الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خاطرة إمرأة إنسانة

دعد دريد ثابت

2015 / 6 / 7
الادب والفن


عندما يعتبر ويؤمن الرجل الشرقي في قرارة نفسه-- وليس كلاماً فقط-- كل إمرأة غريبة، وبإختلاف عقيدتها وملبسها وتفكيرها وحتى إن كانت مومسا، فالمجتمع الذكوري البغيض هو الذي يدفع القسم منهن، لإمتهان هذه المهنة والتي هي من أقدم المهن وقدمها بقدم الإضطهاد الذكوري. أعود وأقول لو يعتبر الرجل الشرقي كل هذه النسوة مساويات له في الإنسانية والحقوق والإحترام المفروض، كما يقدس ويحترم والدته وإبنته وأخته، ولا أستطيع قول زوجته. فالكثير منهم لايقدس أو يحترم هذه المسكينة، وإنما هي أداة للمتعة والتفريغ والتفريخ والطبخ والتنظيف لسي السيد. عندها سنكون مجتمعات متعادلة الكفتين، لا ظالم ولا مظلوم ولا رجل يدعي الثقافة ويطنب في خطابته أمام الجمع، وهو في البيت ديكتاتور مصغر عن رئيس بلاده، لا امرأة مهانة حتى في حقوقها بإسم الدين والخرافات والشعوذات التي وضعها الرجال. هل تعرفون لماذا؟ لخوفه من هذه الإنسانة الرقيقة. فالمعروف فقط الحيوان، والإنسان هو حيوان ناطق، يهاجم في حالة الدفاع والخوف. فيا معشر الرجال، اطمأنوا لن نقضي عليكم ونفترسكم، فأنتم نصفنا الثاني ونحن بحاجة لكم كما أنتم بحاجة لنا، ولكننا في أمس الحاجة لرجال بعقول غير مشوهة ومريضة ومزدوجة التفكير.
دولنا وماأصابها من خراب ودمار وتفكك وتحلل أخلاقي وإنساني، تعود نتيجته لعدم إحقاق العدل في المجتمع مابين امرأة ورجل، صغير وكبير، فقير وغني. أي إن الإختلال الفظيع الذي وصلت له بلدان الشرق في كفتي الميزان، هو الذي أدى الى هذا التدهور والدمار والحروب. وكما يُفرض على المرأة لظروفها التعيسة ممارسة العهر، فرضتم على بلدانكم أن تتعهر، وأنتم لاهون تقذعونها بأبشع وأقبح الشتائم، لكنكم تزورونها في عتمة الليل وتدفعون ثمن بغيكم، لتعودوا الى فراش الزوجة وتنقلوا لها فيروس إزدواجيتكم. نسيتم وتناسيتم إنها قد تكون فتاة بريئة كما أختكم وإبنتكم. دعستم على بلادنا ، لوّثتم عفتها وطهارتها، بالرغم من إنها تأويكم وتطعمكم وتحتضنكم، كما تفعل كل امرأة لقريب وغريب، بالرغم من جحودكم وعدم إحترامكم لهذا الكائن الذي تعتبرونه ضعيفاً، وأنا أعتبره قويا، فلولا قوته لما صمد كل هذه القرون بوجه دياناتكم وتقاليدكم الذكورية، والتي هي فقط لخدمتكم.
المرأة إن مُنحت حريتها في القرار والتفكير والحياة، ستُبدع أيما إبداع وسينهض المجتمع من كبوته، ستربي أبناءها التربية الصحيحة، التي لافرق بين فتاة وصبي، وليست التربية التي تفرض على الفتاة حين ولادتها إن عليها أن تتزوج وكل شئ ماعداه أو فقط بقدر مايخدم أهلها ومن ثم بعلها. أن تحلق بعالم الإبداع والتطور كفراشة في سماء الحرية، أن تعرف ماتريد هي وليس مايريده لها المجتمع. أن تركب الدراجة ، أن تصبح رائدة فضاء، أن ترقص الباليه، أن تكون عالمة فيزياء، وإن لم تتزوج، فليست هي عانس، وإن تتطلق فليست هي مصابة بالجذام، أن يُصرف لها راتبٌ وإن كانت ربة بيت، فهي تخدم وتربي النهار بليله. هذه هي شروط المجتمع السوي، مجتمع خالٍ من العهر الأخلاقي وإزداوجية الشخصية.
فيا أخي في الإنسانية، إعدل وإنصف لتُعدل وتُنصف !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرجل لا يحترم حتى أمه وأخته وابنته
ليندا كبرييل ( 2015 / 6 / 10 - 04:57 )
الأستاذة دعد ثابت المحترمة
تفضلت بالقول

لو يعتبر الرجل النسوة مساويات له في الإنسانية والحقوق،كما(يقدس ويحترم والدته وإبنته وأخته) ولا أستطيع قول زوجته،فالكثير منهم لايقدس أو يحترم هذه المسكينة،وإنما هي أداة للمتعة والتفريخ والطبخ والتنظيف،عندها سنكون مجتمعات متعادلة الكفتين،لا ظالم ولا مظلوم ولا رجل يدعي الثقافة أمام الجمع(وهو في البيت ديكتاتور مصغر عن رئيس بلاده)

عفواً:ما بين قوسين هو ملاحظتي

الرجل الذي في بيته الزوجي ديكتاتور، جاء من بيت ديكتاتور
وانحدر من صلب لا يعرف الاحترام والمساواة
ما يسمح لنفسه من حقوق يرفض أن يعترف بها لأخته وابنته
هل يسمح لأخته وابنته بعلاقات مع الرجال كما يسمح لنفسه
هل يقوم بواجب خدمة نفسه داخل البيت أم أنه يستخدم نساء بيته لخدمته وراحته؟

التقديس مرفوض لأي كان
وهو لا يقدس كما تقولين أمه إلا لأن دينه يأمره بذلك، وليس نابعا من ضمير واع حي،بأنها إنسانة تستحق المساواة مثله

نعيش في ظل ثقافة عمادها الانتقاص من المرأة سواء أكانت أمه أم زوجته
وكلهم في داخلهم ديكتاتوريون
أما المتحضر فقد تأثر بالثقافة والرياح الغربية التي ستجرف كل الأفكار العفنة

تفضلي الاحترام


2 - ست دعد المشكلة تكمن في المرأة ايضا
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 6 / 10 - 08:50 )
ست دعد بعد التحية
لك مقال بعنوان,يانساء المشرق اتحدن وكم غيرك نادى بهذاايضا هناك نداء ياعمال العالم اتحدوا ,فهل اتحدن النساء, وهل اتحد العمال
لو المرأةاعتقدت,أو آمنت انها مساوية للرجل,لما خضعت له, ولما استسلمت لرغباته,ولما اصبحت له وعاء جنس او عاملة اعداد طعام وتنظيف,وماكنة تفريخ وانجاب
فلا تقعي باللوم على الرجل

اخر الافلام

.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات


.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة




.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها


.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-




.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق