الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزائر : المطلوب تغيير مواقف سياسية وتعاون أمني و عسكري رفيع مع المغرب

التهامي صفاح

2015 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


شعارنا : حرية - مساواة - أخوة
في بحر الأسبوع الماضي تناقلت وسائل الإعلام خبر إستنفار القوات الجزائرية (الرابط تحت المقال) إلى الحدود مع ليبيا تحسبا لأي إختراقات عبر هذه الحدود من طرف الجماعات الإرهابية الداعشية التي أعلنت بوقاحة سنة 2014 أنها كقوة إستعمارية توسعية همجية تكرر أساليب الغزو القديم لشمال إفريقيا الذي كان حسب الروايات يعتمد على أبشع أنواع الإتلاف للجسم البشري في القرن السابع الميلادي وكأن 13 قرنا التي مرت لم تشهد أي تطور أو تغيير في عقليات وثقافة الناس منذ ذلك التاريخ .
يُفهم من هذا التحرك العسكري الجزائري أن الأمور بدأت تتخذ منحى الجد في التعامل مع أطماع الإرهابيين العراقيين (أو بكر البغدادي عراقي ) ،الذين إستغلوا ما روي لهم من تاريخ قديم لا دليل فعلي لديهم على حصوله بتلك الطريقة التي تمت روايته لهم بها، ولم يعد التقليل من أهمية نشاط عصابة داعش في ليبيا يكفي لتطمين الناس خصوصا بعد ما سيطرت داعش على قرى قرب سرت الليبية أي أصبحت قريبة من العاصمة طرابلس القريبة .
إن هذا الوضع الذي لا تُحسد عليه الجزائر و كذلك العمليات الإنتحارية المدانة التي تحدث بين الفينة والأخرى قرب العاصمة الجزائر يجب أن يدفع بصناع القرار الوطني الجزائري إلى تغيير مواقفهم السياسية ، خصوصا بعد النداءات الكثيرة الموجهة لها في هذا الصدد من طرف المسؤولين المغاربة ، بالنسبة لبعض القضايا التي تقف حاجزا أمام تعاون الجزائرالوثيق مع دول مثل المغرب و أعني بذلك قضية البوليزاريو التي كما يقال وكأي شيطان تضع العصى في عجلة تطبيع العلاقات و التعاون بين دولتين كبيرتين من أجل أحلام وهمية لن تتحقق أبدا على أرض الواقع حتى و لو في أقصى الاحتمالات تم خراب البلدين الشقيقين لا سمح الله على يد فيروسات داعش ..
كما يجب على مَن تبقَّى مِن قيادة البوليزاريو (لأن كثيرين تخلوا عن تلك الأطروحة و إلتحقوا بالمغرب و هم على صواب طبعا) بعد الفشل الذريع و الإنقسام حول قضية خاسرة ، أن يتعقلوا و يفهموا أن الإرهاب ليس هدفه أن يقضي فقط على أي أحلام ديموقراطية أو مبادئ لتقرير مصير الشعوب أو الإستقلال كما ينص على ذلك العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية بل على الإنسان نفسه الذي يُقصد بهذه المبادئ من خلال تعويضها بالفاشية القروسطية .ويصبح السؤال "ماذا تنفع هذه المبادئ أصلا ؟" لا مناص منه.فأين مبادئ العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية و غيرها فيما يحصل في سوريا والعراق و اليمن و الصومال و غيرهم ؟و إلى متى؟
و إذا لم يتعقلوا ويفهموا فإنهم بحق سيُحسبون أناسا يريدون الخراب للمنطقة والإمارة ولو على الحجارة كما يقال وسيصيرون متواطئين مع هذه الجماعات الارهابية بل مثلها تماما مثل أي تماسيح رابضة تنتظرسقوط ضحايا في البركة الآسنة.لأنهم يعطونها ذريعة الانقسام بين دول المنطقة عوض خدمة وحدة شعوبها و دولها وقوتها رغم كون فكرهذه الجماعات التكفيري الجبان بعيدعما نعرف عن المرجعية الفكرية لمن تبقَّى من قيادة البوليزاريو بل سيقضون على أنفسهم هم أيضا و سيلعنهم التاريخ بكل تأكيد .
لذلك على البوليزاريو والجزائر و بشكل عاجل أن يبحثوا عن أي صيغة تمسح هذا المشكل من الوجود لإنطلاق قاطرة التعاون الجزائري الأمني والعسكري و الشعبي ليس فقط مع المغرب بل مع كل دول الجوار لتضافرالجهود و إقامة سد منيع أمام قوى الظلام التي تزحف من الشرق على الجزائر بل لطرد هذه القوى المظلمة من شمال إفريقيا كلها الى الابد ..هذا هو المطلوب تاريخيا الآن .
و تحياتي لكل بعيدي النظر
رابط الخبر الجزائري:
http://elaosboa.com/show.asp?id=167480&page=internationalnews#.VXR-l8835dg








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال