الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق الأوسط : الحرب بالنيابة..!؟

باقر الفضلي

2015 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


كثر في الآونة الأخيرة إستخدام مصطلح " الحرب بالنيابة "، وتجلى ذلك المصطلح وبشكل خاص، لدى تلك الدول التي أصبح " الإرهاب" من هواجسها المستديمة، وبات توالي عقد المؤتمرات الدولية ، ظاهرة دولية، تصب في نفس الإتجاه، فبعد مؤتمر باريس، ينعقد مؤتمر برلين، وقبلها كان مؤتمر بروكسل/2014، والحبل على الجرار ، كما يقول المثل الشائع، أما "الارهاب" فيظل جاثماً على الصدور..!؟(*)

فالتحالف السعودي يحارب نيابة عن العالم لتأمين الأمن القومي لدول التحالف والأمن الدولي لتأمين سلامة الممرات الدولية في باب المندب، والبحر الأحمر، والعراق يحارب الإرهاب نيابة عن العالم، وتركيا تطالب بإنشاء مناطق نفوذ آمنة على حدودها مع دولة سوريا، لتامين حماية المعارضة المعتدلة السورية والشعب السوري من براميل النظام السوري المتفجرة، وإسرائيل لم تتوان في تقديم المساعدة الإسعافية للمقاتلين الجهاديين في سوريا على الحدود، وترسم الخطوط الحمراء، بشأن التعاون السوري اللبناني، تحت واجهة الحرب ضد "الارهاب"، وتأمين سلامة دولة إسرائيل من الارهاب، أما أمريكا فتسعى وبإستمرار الى بناء التحالفات الدولية، للقضاء على "الإرهاب"؛ ومن نفس المنطلق، تتوالى تصريحات المسؤولين على مختلف مستوياتهم، تردد المقولة نفسها، وتطالب المجتع الدولي ، بما فيه الأمم المتحدة، لمد يد العون اللوجستي والمعنوي لدعمها في تلك الحرب المبهمة..!؟؟ (1)

المميز في جميع تلك الحروب، أنها تجري بدون توكيل من أحد، والغريب فيها أنها جميعاً موجهة ضد ما يسمى ب " الإرهاب" ، والأغرب أنها تنقسم الى فريقين، فمنها من يخوض تلك الحرب على أراضيه، مثل العراق وسوريا، ومنها من يدعم ويمول لوجستياً في المال والسلاح، كل ما يحتاجه ذلك " الإرهاب"، أما القاسم المشترك الأعظم بين الجميع، فهو مصطلح " الإرهاب " ، الذي بات يشكل بالنسبة للقسم الأول، مجرد آلة دمار تنتهي الى التجزأة والتقسيم في النتيجة، وبالنسبة للقسم الثاني، مجرد ذريعة يمكن التستر وراءها الى أي مدى ممكن من الوقت، تتحقق فيه الأهداف المرسومة، في سيناريوهات الدول التي خلقت تلك الذريعة، ورمتها في شِباك الدول الأخرى، ليصبح " الإرهاب" ، تلك " الملهاة العنيفة"، التي تستنفذ كل مواردها، وتضعف كياناتها المادية والبشرية، وتضعها في موضع الحاجة الدائمة الى طلب المساعدة، وبالتالي الرضوخ الى الإستجابة لكل مطاليب وإملاءات الفريق الأول من الدول صاحبة سيناريوهات خلق الذرائع..!؟؟

فما يدعى بالحرب بالنيابة والحرب ضد الإرهاب، باتت تمثل صورة حية وواقعية، لحالة الفوضى التي تكتنف تلك الحرب، وتعكس حالة " الإزدواجية" في الموقف منها، حيث ومن خلالها يمكن معرفة العوامل والأسباب التي تقف وراء خلق وصناعة حرفة " الإرهاب " في منطقة الشرق الأوسط، لتبدو وفي أتم صورها، إلا خدعة فارقة، لجر بلدان تلك المنطقة، الى مستنقع الحرب الداخلية، ووضعها تحت سلطة التهديد المتواصل، لإملاء ما يمكن من الشروط التي تدفعها الى الإذعان لمتطلبات تلك السيناريوهات، التي إبتدعتها مصالح الدول صاحبة تلك السيناريوهات، وفي مقدمتها التحالف الأمريكي، ومن يتبعه من التحالفات الإقليمية في المنطقة، ومنها وعلى سبيل المثال، إعادة رسم تشكيل المنطقة بما يتفق وتلك المصالح، حتى لو كان ذلك على حساب شعوب المنطقة وسيادة بلدانها، وما اليمن والعراق وسوريا إلا نماذج ملموسة لتلك الحرب..!؟(2)

