الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أين نحن ذاهبون ، وهل رُفعت الأقلام وجفت الصحف ؟

مسَلم الكساسبة

2015 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


اذا كان انهيار أو زوال شيء سيء سيؤدي به لان يخلي الساح ويفتح الميدان لما هو اردا وأسوأ منه بكثير كي يحل محله ..
فإن الحكمة كل الحكمة هي في منع انهياره وزواله.. هذا ما بفترض أن المنطق المجرد يقوله .

وبمقاييس التشاركية في صنع القرار واالشفافية (الديموقراطية) فكل الانظمة العربية سيئة ، طبعا بتفاوتات بسيطة بينها ، لكن حتى بالنسبة للأقل سوءا منها فهو لأسباب خارجة عن ارادتها واختيرها وليس كرما منها ..

لكن بالمقابل وللأسف وبمرارة شديدة نقولها :

فالشعوب والثقافة السائدة في منطقتنا هي بدورها فاشلة ومتخلفة ، ولسنا كشعوب وثقافة سائدة ومتغلغلة مؤهلين لسد الفراغ بما هو افضل ، وبثقافة للحكم والحياة مختلفة عما هو موجود لدى تلك الانظمة ، فقد جربنا ورأينا بدائل الانظمة التي سقطت كيف كانت وما الذي حل محلها ؟

ادمغتنا خاوية ومفرغة من أية طروحات وحلول لمشكل بهذا المستوى سوى من تصور واحد لا بديل له يطغى على الاغلبية الغالبة من الناس ..ويعلقون عليه كل شيء!

وهو ما تسبب له (اي ذلك الحل المفترض) بان اندحر وفشل بغض النظر اذا كان بسببه او بسبب عوامل خارجه ؟ لكننا اهلكناه واستهلكناه ، مع ذلك لا نريد ان نعف عنه ونعفيه من ان يكون الطبيب الاوحد لأمراضنا الجمة وما أكثرها وأشدها فتكا ، حتى ان بعضها بدا يصيبنا بسبب ذلط الطبيب الشامل ، حتى غدا طبيبا فاشلا لأننا تريده طبيبا لكل العلل والأمراض ، وحلا لكل المعضلات والمشاكل ، ببساطة لأننا خاوين وليس لدينا او في ادمغتنا حل سواه ..

ومع ذلك ورغمه اخفقنا في ان نتقبل ونتفهم ذلك .. وأن نتبنى ونجرب طروحات اخرى غيره ، لأنه في ادمغتنا ووعينا الحل المقدس غير القابل للرفض او الاستبدال ..ومصرين ان اي فشل هو ليس بسببه او بسبب انه لم يخصص او يهيأ لكل ذلك ، لكن لا احد يريد ان يفهم .. رفعت الاقلام وجفت الصحف وأقفلت العقول ؟!!

إلى حد أنه ومن وجهة نظر الغالبية : ان نفشل به ومعه افضل من ان ننجح بدونه ..الى ان صار او صيرناه هو مأساتنا وسبب تعمق ازماتنا في حين ما زال يصر الكثير منا انه طوق نجاتنا لكننا مبتعدين عنه كما يظن ؟
وهكذا فنحن لا نريد أن نتصور ابدا انه حل لا يصلح او لم يعد يصلح لمسألتنا هذه وان كان ربما يصلح لمسائل كثيرة اخرى... لكننا لا نريد أن نفهم ؟؟

وبعــد :

رأينا ما ذا حل بالبلدان العربية التي سقطت انظمة الحكم بها..
لنكتشف من خلال ذلك ولو مؤخرا ان مأساتنا أعمق من مجرد الاطاحة بنظام حكم بل هي أزمة مستفحلة ومستحكمة في الثقافة ذاتها ..وهو اكشاف واعتراف مر الطعم ، نقوله ونقر به بمرارة لكنها الحقيقة ..

ومن الاقطار التي ما تزال المغالبة فيها على أشدها بين نظام لا يخرج في وصفه من حيث التشاركية والحرية عن بقية تلك الانظمة ، وبين ما يفترض انها معارضة مسلحة له ، هي سوريا ، فهل تعتقدون ان سوريا ستكون استثناء.
يعني اذا انهار النظام هناك هل سيعني ذلك انتهاء المشكلة واستقرار سوريا وحلول التشاركية الحقة والرفاه والازدهار بها ؟؟

أم سيعني أن المشكلة الأعوص ستكون قد بدأت بالفعل، وسيعني بالتالي استيلاد او نسخ النموذج العراقي والليبي واليمني سيما اذا كانت داعش والنصرة وسواهما ومن يدعمهما ويقف خلفهما هي من سيحل محل النظام... ما يعني امتداد وتوسع الرقعة الموحلة لتشمل سوريا ومن يدري ماذا ومن بعد ؟

وان تكون سوريا بالتالي ساحة حرب مفتوحة بين فلول النظام - في هذه الحالة – هو والقوى الداعمة له من جهة وبين الجماعات الاخرى والقوى الداعمة لها ؟؟

لأنه بكل بساطة وبمرارة شديدة نقولها ونكرر :

نحن شعوب فاشلة ومتخلفة ولسنا مؤهلين لسد الفراغ مكان تلك الأنظمة ، فلا توجد شعوب مؤهلة فعلا لتملا الفراغ بما هو افضل وبثقافة للحكم والحياة مختلفة عما هو سائد ؟؟ فقد جربنا ورأينا بدائل الانظمة التي سقطت .. كلها تقريبا ، حتى الآن على الاقل.
كما ان الانظمة المحيطة بسوريا والتي تغذي الحرب بها لن تسمح باستبدال النظام الحالي بنظام أفضل من حيث التشاركية الحقة ، اذا كانت مصر نفسها والتي بفترض انها اكثر استقلالية وخالية من تلك الجماعات لم تسلم من الشد العكسي ضد التغيير والتشاركية ..

والنتيجة هي ان تمتد المساحة الموحلة لتشمل سوريا لجانب العراق وليبيا واليمن ؟ ما يعني صراع كسر عظم بين القوى المتصارعة لن تكون حظوظها فيه افضل من حظ النظام نفسه لأنها بدورها قوى ظلامية متخلفة يتقدم النظام عليها كثيرا من هذه الناحية ، كما ان الانظمة الداعمة لها بدورها ليست اكثر تحضرا او رقيا او حرية من النظام الذي حاربته ..

هل هذا ما سيكون ؟

هل يفكر الجوار العربي الداعم لما يجري بسوريا او حتى المتفرج بكل تلك الحيثيات ؟ أي بمرحلة ما بعد النظام السوري ، او هل حسب حسابه لذلك ؟ وهل نموذج العراق وليبيا واليمن وارد في مخيلته ام ان المطلوب هو الاطاحة بالنظام بأي ثمن وليكن بعد ذلك ما يكون ؟؟

هل رفعت الأقلام وجفت الصحف ووصلنا إلى الطريق المسدود في البحث عن حل في واقعنا الموحل هذا ؟!!

نتمنى أن لا يكون ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات