الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزين اللي فيك محروق

رشيد برقان

2015 / 6 / 7
الادب والفن


قليلة هي الأحداث التي تستطيع تحريك الرأي العام وأن ترجه بقوة مثل مافعلت اللقطات المسربة من فيلم نبيل عيوش " الزين اللي فيك". وهذا الحدث يشكل بحق مقياس يمكن أن نرى من خلاله درجة تطور المجتمع فيما يخص تعاطيه وتعامله مع ظواهر متعلقة بالحرية الممارسة في الفضاء العام.
أود أن أشير أن هذه الفورة النقاش والحماس في التعامل مع هذا الحدث، على الرغم من كونها مفتعلة، أو في غير موضعها الصحيح، استطاعت إرجاع النقاش إلى أرض الواقع بدل بعض النقاشات الفارغة والسجالات الجوفاء التي فرضتها أو افتعلتها الشعبوية من قبيل تصيد العبارات بين رئيس الحكومة ومعارضته وإقامة الدنيا وتوقيفها في تفاهات القول.
لقد وقع التصدي للفيلم حتى بدون نزوله إلى القاعات وتعمل القوى المحافظة على منعه حتى بدون التعرف عليه. وهذا جانب أول من الإشكال فكيف يمكن نقاش شيء لم يحدث بعد أو لايزال في حكم الغيب.
تشكل هذه الحملة تمظهرا من تمظاهرات المجتمع المحافظ التي تعتمد في استراتيجيتها داخل المجتمع على التصدي لكل من أو ما يلمس ثوابتها بواسطة المنع والتصنيف الأخلاقي. وتتلخص الفكرة الجوهرية للمجتمع المحافظ في معالجة الظواهر المرضية بإخفاءها بدل مواجتها وإصدار أوامر وتعليمات تصنفها بدون حتى النظر فيها والتعرف عليها.
وهذه حلول تربوية والمجتمع ليس تلميذا في طور التكوين لكي تحدد له فئة كيفما كانت ما يجب أن يتعلمه، وما يمكن أن يراه وما يشكل إفسادا لذوقه. إن عقلية التلميذ والأستاذ خارج إطارها الحقيقي تصبح نوعا من الوصاية على العموم، وحكما على الجمهور بالقصور، وعدم القدرة على تفعيل الكفاءات العقلية. وعلى الذي يرفض الفيلم أن يفتح النقاش بصدده وأن يمتلك القدرة على الدخول لعقول الناس بأفكار منيرة تزيل العتمة التي تبدو له ويزيل الغشاوة التي يدعيها.
وهذه أيضا حلول قبلية تصادر على حق الناس في الاختيار والقبول أو الرفض فالذي أعطى لأصحاب هذه الحملة الحق في رفض مالم يروه ويعرفوه حق المعرفة، أي الحق في الاختيار النابع من الإحساس بالحرية هو نفسه الذي دفع نبيل عيوش لاختيار الفضح والكشف عن المستور موضوعا لفيلمه، وهو نفسه الحق الذي يجب أن يتمتع به جميع الناس وهو أن يبقى لهم الحق الشخصي في القبول أوالرفض. وليس لأي كان أن يستثمر حقه في الاختيار لمنع الآخرين من الاخيتار.
وهذه أيضا حلول غير واقعية لا تمكن سوى من إضفاء الطهارة على ذات مدنسة. وهذا هو عمق النفاق الاجتماعي. وهو أيضا هو عمق المشكلة؛ فالفن يصور مواضيع تدخل في صلب الواقع و يتخذ منها موقفا، وعندما نريد أن نناقش الفن فإنه يجب مناقشة نوعية المقاربة، وكيف طرحت الواقع وبلورته فنيا. وليس "فنيا" هنا معناها هو "أخلاقيا"، فقد يوجد الفن في الطرف النقيض للأخلاق خصوصا السائدة لأنها تتحصن بالرأي العام السائد والمهيمن وليس بالحقيقة.
وعندما يصور الفن موضوعا مستفزا واقعيا ولا نقبل بالواقع، يجب علينا التوجه رأسا إلى الواقع، فحاكي الكفر لا يعد كافرا، ولكن الكافر الحقيقي هو من يصرّ على الوقوف عند "ويل للمصلين".
أتصور من يدافعون على منع الفيلم، ولم لا معاقبة صاحبه، لأنه فتح أعينا لا نريدها بمحض إرادتنا أن تنفتح، بصورة من يحتج على طبيب شخص حالته وقرر أنه مصاب بالسرطان، فبدأ يزبد ويرعد وهو متيقن أنه لولا ذلك التشخيص لما أصيب أصلبا بالمرض وأنه كان مشافى معافى ووحده ذلك الطبيب الذي درس أكثر من اللازم هو الذي يبحث عن المشاكل ويخرجها حتى في غير معاقلها الأصلية.
وهنا اسمحوا أن أرفع التحدي في وجه من رفضوا تصوير الفن للدعارة والعهر، وأقول لهم: هل سبق أن احتجوا على هذه الدعارة في الواقع؟ ولماذا رضوا بمداهنتها قبل اليوم، ولم تصبهم الغيرة إلا عندما اعتلت الشاشة الكبيرة، ولم يعد يوجد لديهم مفر من الاعتراف بها؟
سوف تمر موجة الاحتجاج ضد الفيلم، وأتمنى صادقا من كل الغيورين أن يرفعوا عقيرتهم بنفس الحجم وبنفس القوة ضد الواقع الفعلي الذي يجعل الشرق والغرب لا يرى في مدينة مراكش إلا جسدا عاريا مفعما بالليل واللذة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يابنت بلاااادي العرض والجود قابطة لحدود
عبد الله اغونان ( 2015 / 6 / 8 - 01:39 )
غريب منطق هؤلاء يقولون لايجب الحكم على فيلم الا اذا شاهدناه كله فما دعوى الاعتراض والمنع والتنديد؟ هل ننتظر أن تتحول السينيما الى ماخور؟ الوقاية خير من العلاج
فمن خرجوا في تظاهرات شاهدوا بعض اللقطات وفيها أكثر وقاحة واسفاف ومجون بل وجب محاكمة كل من شارك في هذا المستنقع كل حسب اختصاصه
والله مع هذا الاسفاف والعهر السينيمائي الداعي الى الفساد والافساد
تذكرت بشوق أغنية الفنان الراحل شقارة
وجل المغاربة يعرفونها لما تحمله من فن وقيم
استمعوا وتمتعوا بهذه الأغنية -- بنت بلادي -- التي تقول كلماتها

بنت بلادي
----------
يابنت بلااااادي
سلبوني عينيييك
والزااين اللي فيك
قلبي تايبغييك
يابنت بلاااادي
أشعرها مطلوووووق
طويل أو مغلوووووق
قلبي عليها محروووق
يابنت بلااااادي
صغيرة ومزيانة
قارية وفنانة
هكداك حبييت أنا
يابنت بلااااادي
العرض والجوود
قابطة لحدوود
والورد في لخدوود
يابنت بلااااادي
-----------------------
هؤلاء هن بنات الأصل لاالفاجرات اللواتي يتبرأ منهن حتى أمهاتهن واخوانهن ولقطاؤهن
ويبعن شرفهن وكرامتهن

اخر الافلام

.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع