الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا، القاعدة في العراق، وأكاذيب كبيرة في عالمِ بوش- زورو

كهلان القيسي

2005 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


ترجمة: كهلان القيسي
وكما عَرفَ هتلر "إنه في الكذبِة الكبيرة كان هناك دائماً قوة كامنة معينة من المصداقية ِ" وكما إن مخترعي الكذبِة الكبيرةِ، في المكتب البريطاني للخدماتِ الإستراتيجيةِ، كانوا "يُدرَكون" بأنه إذا كرّرت الكذب مراراً كثيرة بما فيه الكفاية فان الناسَ سَيَصدقونه عاجلاً أم آجلاً.. هاتان الطريقتان التقنيتانِ الدعائيتان تستعملان كلاهما حالياً في العراق. فعلى سبيل المثال، ركز على هذه: في تقرير صحفي للأسوشيتد بريسِ، جاء: هجمة عسكرية أمريكية في غرب العراق، تسمّى عمليةِ القبضة الحديديةِ، "تهدّفُ لإسْتِئْصال فدائيي القاعدةِ الذي يسيطرون على قريةَ السعدة والتي وصفت بأنها "ملجأ إرهابي معروف". كما جاء في أخبار ABC فأضافت إليها: "ويَستعملُونه كقاعدة للهجماتِ على المدنيين العراقيينِ وقوّاتِ الأمن". إن "عمليةِ القبضة الحديدية " تهدّفُ أيضاً إلى مَنْع المقاتلين الأجانب من دُخُول البلادِ مِنْ سوريا، وتحسين الأمن في المنطقةِ قبل الإستفتاء العام على دستور العراق الجديد في 15 أكتوبر، ويقول العسكريون: لقد أقسمَ المتمرّدونُ السنّة على إفشال الإستفتاء العامِ فشنوا أعمال العنفِ الذي قَتلَ فيها على الأقل 200 شخصاً وكان من ضمنهم 13 جندياً أمريكياً خلال الأيام الستّة الماضية."
وباختصار، فإن إحتلال العراق على الأقل كان جزئياً حول "القاعدةِ" وقدرتِها المُفتَرَضةِ لدُخُول العراق مِنْ سوريا, البلد المتهم في أنه جزء من"محور الشرِّ" (الناس الذين يَكْرهونُ الأمريكان ويُريدونُ قَتْلهم)، ولأنهم يَكْرهونَنا ويكرهون "طريقةَ حياتنا" (المفترض أن تكون الحكومةَ الديمقراطيةَ من ضمنها)، وان القاعدة "ومُسانديهم وحماتهم السوريين يُحاولونَ " إفشال الإستفتاء العامَ" في العراق من خلال الإرهابِ، ولهذا يمكن القول: بذْبحُ مدنيين أبرياءَ مدنيين وبالأخص من الشيعة المدنيين.
قالَ هتلر: الكذبة الكبيرة يَجِبُ أَنْ تَحتوي "على قوة خفية معينة مِنْ المصداقيةِ." على أية حال، الكذبة الكبيرة تقع في صميم غزو العراق واحتلاله (التي تَغيّرت ثلاث مراتِ على أقل تقدير) لأن هذه الكذبة الكبيرة لَيسَت معقولة، وبمعنى آخر. الولايات المتّحدة مَتورطة في "حرب" ضدّ إرهاب عنيد وبؤرة ذلك الكفاحِ (وَعدَ بأَنْ يَدُومَ مائة سنة أَو أكثر) في العراق أَو بدقّة أكثر، منطقة الحدودَ بين العراق وسوريا. وللكثيرِ، فإن مثل هذه القصّة الخيالية موثوقةُ المصداقية، بالرغم من أنَّ السبب الحقيقي لهذه العمليات – نشر العنف والخوفِ على حدودِ دولة هي الهدفِ الثاني "الدولة المارقة"ِ في "الحرب على الإرهابِ" واضحةُ بشكل شفّاف جداً مثير للإشمئزاز.
" نحن إمبراطوريةَ الآن، وعندما نَتصرّفُ، نَخْلقُ حقيقتَنا الخاصةَ بنا، " مُساعد بوش أعلنَ ذلك منذ وقت مضى. في عالمِ Bushzarro، فإن الحقيقة هي مفهوم أفلاطوني، بمعنى آخر هي تخمينيةُ ونظريةُ، والحقائق "بينما على الأرضِ" فهي بلا معنى. وكما تذكر تقارير مراسلي شبكات الإعلام أحيانا, مستشهدين بمصادرِ وزارة الدفاع الأمريكية. بأن هناك بِضْعَة "مقاتلين أجانب" وعملياً لا يوجد فدائيو القاعدةِ" في العراق.