إن محاولة صبغ المنطقة بلون واحد، يعكس طبيعة الصراع الدولي، بين القوى الدولية، من جهة، وبالتالي يصبح ترويض الدول التي تستعصي على التلون بهذا الإتجاه، أمراً لازما، بل وأحياناً أقرب الى أن يكون حتميا، الأمر الذي يدفع بتعريض دول المنطقة، للوقوع بالفخ المنصوب، وبما يدعى بخندق "الحرب ضد الإرهاب" بمشيئتها أو رغماً عنها، بل ويصور لها الأمر، وكأنها تخوض حرباً حقيقة ضد "إرهاب" مفروض عليها، وهو كذلك في الواقع، وله من الآثار ما يمكن أن تمتد الى كل أصقاع العالم، بما فيه تلك الدول التي كانت وراء صنعه وتصديره، وبالتالي ستجد دول المنطقة نفسها، ومن خلال ذلك الإيحاء، وكأنها متفضلة على الآخرين في حربها المذكورة، فهي وفقاً لهذا المفهوم، إنما تحارب نيابة عن العالم، وأن كان ذلك على حساب مصالح بلدانها وشعوبها، من جهة أخرى..!؟؟(3)

ومن هنا يأتي الإيحاء بما تعنيه أهمية إنعقاد المؤتمرات الدولية للحرب ضد الإرهاب من قبل ما يدعى بالتحالف الدولي بقيادة أمريكا، كحدث ذي أهمية إستثنائية على الصعيد الدولي، وأحيانا يحضى بدعم من الشرعية الدولية، فتأتي دعوة بروكسل وباريس وبرلين، لتلك الدول التي تخوض ذلك النوع من الحروب، لحضور مثل تلك المؤتمرات الدولية على سبيل المثال، بمثابة منة ودعم لها في خوضها لتلك الحرب، المخطط لها والمفروضة سلفاً في إطر ما يدعى بالفوضى الخلاقة، والربيع العربي لمنطقة الشرق الأوسط، وليست بعيدة عن ذلك، التصريحات المتواترة حول ديمومة هذا النوع من الحروب التي تتعرض لها المنطقة لعدة سنوات، وليس مؤتر برلين الحالي إستثناء من ذلك؛ فالى أي مدى حققت مثل تلك المؤتمرات الدولية التي ينظمها التحالف الدولي" الأمريكي _ الغربي/التركي _ الخليجي" في محاربتها للإرهاب، ومدى ما قدمته للبلدان التي تعاني من وطأته المدمرة، في المنطقة من مساعدات،يظل أمراً متروكاً الى النتائج التي ستسفر عنها مواقف قمة الدول السبع في برلين..!!؟ (4)

ولعل في كلمة الرئيس الأمريكي السيد أوباما في تلك القمة، ما يعطي مؤشرات أولية لما يمكن توقعه عن حقيقة تلك النتائج؛ ومع ذلك فليس هناك من دافع للتقليل من "النظرة التفاؤلية" التي يراها كل من المتحدث الرسمي بأسم رئيس الحكومة السيد سعد الحديثي، والسيد إسكندر وتوت عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، حول حضور السيد رئيس الوزراء الى مؤتمر قمة السبعة الكبار في برلين..!؟؟؟ (5)

باقر الفضلي/ 8/6/2015
______________________________________________________
(*) http://www.alsumaria.tv/news/117963/%D9%85%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D8%A8%D8%B1%D9%88%D9%83%D8%B3%D9%84-%D8%AC%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D8%B3%D8%AA/ar
(1) http://www.thenewkhalij.com/node/15172
(2) http://www.bbc.co.uk/arabic/inthepress/2015/06/150603_press_thursday
(3) http://ar.rt.com/gtfs
(4) http://akhbaar.org/home/2015/6/192243.html
(5) http://arabic.cnn.com/middleeast/2015/06/08/pol-obama-abadi-iraq-germany-g7-4










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم