الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توبة مول النخالة

بن جبار محمد

2015 / 6 / 10
الادب والفن


بعد فترة انقطاع مؤلمة التي رافقتها فترات الشدّ و الجذب و التشنج و البراسيتامول و التحميلات ، غيّر كل منهما اتجاه إلى وجهة ما ، مول النخالة تحوّل تحوّلا جذريا نحو التقوى و الإيمان و مسح آثار الحب غير السوّي ، كان يردّد على مسامعي أنه وجد نفسه أخيرا ! تحدّث إليّ عن علاقته برحمة مشبها تلك المرحلة ب" الهفوة الكبيرة" و الانزلاق الخطير نحو المحرمات إلى جانب الأخطاء الكبرى و الأخطاء الصغرى التي لا تعد و لا تحصى ، أسهب في جلد ذاته دون شفقـة و تحسّر على أمواله التي ذهبت هباءً منثورا ، أقسم أمامي أن دخوله اليومي من تجارة النخالـة كان يقسمه مع رحمة ، استنزفته وقد أضطر في حالات كثيرة إلى الاستدانة من معارفه و أهله مبالغ معتبرة ليغطي نفقاته و هداياه التي يحملها إلى رحمة ، كان يسمي المبالغ التي يستلفها و الهدايا المحمولة و المجرورة ب عرابين المحبة و مبالغ الرضا " . أجزل لها العطاء ، لا لشيء سوى نيل الرضا من حبيبته و تأكيد فحولته مثل الفحول السابقين لرحمة من ذوي النعم و الخيرات و البركات و الكرم ، أعصابه تتوتر عند ذكر على مسامعه رجالها السابقين أو من تشير لهم ضمنيا من روادهـا الذين مروّا على سريرها ، مما تجعله يقترب من جنون الغيرة ، فلماذا لا يكون أكثر فحولة منهم ؟ !
يبذل أقصى جهده لأن يتجاوزهم عطاءً و نبلا، أحيانا بالاستدانة و الاقتراض ، ينتظر منها ضحكة جميلـة أو ضربة خفيفة على صدره و لا تعاتبه بطريقتها الخاصـة أن تستدعي أمامه غرمائه . حينها يشعر بالسعادة القصـوى من أنثى من الصعب كسر قلبها .
تنهد مول النخالة حسرة على الأيام التي مضت ، كنت أستمع لـه بمزيد من الشكوك ، شككت في التغيّر الحاصل في سلوك مول النخالة ،رغـم معرفتي المسبقة أن الظروف القاهرة تجعل من الشخص إنسانا آخرا ، أعتبرت في البداية ، أنهـا مجرد تغيّرات مرحلية تستجيب لإفلاس مول النخالة لا أكثر .
ما أن سمع نداء صلاة العصر حتى هبّ واقفا و قطع حديثه معي فجأة ، أستأذن و مشى نحو المسجد لحضور صلاة الجماعة ، امتعضت لأنني متقين أنه بمرور الوقت سيفقد الكثير من خصاله الشخصية النبيلة ، مشاعره تجاه رحمة مدفونـة تحت طبقات رخوة و هشة من المشاعر الاصطناعية.
مول النخالة يتعمد للحديث عن حسرته تجاه أسرته المقدّسة – التي لم يقدسها يوما – و يلعن الأيام التي تعرّف من خلالها على رحمــة ...
حدث أنه في ظهيرة الأحد و هو ذاهب إلى المسجد مهرولا ، مرت بجانبه رحمة و هي تتحدث بالهاتف بصوت مرتفع ، ألتقط مول النخالـة حديثها بما أوتي من انتباه و حرص شديدين ، كانت رحمة تضحك ضحكة مستهترة كعادتها ، ، فشعر مول النخالة بارتباك شديد و ضيق في قلبه و دبيب في أطرافه السفلية ، تزعزع له كيانه و نسي هل دخل المسجد برجله اليمنى أم اليسرى أو كلاهما ؟ لم يتمكن من معرفة عدد الركعات ، قال لي أعتقد أنني أديت قليل من الرياضة في المسجد لا خشوع و لا حضور وعي . قلت لـه يجب إعادة صلاتك و التعوّذ من الشيطان الرجيـم ، قال لي غاضبا : بل هي الشيطان الرجيم و أنفجر في وجهـي ! سكت برهة من الزمن ثم همس لي : ما أن خرجت من المسجد حتى سرت نحو بيت رحمة بغير إرادتي !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي


.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????




.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