الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإبادة الأرمنية في الصحافة البريطانية والأمريكية 1915 للدكتور محمد رفعت الإمام

عطا درغام

2015 / 6 / 9
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


يحمل الكتاب رقم "7" في سلسلة كتيبات الدكتور محمد رفعت الإمام عن الأرمن والإبادة الأرمنية ويستعرض موقف الصحافة البريطانية والأمريكية من الإبادة الأرمنية ، وكيف تناولت مفردات الإبادة الأرمنية ؟ وكيف تباينت المواقف والرؤي ..؟ رغم ندرة المعلومات والتعتيم وسياج السرية الذي فرضته السلطات العثمانية.
حصرت الصحافة البريطانية والأمريكية أوضاع الأقليات في الدولة العثمانية بأنه مخطط لإفناء كل المسيحيين وخصوصا المسيحيين الأرمن؛ إذ انعكس ذلك علي كل عناوين الصحافة البريطانية والأمريكية.ففي نيويورك تايمز " شنق المسيحيين في الشوارع. وضع الأرمن في أرضروم خطير للغاية" وفي عنونان آخر لذات الجريدة"في عددها الصادر في 13 يناير 1915 " المسيحييون في خطر محدق"، وعنوان آخر لعددها الصادر في 26 أبريل 1915 "الترحيل العظيم للمسيحيين".
عبرت الصحافة في تلك الفترة :" كان الناس يموتون دون دفن أو عزاء ، ولبشاعة التعذيب ، كان الأحياء يحسدون من يموت.".
تجلت ملامح البرنامج الإبادي العثماني ضد الأرمن علي صفحات جريدة "مورننج بوست اللندنية" في عددها الصادر في 12 يولية 1915 ؛ إذ تناولت ترحيل الأرمن من الولايات الأرمنية الست (أرضروم ،فان، بيتليس، خربوط، سيواس، ديار بكر).
ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل استعرضت وسائل النظام العثماني الحاكم في تنفيذ المخطط الإبادي ضد الأرمن إبان صيف 1915 .
وتجزم الصحافة الأمريكية أن المذابح التي ارتكبت بحق الأرمن كانت مدبرة، فعلي مدار أيام 20و25و27 أغسطس ، تابعت "نيويورك تايمز" نشر المخطط الإبادي ضد الأرمن، والكشف عن تفاصيل لم يصدقها عقل عن المذابح الأرمنية في بيتليس.
ورصدت الجريدة أنماط التنكيل والترهيب والتعذيب التي اقترفها النظام العثماني ضد الأرمن من قبيل التنكيل بالفتيات الصغيرات وتقطيع أطرافهن وتعليق ماتبقي من أجسادهن في الميادين العامة وهم ينادون ( من ده بكرة بقرشين).
وصفت جريدة (الإندبندنت ) البريطانية في عددها يوم 18 أكتوبر 1915 بأن ماحدث للأرمن أعظم المذابح الدينية وأبشع ما شاهد العالم منذ قرون.
وحملت ذات الجريدة ألمانيا المسئولية عما جري لأرمن في الفضاء العثماني.
استطاعت "الإندبندنت" رغم ندرة المعلومات عن "الإبادة الأرمنية" ان تنشر مقالا مطولا في ذات العدد (18 أكتوبر 1915) رصدت فيه ملابسات الإبادة وسياقاتها ، واستعرضت جذور الإبادة منذ إبرام معاهدتي "سان إستيفانو" و"برلين" 1878 مرورا بالمرحلة الثورية ونهاية المذابح الحميدية 1894-1896، وأقرت بأن آلة تدمير الأرمن العثمانيين بدات منذ مارس 1915 واستمرت حتي منتصف أكتوبر 1915 .
