الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاً في البيت!

أنطوني ولسن - أستراليا

2015 / 6 / 10
العلاقات الجنسية والاسرية



ألو .. صباح الخير!
صباح النور.. مين حضرتك؟
الله.. أنتَ مش عارفني؟!
!لا صدقيني.. مش واخد بالي
بعد هذه المقدمة عرفت من هي .. بدأ الحديث بيننا يتشعب والحوار يحمي وطيسه عندما تطرقنا الى موضوع الرجل والمرأة ، والزوج والزوجة والحياة الزوجية . أعرف عنها الجرأة المحببة . بعض من النساء جريئات . لكن العياذ بالله جرأتهن أعتبرها وقاحة . أما الجرأة الواعية المتفهمه ، فهي محببة وتشجع الإنسان على الأخذ والعطاء في الكلام ، وماقشة موضوعات الحياة في حرية دون تحفظ.
مما ناقشناه وحمى وطيس النقاش فيه . موضوع الزوج وعمله . أنها تعتبر نفسها متساوية للرجل ، المساواة التي تعنيها ، أنها تعمل مثلما يعمل . تكتسب من عملها مثلما يكتسب . تخرج في الصباح الباكر الى عملها وتعود بعد قضاء الثمان ساعات خارج المنزل.
يعود هو مثلها ، كما خرج مثلها في الصباح . الفارق بينها وبينه . أنه عندما خرج في الصباح لم يكن عليه اعداد الفطار للأولاد حتى يتناولوه قبل الذهاب الى المدرسة.. لم يأخذ معه أبننا الصغير لتوصيله الى الحضانة .. لم يتأكد أن كل شيء تركه في موضعه بالمطبخ حتى لا يضار الأولاد لا سمح الله من أي شيء ترك سهواً ويشكل خطراً عليهم . ليس له عمل في الصباح غير "حلاقة ذقنه" ووضع العطر والتأكد من أن رابطة العنق "الكرافات" يتماشى مع قميصه وحلته . الحذاء لابد وأن يكون لامعاً. عليه أن يخرج وهو على "سنجة عشرة" كما يقولون!
أما أنا "الزوجة" ، فعلي أن أقوم بكل أعمال المنزل . أخرج بعد ذلك وقلبي غير مطمئن . أخشى أن أكون قد نسيت شيئاً يحتاج اليه الأولاد . ما أن أصل الى العمل حتى أسرع بالاتصال بهم للاطمئنان عليهم، وسماع مشاجراتهم، ومتابعة بقدر المستطاع كل ما يدور عن طريق أذني . بعدما أضع السماعة إذا كان بالي مشغولاً عليهم.. ولا أرتاح إلا بعد الاتصال بهم مرة أخرى.
هكذا أبدأ يومي خمسة أو ستة أيام في الأسبوع . أما بعد أن أنتهي من عملي ، في طريقي إلى البيت أذهب إلى دار الحضانة لآخذ أبني معي ، أدخل مباشرة إلى المطبخ . لا بد من أعداد الطعام . وأنا أعد الطعام أتقرب إلى الأولاد كل وطريقتي معهم التي أعرفها لأستشف منهم ما حدث معهم في يومهم ، وما ضايقهم سواء في المدرسة أو مع بعضهم بعض أو ما يحتاجون إليه . أبدأ في ترتيب البيت محاولة أشراك الأولاد معي بغض النظر عن الولد أو البت.
ما أن يدخل هو، حتى أستشف من نبراته هم اليوم كله الذي لقيه في عمله . أو في هذا وذاك وتلك . يخلع الحذاء في مكان ، والجورب في مكان آخر ، أشكره على تواضعه ووضعه لحلته في مكانها . بعدها يسألني في صوت خشن ليؤكد لي رجولته: متى سنأكل؟..
أو: يخاطبني بلهجة السيد الآمر:
أنا داخل أنام ، لا أريد أن أسمع صوتاً. بعد أنتهائك من إعداد الطعام ، أكون قد أسترحت قليلا.
ينام هو ، وأنكوي أنا بالأولاد والتنظيف والطبيخ والزعاق ، وأسكت الواد وأسكتي يا بت ، وطو صوتكم أبوكم بسلامته نايم . بالله عليك هل تعتقد أن هذا صح ؟
فاجأتني بالسؤال . أردت أن أكون مستمعا فقط لا أدخل في نقاش معها . لأنني أعرف أنني خاسر . لأنه بالمنطق والعقل .. لا .. أما حسب ما نشأت وتعودت ، فأنا لست أفضل منه . على الرغم من أنني أقتنعت بأن المرأة تعمل عملاً مضاعفاً وأحيانا أكثر من مضاعف . تعمل في الداخل والخارج، وتربي الأولاد وترعاهم، وترعاه هو "الزوج" أيضاً!
بعد لجلجة مني أجبتها ، بأن الرجل والمرأة عندما يتزوجان تبدأ مرحلة جديدة من حياة كل منهما كما يقول المثل "الزوج كما عودتيه والابن كما ربيتيه". فلا تأتي بعد طول العمر والعشرة، وتطلبين منه أن يغير ما تعود عليه . لم تحمله أمه مسؤولية عمل شيء . وأنتِ في بداية حياتكما لم تطلبي منه تحمل أي مسؤولية أيضاً . كيف بالله عليكِ أن تطلبي منه، الآن، القيام بأعمال هي في قرارة نفسه خاصة بالمرأة فقط! فإذا قام بها سوف يُنقص هذا من شخصيته أمام أبناءه وأمام نفسه . أنا عن نفسي لا أستطيع أن أتخيل نفسي ماسكاً بالصحن وأغسله . أو أقوم بطهي الطعام ربما لأنني لا أعرف كيف أطهو، أو لأنني لم أتعود!
جاء ردها سريعاً، في هذه المرة، وقاطع . أنا لا أطلب من رجلي أو من أي رجل أن يقوم بأعمال الرجل في المنزل . أطلب منه فقط أن يتعاون مع زوجته . هنالك الكثير من الأشياء الصغيرة التي إذا قام بها تساعدني وتجعلني أشعر بأنني لست وحدي في المنزل . ماذا يحدث إذا وضع حذاءه في مكانه أو إذا جلس مع الأولاد يتحدث إليهم ويرعاهم ، بدلا من النوم؟!.. هل تقوم القيامة لو أعد طاولة الطعام قبل أن نأكل!. أنه بهذا العمل يضرب المثل لأبنائه عن معنى التعاون والمساعدة ، وأن البيت ليس من شأن فرد واحد بل هو مسؤولية الجميع.
قلت لها بدون شك عندك حق. التعاون بين الرجل والمرأة في الحياة هو أهم شيء. تحدثنا بعد ذلك في أشياء أخرى إلى أن أنتهت المكالمة وأنا لسان حالي يقول:
يخشى الرجل التعاون مع المرأة؛ لأنها ستطمع بعد ذلك فيما هو أكثر . سينقلب الحال كما هو مقلوب هذه الأيام . تدخل هي لتستريح . ويقف هو في المطبخ يُعد الطعام!..
كلام .. وكلام:
*أجمل ما في الحياة: حلو ذكرياتها، وأحلى ما في الذكريات: رؤية الأبناء يكبرون، وأبائهم من حولك!
*تحملتُ الأهوال بسبب قدرتي على رؤية الله في محنتي؛ فرأيت رحمته في عذابي، ونسيت عذابي في إيماني ، ووجدت إيماني في شعوري الدائم بأن الله معي!
*التجربة،هي مدرس شاذ، يمتحنك، ثم يعطيك الدرس!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أعيب عليك أنك(أردتَ)أن تكون مستمعا لها لا مُحاورا
ليندا كبرييل ( 2015 / 6 / 11 - 07:24 )
الأستاذ أنطوني ولسن المحترم