إن "حرب بوش على الإرهابِ" جوهرياً هي سلسلة من الشعاراتِ، فعلى سبيل المثال، القاعدة تَكْرهُ "حرياتنا … حريتنا الدينية، حريتنا في التعبير" وإنهم "توجه الإرهابيين وتأمرهم بقَتْل المسيحيين واليهود، وبقَتْل كُلّ الأمريكان وإنهم لَنْ يفرقوا بين الجيشِ والمدنيين، بضمن ذلك النِساءِ والأطفالِ، "الخ.
والحقائق الملموسة هي إن المقاومة العراقية حركةُ تحريرِ وطنية صمّمتْ على طَرْد قوّاتِ الإحتلال الإنجليزية الأمريكيةِ. هذه الحقائق لَمْ يسْمَحُ لها لأَنْ تَخترقَ هذا الكفنِ مِنْ الشعاراتِ الحاقدة وشعاراتِ المحافظين الجدد السخيفة.
ففي محادثة مَع إيرنست هامفستانكل، قال هتلر: هناك "تبقى فظاءات في العقل، كثيرة كمساحة الحائطِ، إذا جاز التعبير، وإذا أنت ملأتها بشعاراتِكَ، فان المعارضة سوف لن يبقى مكانُ لَها لرَفْع أيّ صور لاحقاً، لأن شُقَّةَ الدماغِ قد حشيت بأثاثِكَ." وبالطّريقة نفسها، فإن بوش أو بالأحرى مخططو وإستراتيجيو المحافظين الجدد- (فان بوش لا يزيد على كونه ممثل, وواجهة كارتونية بدون أي فلسفة في عقله) - عَملوا ببراعة على إخْراج الحقيقةِ الموضوعيةِ وتلفيقها فيما يتعلق بالعراق و"القاعدة" وإستبدلوا الأفكار الثقافيةَ في عقول الكثيرِ إنْ لمْ يكن أكثر الأمريكان (بمشروع للقرنِ الأمريكيِ الجديدِ) وجعلوها غرفة جلوس لهم.
وبالرجوع إلى أغسطس/آبِ 2003، بعد بضعة شهور من إحتلالِ بوش - عندما أُخبرنَا بان الإحتلالَ كَان سببه البحث عن أسلحة الدمارِ الشامل -المحافظون الجدد استخدموها حيلة "القاعدةَ" ورَبطَوها مع إيران، سوريا، والعربية السعودية (الأخيرة منذ أن وصفت من قبلهم كمركز الشرِّ الإسلاميِ وهكذا أدرجَت بشكل غير رسمي على " قائمة أسماء محور الشرِّ").
أعلنَ المخادع ريتشارد ارمتاج وكيل وزارة الخارجية: "إن ما بين العراق و سوريا حدوداً واسعة جداً، كما تتصور، والحقيقة بأنّنا أَسرنَا عدداً معيّناً من المقاتلين الأجانبِ في بغداد وفي عموم العراق, واعترفوا بأنّ طرقَهم لدخول البلادَ هي مِنْ إيران ومِنْ سوريا ومِنْ العربية السعودية". يقول وكتبت كرستيان ساينس مونيتر: إن "أيمن الظواهري، القائد الإيديولوجي للقاعدةِ، قد كتب عن الحاجةِ لتَحريك المواجهة بين القاعدةِ والولايات المتّحدةِ مِنْ الأماكنِ الخارجيةِ نسبياً مثل أفغانستان إلى الشرق الأوسطِ، ومن هنا إذن فإن المقاومة العراقية الأصل قد استملكها الأردني أبو مصعب ألزرقاوي ُ وأبو عزام، " رجل القاعدةِ الكبير، "طبقاً لأنتوني كوردسمان محلّل إستخبارات كبير سابق للولايات المتّحدةِ والآن "خبيرِ" في شؤون المقاومة العراقية في مركز الدِراساتِ الإستراتيجيةِ والدوليةِ في واشنطن, وهم من المحافظين الجدد neocon "الذين ينتظرون تحمل المسؤولية" ليكونوا مجلس خبراء مقبل. أبو عزام، الذي قيل بأنه توفي (وبعد ذلك لَم يمت)، هو رقم 2 في نشطاء القاعدةِ في العراق، بجانب ألزرقاوي"كما صرح الجنرال ريتشارد مايرز، الرئيس المستقيل لهيئة الأركان المشتركةِ، قبل أيام. عزام يُميّزُ أيضاً بأنه أمير عملياتِ "القاعدةِ" في بغداد.