وفي عددها الصادر في 23 أكتوبر 1915 ، ركزت جريدة" هاليفاكس هيرالد " الكندية الصادرة باللغة الإنجليزية علي التضحيات الأرمنية أثناء الحرب العظمي آنذاك، وذهبت إلي أن الأرمن العثمانيين يتعرضون لخطة إبادة منظمة وممنهجة صاغها الألمان ونفذها الأتراك.
حملت "هاليفاكس هيرالد "مسئولية هذه الإبادة علي عاتق الضباط الألمان في الجيش العثماني :" وإنهم مسئولون عن آلاف الجرائم الوحشية التي ارتُكبت في حق النساء العزل والفتيات البائسات .إنهم مسئولون عن كل جرائم القتل والسلب والنهب والتدمير في أرمينية"
كشفت الجريدة أن الأتراك القوميين قد حملوا علي عواتقهم تطهير دولتهم من العناصر غير التركية لا سيما الأرمن بغية إقامة دولة تركية نقية الدماء ، ونفت الجريدة أن يكون الإسلام كعقيدة وممارسة سببا في هذه الإبادة.
وثمة سؤال تطرحه الدراسة مؤداه:أين أرمينية ، تجيب جريدة "نيويورك تايمز" عن ذلك . فقد كرست مقالا مطولا في عددها يوم 28 أكتوبر 1915 ، وحسب الجريدة- اعترفت الدولة العثمانية بوجود أرمينية رسميا بموجب المادة "16" من معاهدة برلين 1878 .
وفي 20 أكتوبر 1915، خصصت مجلة "الحصاد الأدبي " الأمريكية مقالا من محتوياتها للإجابة علي سؤال "كيف يمكننا إنقاذ أرمينية؟"ورصدت فيه الجهود الدبلوماسية الأمريكية واجتماعات مشاهير الأمريكيين والأرمن لتقديم الاحتجاجات ضد ممارسات الأتراك القاسية وغير الإنسانية.
والجدير بالذكر أنه ولأول مرة يظهر مصطلح " مجزرة القرن العشرين ، ففي 4 نوفمبر 1915 ترصد " هاليفاكس هيرالد" " مائة جريمة في الساعة علي أيدي الألمان المتوحشين حلفاء تركيا"، وناشدت السلطات الأمريكية أن تبذل قصاري جهدها لإيقاف " مجزرة القرن العشرين" ، وقارنت الجريدة بين الأتراك القدامي والاتراك الجدد إزاء الشعب الأرمني ؛ أي المذابح الحميدية (1894-1896) والإبادة الاتحادية (1915).
وتكشف الجريدة في عددها الصادر يوم27 نوفمبر عن المزيد من التفاصيل العلنية البشعة بشأن المذابح الأرمنية.
وعلي امتداد عددي 1و8 ديسمبر 1915 ، نشرت مجلة"المشهد" الأمريكية تفاصيل نجاح أرمن جبل موسي في مقاومة السلطات التركية والاعتصام لمدة 45 يوما في جبل موسي ، ونجاح اقوات البحرية الفرنسية في إنقاذهم ونقلهم إلي بورسعيد بمصر.
وفي 12 ديسمبر 1915، خصصت " نيويورك تايمز" مساحة كبيرة لاستعراض أوصاف الأرمنيات الناجيات من المذابح المرتكبة ضد الأرمن، وخلصت إلي أن من يتابع سيناريوهات المذابح الأرمنية يتأكد له بوضوح انها مخططة.
وفي 13 ديسمبر 1915، تنشر "الإندبندنت" تقريرا مفصلا عن المذابح الأرمنية ، وتثني علي نجاح عملية إنقاذ أرمن جبل موسي ، ونقلهم إلي مصر.
وفي النهاية، يتضح لنا رغم ندرة المعلومات وعمليات التعتيم التي قامت بها السلطات التركية، إلي أن الصحافة البريطانية والأمريكية استطاعت أن تتفاعل وتنقل لنا تفاصيل عمليات الإبادة والتهجير التي قام بها الاتحاديون بحق الأرمن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً