الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من بعدك يا صدّام ضاعت هيبتنا كعراقيين وكعرب

طلال الصالحي

2015 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


الراح راح ,ولا نحبّ عودته مهما كان بصدّام أم بغيره وسواء كان الحاكم ديمقراطيًّا كعبد الرحمن عارف أم ديكتاتوريًّا كصدّام فمنطق الحياة الواسع يقرّ هذه الحقيقة, فبالنسبة لي لو خيّروني بعودة صدّام للحكم من عدمه لاخترت الجواب الثاني لقناعتي أنّ الحياة تحبّ التنويع وتحبّ التجارب ولا يجب أن يعود من ذهب حتّى لو كان رسول أو نبيّ فما بالك برئيس كتم على أنفاسنا!.. لكنّي أجد نفسي اليوم أردّد معها بقوّة ما هو بداهةً أمر معروف؛ أنّ هيبة العراقيين من هيبة رئيسهم ..لقد مرّ العراقيّون بتجارب متنوّعة مع رؤسائهم, وجميعهم كان لهم حضور مشهود عراقي داخلي كان أم حضور عربي أم حضور دولي ذلك ممّا لا يخفى لأنّهم أولئك الرؤساء كانوا أحرار لا يمثّلون تديّنًا معيّنًا أو تشكيلًا طائفيًّا إنّما العراق فقط.. فبغضّ النظر عن أخطائه الكثيرة منها القاتلة مع شعبه, فمع غيره "كانوا يستاهلون" ما بدر من صدّام ضدّهم ,وأكثر ,عربًا كانوا أم أعاجم! ..هنا ما أثارنا للكتابة بهذا الموضوع ما يستدعي الكتابة نتيجة الألم والحسرةً الّتي اعترتني واعترت بلا شكّ جميع العراقيين وسط ذهول كبير بما انتشر عبر التواصل الاجتماعي ما شاهدناه من شريط يوتيوب رفعه على الفيس بوك شخص "شيعي" مع تعليق مليء بالألم النفسي يرافقه سباب وشتم لشخص العبادي وللحالة الّتي وصل إليها العراقيّون, فقد تجاهل في مشهد الشريط الرئيس أوباما للسيّد العبادي تمامًا ,وقد كان محقًّا برأيي خاصّةً وقد تبيّن على المكشوف انعدام القدرة لدى القادة المتديّنون عندنا على التعاطي البروتوكولي مع قادة العالم ليس وحدهم بل احتسبت على رجل علماني "جلال الطالباني" عندما كان رئيسًا لنا كيف بدا وحيدًا من بين مؤتمرون عالميّون رافقتنا مشاعر العزلة حينها ونحن نراه بتلك الحالة فما بال مشاعرنا سنكون عليها مع "سبع كبار!" ..هذه هي عقدة المتديّن الّتي لا يفهم لغتها العصريّة فصاحبنا العبادي بدا ولا كأنّه من أبناء لندن بدا وكأنّه قضى حياته في بريطانيا في الحسينيّات وذلك ما يبدو ربّما, فبالأمس "بنطاله" وقلنا خطأة شاطر, لكنّ اليوم! بدا وكأنّه أقحم نفسه على تجمّع ثلاثي غربي بحضور أوباما من دون سابق فهم أو تفهّم لمثل هذه المواقف جلس على نفس "مصطبة" المجتمعين بدا عليه التردّد وكأنّه ينتظر عند باب رئيس بلديّة للحصول على إمضاء لقطعة أرض أو وكأنّه في مجلس عزاء! شكرًا بوش.. ربّما ستُحاسب يومًأً على إجرامك بحقّ العراقيين.. أنا عن نفسي لأوّلّ مرّة عبر مراسيم شارك فيها العراق شعرت بالإذلال على مستوى وطني, فذهبت بخيالي بعيدًا هربًا علّي أستعرض من بين مخزون ذاكرتي ما يشعرني بالعزّ في مثل هذه المواقف فوردت لقطات سريعة لصدّام لهيبة العراق عند حضوره تجمّعًا عربيًّا أو دوليًّا, ربّما