وكما عرفَ هتلر, فإن جدولاً جارياً دون توقف مِنْ الأكاذيبِ ونِصْف الحقائقِ، قد أشيعت من خلال مسارب الدعايةِ الرسميةِ (وفي ألمانيا النازية، وزارة للتنويرِ والدعايةِ العامّةِ؛ وفي الولايات المتّحدةِ، أجهزة الإعلام المرتبطة بالشركات ومن يقف ورائها التي تَغذّيها بالأكاذيب وزارة الدفاع الأمريكيةِ) وهم يسعون لتَرتيب العقلية الثقافيةِ للأمريكان مرة أخرى لأنهم يعتقدون الآن بان "القاعدةَ" هي الآن في العراق، بالرغم من أنّهم على ما يبدو أقل اقتناعا بان إحتلالَ بوش والعمليات الهجومية في العراق (مثل عمليةِ القبضة الحديديةِ أَو عمليةِ إعادة الحقوقَ في تل أعفر) سَيَهْزمانِ هذا التهديدِ الإرهابيِ الخدّاعِ.
بالطبع فإن الولايات المتّحدة لا تُحاربُ ضدّ "القاعدة في العراق" لكن بالأحرى تحارب المقاومةَ العراقيةَ و"العملياتَ والغزوات ضد القُرى قُرْب الحدودِ السوريةِ تُصمّمُ لتَذكيرنا بان "حربِ" بوش صمّمتْ لقضية نبيلةُ وهي هَزيمة الإرهابِ الدوليِ قَبْلَ أَنْ يَصِلُ شواطئَنا. في الحقيقة، إدّعى بوش وطاقمه لمدة طويلة إن إيران وسوريا هما "ميناء الاهابيين وهما يُساعدان الإرهابيين، "بضمن ذلك" المجموعات الفدائيةِ الفلسطينيّةِ مثل حماس والجهاد الإسلامي.
ومثل ذلك فإن "السي إن إن CNN ذَكرتْ مباشرة بعد إحتلالِ بوش أن (القاعدة، حزب الله، حماس، الجهاد الإسلامي هذه كلها منظماتِ "إرهابِ" متباينةِ تَشتركُ في نفس الأهدافِ، وهذا طبقاً لوصف للمحافظين الجدد وهو والحق طرح سخيف لفكرةِ كهذه لأناس يَستعملونَ قشرةَ دماغهم في الحقيقة.
"حتى وقبل أن تستقر قوّاتِ الإحتلال الأمريكيةِ في قصورِ صدام حسين في بغداد، فان المحافظين الجدد الذين صمموا إتّجاهَ رئاسةِ بوش الجذرية لسياسات أجنبية وعسكرية كَانتْ تَنْظرُ نحو سوريا، كما َكْتب توم باري. "الطريق إلى دمشق، الذي هو في مركز خارطةِ طريق إدارة بوشَ لإعادة هيكلة الشرق الأوسطِ، لا يَرْكضُ مباشرة مِنْ بغداد. بل إن بدايته تبدأ في واشنطن، القدس / تل أبيب، وبيروت مُخَطَّطة مِن قِبل مجالسِ خبراء neoconservative، وجماعة الحقّ المسيحي، والصهاينة اليمينيين الذين يَتحرّكونَ بسهولة ذهاباً وإياباً بين كابيتول هِلْ والشرق الأوسط."
والآن فإن محافظي Bushcons قد اتبعوا نصيحة هتلر حرفياً وذلك في تزويرهم واستعمالهم الكذبَة الكبيرةَ لتَرتيب الأثاثِ الثقافيةِ للأمريكي المتوسط الذكاءِ، لأن الأمريكان كسالى ثقافياً في أغلب الأحيان فعمل هؤلاء على دفع أكاذيبهم لتَشويه سمعة سوريا كمصدر الشرِّ، بضمن ذلك عمليات التفجير الإنتحاريةِ في العراق (دون إعارة الانتباه إلى أولئك الرجالِ من إس أي إس SAS الذين يَترصّدونَ التفجيرات) ووجود رجالِ "القاعدةِ" السيئينِ الذي يَنزلقونَ بسهولة عبر الحدودِ، على ما يبدو ببركة بشّار الأسد.
باختصار، إن عملية القبضة الحديدية ما هي إلا لكي تُزعزعُ الحدودَ مع سوريا وخلق الذريعةَ لإجْراء غارات جوية ضدّ دمشق، "مركز خارطةِ إدارة بوشَ لإعادة هيكلة الشرق الأوسطِ."
Another Day in the Empire Kurt Nimmo
*زورو: كلمة اسبانية للثعلب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواندا: جيل كاغامي • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيرانيون يتوجهون لصناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لبلادهم.




.. كيف تراشق ترامب وبايدن خلال المناظرة الرئاسية التي نظمتها CN


.. استخبارات غربية: إسرائيل و-حزب الله- وضعا خطط الحرب بالفعل




.. رئاسيات إيران.. كم عدد الأصوات التي قد يحصل عليها المرشحون و