم بين ليلة وضحاها ثلاثة أرباع القيادة القطرية وطالت عملية الإبادة الجماعية حتى السفراء في بعض الدول مثل مرتضى كريم عبد الباقي لينفرد بعصابة تكريتية جديدة على أساس عشائري .
وشكل انتصار الثورة الإيرانية وظهور المد الديني في المنطقة الحلقة الثانية من المسلسل الطويل لبداية مؤامرة معقدة استهدفت خطة التنمية الاقتصادية العراقية الوليدة بتضخيم القائد الرمز ونفخ الغرور الكامن في نفسية صدام حسين المستلبة لتعيد تمثيل رموز التاريخ بمسرحيات جديدة كما يعبر عنها كارل ماركس بأزياء تنكرية .

في يوم 21 أيلول 1980 سافر صدام إلى المملكة العربية السعودية والتقى الملك خالد وعند عودته إلى العراق ابتدأت الحرب العراقية الإيرانية بصورة رسمية في يوم 22 -9 – 1980 بعدما حصل على وعود وضمانات كاملة بالدعم الخليجي لمجابهة إيران .
وهكذا وقع العراق في الفخ من حيث لا يشعر بسبب غباء الساسة الكبير وتنفست دول الخليج الصعداء بهذه الحرب التي استنزفت كل الدم والنفط العراقي ونقلت فوهة مدفع دبابته نحو إيران واستنزفت العملة العراقية وأصبح العراق مدينا ب100 مليار دولار أميركي وخسائر بشرية بلغت ال750 ألف قتيل وخراب الاقتصاد العراقي الكبير بعدما كانت الميزانية العراقية قبل الحرب تمتلك وفورات نقدية تزيد على إل 40 مليار دولار .
وعندما عرف صدام بأنة مغفل كبير وليس بطل النصر والسلام وعملاق التفكير هاجم الكويت ليكون اكبر الحمقى في التاريخ الحديث لأنة لا يميز جبن الفخاخ عن الجبن العادي مغترا بعدد دباباته إل 3000 وعديد قواته التي وصلت إلى 52 فرقة ورجالة البالغين 1500000 مليون ومنصف المليون مقاتل .
وهكذا حذفت الولايات المتحدة العراق من خارطة التاريخ بعدما قذفت له بجبنه الكويت .
واستطاعت الأموال الخليجية من تدمير ما بقي من العراق بصواريخ هوك الموجهة من بعد وطلعات الشبح التي لا تستطيع رصدها أقوى الرادارات ..
وهكذا وجهت دول الخليج قبضة الموت للعراق بكف العم بوش ليعود العراق إلى العشائر والأفخاذ بعدما كان يريد دخول العصر النووي .
لم تستوعب سلطة العراق الجديدة الدرس الخليجي جيدا فبدأت مثلما انتهى صدام بتوجيه الشتائم وتعود إلى فتات التاريخ تلعن هذا وتسب ذاك وتنظر لنفسها بأنها الغول الجديد للمنطقة ببعض التنظيمات شبة العسكرية التي يملى الحماس الزائف نصف شعورها ونفوسها واستعادت الماضي في صورة الحاضر بمسرحيات هزلية تصور نفسها بأنها بعث التاريخ الحديث وصورته المشرقة في شخصيات غابرة مستفيدة من الدعم الإيراني والولاء للمذهب وحالة الهوس والانفعال والغليان الشعبي المهووس بالطقس .

عشر سنوات كاملة من التخطيط والرحلات المكوكية لقادة الخليج مع قادة البيت الأبيض لإعداد خطة لموازنة إطراف المعادلة التي أصبحت صعبة تهدد امن هذه الدول بل فكر ت بعض الدول بالحنين لنظام صدام حسين .
يقول القانون الفيزيائي الشهير بان لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه فكانت خطوات السياسة الخليجية الجديدة معالجة الداء بالداء كما يقول البيت الشعري
وداوني بالتي كانت هي الداءُ..
فأعيد شحن التاريخ بمادة الدين وتقسيماته وطوائفه بعالم البث الفضائي والإعلام الاستهلاكي المسيطر على عقول المنطقة بحالة غسيل طويل للأدمغة واستحداث قنوات دينية تعيد سكب الزيت على النار وتهيج الحقد الكامن في النفوس وتستخرج أدران الجدري من مكامنها بسياسة طويلة مبرمجة .
فبدا تشكيل الفرق الدينية بأموال النفط واستجمعت هذه الفرق من جوامع لوس انجلوس ومانهاتن بالتحريض لترسل الأنصار نحو مراكز التدريب بعمليات سرية تحت إشراف منظمة ألن دالاس الشهيرة .
لم تكن دول الخليج تنظر إلى العراق بعين الريبة بل كانت تريد جر الرجل الإيرانية نحو المحرقة شيئا فشيئا بهذه الخطة الجديدة لتدمير الخصوم .
لم تكن القيادة الإيرانية بذلك الذكاء الكافي لتجنب الدخول المباشر في المواجهة الطويلة الأمد والتي لم تعد صراع دولا بعينها مثلما كانت الحرب العراقية الإيرانية بل صراع مليشيات وطوائف دينية وخلال سنة واحدة وجدت إيران نفسها متورطة في حرب طويلة منهكة مدفوعة الثمن لن تنتهي أبدا وتدوس أرجلها على اللغم البتار ولن ينتهي هذا الوضع إلا باستنزافها رويدا رويدا في جبهات طويلة ومهلكة ..
إيران اليوم على مفترق طرق وعليها أن تعيد دراسة ما حل بالعراق وتجربته الرائدة في البناء التي آلت إلى الزوال لأنها اليوم مهددة بطريقة الموت نفسها وعليها أن تفكر بطريقة ذكية لكي تسحب قدمها عن هذا اللغم المميت قبل أن ينفجر ويحول جسدها إلى أشلاء ممزقة .

//////////////////////////م
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرفيق العزيز جاسم محمد
فؤاد النمري ( 2015 / 6 / 7 - 05:48 )
أعلق هنا في غير موضوعك الوطني وذلك لآنك لا ترد على رسائلي إليك عبر البريد الألكتروني
أنت علقت على مقالي الأخير في غير مكان على أن الأرقام الواردة فيه ليست مقصودة بذاتها
لك أن تعلم بأنني لا أود بأن أختتم حياتي بمحاورة الحمير والسفهاء وأنت تعلم من هم
من الغباء بمكان القول أن الناتج القومي ليس ناتجاً عن ساعات العمل
معدل أجر ساعة/عمل في أميركا هو أكثر من 25 دولاراً لكنني افترضتها 17
دولاراً كيلا أخطئ ولو بمقدار
to keep on the safe side
لكن 8 دولار هو الحد الأدنى للأجور المسموح به والفرق كبير بين الحدين
هدف المقال هو هام جداً ومفصلي وهو أن النظام السائد اليوم في كل العالم إنما هو الهروب من الاستحقاق الاشتراكي وليس غير ذلك
مختلف القرارات السياسية والإقتصادية في عالم اليوم إنما تأتي هروباً من الاستحقاق الإشتراكي
أي تحليل لأي قرار سياسي أو اقتصادي يخرج عن مساق الهروب من الاستحقاق الاشتراكي لن يكون صحيجا على الإطلاق
كل التحايا البولشفية للرفيق الأمين جاسم محمد كاظم


2 - المعلم النمري تحية بلشفية
جاسم محمد كاظم ( 2015 / 6 / 7 - 09:12 )
بالعكس ايها المعلم فانا اعرف من هو النمري .. لغة الارقام الموجودة خاطئة بعض الشي لانها مثلما قال الرفيق سعيد زازا لاتحتسب كل العملية بل اجزاء من العملية.. اما عن البريد الالكتروني فانا لم افتحة منذ شهر والان سوف افتحة ... واتمنى لك طول العمر ومديدة ايها المعلم الماركسي ...اسمى تحية


3 - المعلم النمري تحية بلشفية
جاسم محمد كاظم ( 2015 / 6 / 7 - 11:50 )
ارجوا اعادة ارسال الرسائل عبر البريد الالكتروني الخاص بي بسبب انني لم اجدهن ربما بسبب عملية المسح التي عملتها مؤخرا اسمى تحية

اخر الافلام

.. كيف ساهمت تركيا في العثور على مروحية الرئيس الإيراني المحطمة


.. كأس الاتحاد الأفريقي: نادي الزمالك يحرز لقبه الثاني على حساب




.. مانشستر سيتي يتوج بطلا لإنكلترا ويدخل التاريخ بإحرازه اللقب


.. دول شاركت في البحث عن حطام مروحية الرئيس الإيراني.. من هي؟




.. ما المرتقب خلال الساعات المقبلة حول حادثة تحطم طائرة الرئيس