موقفك تجاه القضية سلبي

فأنت من البداية تقول إنك أردت أن تكون مستمعا فقط لا تود الدخول في نقاش معها لأنك تعرف أنك خاسر
هذا دليل على ضعف حجتك تجاهها

ذلك أنك تلجأ إلى المثل الذي يعمّق مشاكلنا وهو
الزوج كما عودتيه والابن كما ربيتيه

الزوج الذي يريد أن يعمل سي السيد في بيته كان ابنا ذات يوم لامرأة تربّتْ في مجتمع ينتقص من قيمتها الإنسانية، ويراها كيانا هامشيا حضوره ضروري لخدمة البيت والأولاد الذين سيكبرون وينقلون نفس المفاهيم التي تربوا عليها

نحن لا نلوم أمهاتنا
لكننا نلومكم
فماذا فعلتم لتتجاوزوا ثقافة الانتقاص من المرأة؟

أنت تخشى على فقدان حياة الدِعة والاتكالية والكسل التي عشتها في بيت أمك وتعودت عليها
وتخاف أن تصاب ذكوريتك بالنقصان أمام الأولاد والمجتمع إذا ساعدت زوجتك وتكرمت بمقاسمتها أعمال البيت

لسانك قال لها:معك حق التعاون بين الرجل والمرأة أهم شيء
لكنك في داخلك تتوجس من المرأة القوية ذات الحضور والمسؤولية خشية أن تطغى على الضعف الذي في داخلك

فاعلمْ أخانا، أن أولادك سينقلون ثقافتك هذه لأحفادك
وأنت تعيش في بلد الحريات:أستراليا
يا للمفارقة

احترامي

اخر الافلام

.. نداء جماهيري لكهربا و رضا سليم يمازح احد الاطفال بعد نهاية ا


.. هيئة الأمم المتحدة للمرأة: استمرار الحرب على غزة يعني مواصلة




.. LBCI News(04-05-2024)- شبكة اغتصاب الأطفال.. شبهات عدة وقضاء


.. حملة توعوية لمحاربة التحرش الجنسي في المغرب




.. الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمرها 75 ألف عام