لشدّة حالة "النقص" الّتي ركبتني وأنا خذلانًا من مشهد العبادي, فبالأمس من حضور المالكي وهو "يلعب بأنفه" ولا كأنّ هناك رقيب شعبي يتابعه واليوم العبادي! والمثل المصري الشعبي يقول "التؤل صنعة" فالّذي كان يتقمّصه صدّام من هيبة فإنّما عامدًا متعمّدًا في مجال الحضور العالمي, لأنّه يحضر قوّة الموقف معه لا يتقدّم لرئيس مهما كان إلّا أن يكون ذلك الرئيس بحاجته, ولا زلنا نتذكّر شاه إيران كيف وقف له صدّام ندًّا وهو لا زال بدرجة رئيس وزراء ,فدائمًا كان له حضورًا قويًّا بما تتركه شخصيّته الصلبة "المقصودة" على الحضور مهما اتّسعت دائرة الحضور العالمي ,ما شكّل لدى العراقيين ولدى العرب دلالة فخرعلى الدوام ,"تونسي أخبرني بذلك في تونس" ,لم أكن أنا من يقول ذلك ,فجميع العراقيين كان حضورهم قويّاً خارج العراق للحضور القويّ الدائم لرئيسهم, ولا زال الكثير من العراقيين يتذكّر ذلك, إضافةً لتاريخ العراق المجيد لكنّ حضوره من حضور صدّام بحسب القناعة العربيّة فذلك المجد بامتداد حيّ كان يمثّله الراحل بعيونهم, ونقول ثانيةً بغضّ النظر عن قناعاتنا الّتي تشكّل بأغلبها بالضدّ من صدّام, فقد كان للعراقي شأن كبير أينما حلّ في زمن صدّام خاصّةً.. قبل أيّام أعفت شركة سفريّات جزائريّة مواطنًا جزائريًّا من أجرة الفيزا المستحقّة عن سفره إلى دبيّ لمجرّد أن اسمه صدّام حسين! حين قرأت الخبر قلت في نفسي حضور العراقي خارج بلده حضورًا قويًّا أمر ضروري ,ذلك لأنّنا لسنا وحدنا نعيش بمعزل عن العالم ,فما فائدتنا تخلّصنا داخليًّا من دكتاتور "وفرحنا وانطلقنا" ونحن لا نشكّل قيمة تُذكر خارج بلدنا! فليس الأمر ,إن وُجد في زمن النهب والسلب هذا , أكل جيّد وشراب وملبس جيّدان وتسيّب للحدود وإعفاء من أيّة مسؤوليّة وطنيّة, بل ستجد العالم بانتظارك ما أن تطلّ برأسك من شرفة بلدك على بلدان الآخرين, "فكلّك نظر" عزيزي القارئ لما يعانيه جواز السفر العراقي اليوم على مستوى العرب والعالم من إهانة وقرف.. بالنسبة لي كنت شاهدًا مباشرًا في التسعينيّات عندما أوقف شرطيًّا رومانيًّا سيّارتنا لدفع غرامة, وبعد أخذ وردّ مع السائق علموا أنّه عراقي سرعان ما أخلوا سبيلنا وهم يشدّون قبضات أيديهم ذاكرين اسم صدّام بإعجاب.. البلد برئيسه وكلّنا يذكر ونحن أطفالًا أو صبية ماذا كان يعني لنا جمال عبد الناصر وماذا يعني عند مشاهدتنا مصريًّا, أو ماذا يعني عندما نسمع باسم خروتشوف أو ستالين أو أيّ "سوفييتي" وماذا كان يعني لنا كندي وماذا يعني لنا شارل ديغول..
لم تعد على ما يبدو خزينة العبادي فيها من المال ما يكفي للطلب من شركة اليوتيوب رفع هذا الشريط المذلّ للشعب العراقي ممثّلًا برئيس حكومته العبادي.. هكذا يبدوا لي الأمر ,ثمّ أعود فأقول لا بأس وربّ ضارّةً نافعة, لنر حقيقة ما وصلنا إليه بمرآة اليوتيوب حتّى ولو بلغت أقصى درجات الإذلال لعلّ الشعب يصحوا من موتته..
https://www.youtube.com/watch?v=mgVZtodO4xs








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلامك غير صادق
الرصافي ( 2015 / 6 / 9 - 00:12 )
في منتصف التسعينات سافرت الى الاردن وشاهدت المعاملة المهينة للعراقيين في مركز الكرامة الحدودي الاردني بالاضافة الى ان الشرطي كان ينادي بالاسماء ويقذف بالجواز الى اصحابهم العراقيين المهانين وفي الشارع والمدينة اذا حصل شجار بين اردني وعراقي مهما كانت الاسباب فالعراقي كات السلطات الاردنية تسفره الى العراق وكان اصحاب المحال الاردنية يستخدمون العراقيين ويعطونهم اقل من الاجور المستحقة وفي احيان كثيرة كانوا لا يعطونهم مستحقاتهم بالمرة بالاضافة الى اهانتهم وكل هذا وغيره كان يحصل وصدام كان موجودا في الحكم ويزود الارد بالبترول المجاني وبالاضافة الى كوبونات النفط المعروفة لشراء ذمم بعض السياسيين والصحافيين الاردنيين ...


2 - ماذا ننتظر
Hsmz ( 2015 / 6 / 9 - 04:45 )
وماذا كنّا نتوقع من الرئيس اوباما وهو يساعد العراق بالمليارات وبالخبرات العسكرية والأميركان يموتون في العراق وبأيادي عراقية وبعد هذا كله يذهب العبادي الى روسيا المفلسة لشراء أسلحة قديمة وغير فعالة وبصفقة مشبوهه سابقا، الاجدر بالعبادي ان يعتمد على أمريكا القوية المتطورة في كل شئ كحال دول الخليج التي لاأحد في العالم يستطيع ان يدوس على اي طرف فيها ناهيك على الوجاهه التي يستقبلون فيها في دول العالم، كما ان الكاتب يقول ان وجاهة العراقيين كانت في عهد صدام ، وأقول هل نسي العراقيين ان هناك كان حظر على سفر المسؤولين وبضمنهم صدام الى دول العالم واذكر في التسعينات عندما هرب عزت الدوري من النمسا. قبل ان تعتقله السلطات النمساوية عند زارها للعلاج، اي وجاهة للعراقيين في زمن صدام والعراقي لا يستطيع حتى نزول الترانزيت اي وجاهة للعراقيين عندما كان العراقيين يعملون في الدول المجاورة وكان عادي تؤكل حقوقهم واجورهم وهذا من الاستهتار بهم وشكرا


3 - ســــــــــــرطان صدام فقس طاعــــــــون العمائم
كنعان شـــماس ( 2015 / 6 / 10 - 09:16 )
لقد قال الرصافي ما اردت قوله وكذلك المعلق الثاني ... واقعا علم النفس لايحترم ماذكره الكاتب ان اكثر سياسي العراق لايســـــــتحقون الاحترام . حسنا فعل اوبامـــــا لماذا حشـــــر الرجل نفسه بين الكبار ؟؟؟ على المرء ان يعرف قدر نفســـه . كل اكاذيب صدام تبخرت في مشهد الفحص الطبــــي لبلعـــوم صدام من قبل الجندي الامريكي وهو يبحث عن اســـلحة الدمار الشامل . الكرامة الاعظم يااخ طلال هي في التواضع وليس في نفخـــــات البـــــدو الفارغة ... ومن ثمارهم تعرفوهم

اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة