الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العبادي و سياسة المهادنة

محمد فريق الركابي

2015 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


العبادي و سياسة المهادنة

من الطبيعي و في ضل الظروف التي يمر بها العراق و التي تهدد وجود الدولة و اركانها ان يعمل السياسي بحكمة و ان يضع تبعات القرار الذي يقدم عليه قبل كل شئ و ان يتبع سياسة التوازن بين سلبيات القرار و ايجابياته و ان كان العراق غير قادر على تحمل السلبيات ايا كان نوعها لانها السبب المباشر لما حدث و سيحدث فالتعنت و الاصرار على موقف حتى و ان كان صائبا و لكن لا نتيجة ورائه هو غباء دائما ما يصيب السياسيين و بداية لازمة قد تنتهي بحرب لا مجال لها في الوقت الحاضر لانها ضياع للوقت و المال و الجهد فهذه العناصر هي ما يحتاجها العراق للخروج من ازمة الجماعات الارهابية و في مقدمتها داعش.

ان سياسة المهادنة التي يتبعها رئيس الوزراء حيدر العبادي مع الفرقاء السياسيين تعبر عن رغبة الرجل في تحجيم الخلافات السياسية التي بدأت تتجه الى ما لا تحمد عواقبه و ربما التقسيم على اساس الطائفة و القومية هي واحدة من ابرز التحديات التي يواجهها العبادي و التي جائت كنتيجة حتمية للممارسات السياسية الخاطئة التي اوصلت الاحزاب و الكتل السياسية الى التفكير في اقامة دولة لها بعيدا عن المركز و هو الامر الذي يدفع العبادي الى اطفاء الخلافات السياسية بصورة سلمية و يحاول تركيز الجهود لمواجهة ما هو اخطر من رغبات الاحزاب و الكتل السياسية فالعراق اليوم يواجه موجة من الازمات بدأت بداعش ثم الازمة الاقتصادية و قبل ذلك كله ازمة الفساد ناهيك عن ازمة الخدمات و البطالة و هي بحاجة الى تضافر الجهود لانهائها او الحد من مخطرها على اقل تقدير.

ان هذه السياسة و ان كانت قادرة على التقليل من الصراعات السياسية إلا انها في الوقت نفسه ستصبح نقطة ضعف تطارد العبادي فمن غير المنطقي ان يتم اعتماد التهدئة و ارضاء الجميع على حساب الدولة و القانون فتطبيق القانون على الفاسد و المتخادل , و واجب على الجميع و الضامن لهيبة الدولة و وجودها بل هو الطريق الوحيد للخلاص ممن يحاول خلق الفوضى السياسية و تشتيت الجهود لمحاربة الفساد و الحل الامثل للقضاء على المتخادلين و تجار الدم ممن تعمدوا تسليم المحافظات العراقية للجماعات الارهابية بلا ثمن سوى الرغبة في مشروع سياسي يضمن لهم المناصب او الثراء او غيرها من المكاسب الشخصية و هو ما يجب على العبادي اخذه بنظر الاعتبار خصوصا و انه في نظر البعض بطيئ و متردد في اتخاذه القرار و عليه ان يعي ان موقعه لا يتحمل المزايدات و الاتفاقات و ان الظرف الذي يمر به العراق لا يتحمل انتكاسة اخرى و هو ما يجعله مجبرا على اتخاذ القرارات التي تخدم البلاد بعيدا عن المجاملات السياسية فالمصلحة الوطنية هي مسؤوليته التي يجب ان يحافظ عليها لا المكاسب الحزبية و مطالب السياسيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه


.. اعتصام لطلبة جامعة كامبريدج في بريطانيا للمطالبة بإنهاء تعام




.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح