الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكسة حزيران. وحزنها الدامي الطويل

محمد خضر الزبيدي

2015 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


مع اطلالة النصف الثاني من عقد الخمسينات للقرن العشرين اخذت امال واحلام الامة العربية تتطلع بقوة الى ان تفرض وجودها على الساحة العربية والدولية. وكان لزعامة القائد جمال عبد الناصر الدور الاكبر في تنمية هذا الحلم
والسير به في طريق التحقق والانجاز
لقد حددت الزعامة المصرية اهداف هذه المرحلة وكانت ابرز محطاتها هي
اولا. بناء الدولة المصرية القوية والمؤثرة فعلا لا قولا فقط ثم بناء دولة الوحدة ولو من دول الطوق كخطوة اولى وهي مصر وسوريا والاردن والعراق والدائرة الثالثة هي الانهمام بطرد الاستعمار من الدول العربية التي ما زالت في قبضته مثل امارات الخليج العربي وتونس والجزائر
مع الاهتمام بالعمق الافريقي كعمق جغرافي وبشري للقوة العربية المنتظرة
كان الاستقلال السياسي المدعم بالاستقلال الاقتصادي المدعم بالثورة الصناعية والزراعية والمصان بقوة عسكرية قادرة على حماية الهم اليومي لقادة الثورة العربية وخلاياها التنظيمية الفاعلة والمقتدرة
كانت الخطوة الاولى في الانجاز هي انتقال مصر الى بناء المقدمات الاولى للتحول الصناعي ثم تحقيق الوحدة الاندماجية بين مصر وسوريا على طريق الانجاز السياسي واشعال نار الثورة في الجزائر وعدن للاجهاز على اخر مواقع الاستعمار البريطاني والفرنسي في الوطن العربي
امام هذه الانجازات الهامة على طريق النهضة العربية كانت ردة الفعل من قوى الشر والاستعمار عنيفة وقوية وقد تجلى ذلك في العدوان الثلاثي على مصر صيف عام 1956 وان انتهى الى هزيمة سياسية وعسكرية دفعت بالزخم الجماهيري في مختلف الساحات العربية ان ياخذ اقصى مداه واذا بعبد الناصر يصبح زعيما عالميا وعضوا اساسيا
متميزا لمعسكر الحياد الايجابي والذي كان على راسه عبد الناصر وجوزف بروز تيتو زعيم يغسلافيا و جواد لال نهرو زعيم الهند العظيم
اذكر انه لما زار عبد الناصر الولايات المتحدة في منتصف الستينات ليلقي كلمة الامة العربية خرجت كل الجموع ذات الاصل الافريقي زاحفة لاستقباله في المطار حيث تهبط طائرته هاتفة باسم زعيم الشعوب المحرومة والمستغلة من قوى الشر والاستغلال الراسمالي القذر
اذن مرة اخرى اخذت الدوائر الاستعمارية تضيق الخناق على هذا التوجه الثوري الواسع والعميق كما عملت هذه الدوائر الاستعمارية تستنفر عملاءها في الساحتين العربية والافريقية وتعمل جاهدة لوضع اصعب العراقيل في طريق
قائد الثورة لشعوب العالم الثالث والقوة الفاعلة في حركة الجماهير العربيةالطامحة. لتحقيق الحياة الافضل لجماهيرها والتي تطمح لكنس النفوذ الاستعماري بمختلف تجلياته السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية
لم تنحن ارادة الجماهير امام مطامع المستعمرين في المواجهات المباشرة فكان لا بد من اللجوء الى التامر السياسي
وتجنيد العملاء من زعماء بعض الاقطار العربية والافريقية وكان الكيان الصهيوني هو اول احجار الشطرنج الذي استخدم انذاك بالتواطئ مع النظام البعثي في سوريا وبرعاية امريكية وعليه فقد احكمت الفخ الذي سيصطاد الزعيم
وقد تمثل ذلك بان اخذت دمشق تصرخ بان الكيان الصهيوني اخذ يهيؤ قواته لاجتياح سوريا وهذا امر سيدفع بالزعيم العربي ان يلقي بثقله لمنع الصهاينة من تحقيق ذلك في الوقت الذي لم تكن مصر جاهزة لان تخوض حربا
ضد الكيان الصهيوني مدعوما حتى اسنانه بكل الامكانات العسكرية والسياسية والاعلامية التي تملكها الولايات المتحدة ونتيجة لذلك كانت هزيمة حزيران1967والتي كان لها الاثر العميق على نفسية الجماهير العربية وعلى الدور القيادي للرئيس عبد الناصر حتى دفعته الى الاعتراف بتحمله المسؤولية التامة والتنحي عن اي منصب سياسي
مما دفع بالجماهير العربية ان تندفع الى الشوارع والساحات العامة في كل الوطن العربي والكثير من دول الحياد رحم الله الايجابية ثم القيادة السوفياتية انذاك التي ارغمته ان يعدل عن الاستقالة ويعود الى موقعه القيادي ويعمل ليل نهار ليخوض معركة الثار من العدو الصهيوني
اول خطوة قام بها الزعيم هي تنحية جميع القادة العسكريين من الجيش المصري واختار الضابط المصري الشجاع
محمد فوزي وزيرا للدفاع وعليه ان يختار خيرة الضباط المصريين ليضمهم الى اركان القيادة وقد جاء بكتاب التكليف ما ياتي
......عليك ان تعيد بناء الجيش المصري حتى تخوض به وحده معركة الثار من الكيان الصهيوني ورد عليه محمد فوزي بانه يتقبل التكليف شريطة ان يزوده عبد الناصر بخمسين شاب من خريجي الكليات العلمية ودور المعلمين ممن
اختصوا بالعلوم العلمية ليكونوا قادرين على استيعاب الاسلحة الحديثة المتطورة والتي كان وعده بها الاتحاد السوفييتي الصديق حتى تقترب او تتساوى مع الاسلحة الامريكية الحديثة واخذت القيادة العسكرية المصرية تعمل ليل نهار لتصنع المقاتل المصري الحديث والذي به تجلت حرب اكتوبر والتي لم يحضر عرسها فارسها الحقيقي
الزعيم جمال عبد الناصر. وقادها واطفا نورها واضاع فرحتنا بها الرئيس انور السادات بحرب اكتوبر المؤامرة

والسؤال الذي هو في غاية الاهمية هل استطاع عقلاء العرب وفي مختلف اتجاهاتهم وانتماءاتهم ان يلتقوا
ليراجعوا انفسهم اين وقعوا بالخطا وكيف وقعوا باخطائهم التي ترتقي الى مستوى الجريمة بل والخيانة في احيان
كثيرة ثم يستخلصوا المنهج العقلاني والعلمي الصحيح ليخلصوا هذه الامة من الواقع السيئ الذي عاشته وما زالت
تعيشه وان يتقدم العقلاء بكل جراة وصدق لنكفر جميعا عن اخطائنا الرهيبة التي كبلت امتنا وما زالت تكبلها لتسير
بها من سيئ الى ما هو اسوا. ايظن هؤلاء الزعماء سياسيون كانوا ام مثقفين ام عسكريين قبل ان ياتي طوفان
الجماهير الغاضبة لينصب اعواد المشانق لكل متامر ام متخاذل لينال جزاءه بما اساء بحق هذه الامة
لقد نادينا وما زلنا ننادي بانه بات محتما على كل ذي وسيلة ان يقدم اقصى ما يستطيع لينقذ امة من الغرق
ونحن اليها ناظرون بغباء غريب وعجيب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع