الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ندوة بيت المبدع - طنجة في الإبداع المغاربي -..

عبدالكريم القيشوري

2015 / 6 / 10
الادب والفن



من بين مخلفات ملتقى البوغاز الجميلة المنظم من قبل بيت المبدع الدولي في إطار لقاءاته المغاربية؛والتي امتدت أيام 18-19 و20 ماي 2015 ندوته الأدبية/الفنية وأمسيته الشعرية وزيارته الاستطلاعية لمدرسة الملك فهد العليا للترجمة؛ ومشاركته الإذاعية .
فندوته الأدبية/الفنية؛التي تناولت بالدرس والتحليل موضوع شعار الملتقى (طنجة في الإبداع المغاربي) والتي شارك فيها ثلة من الفعاليات الإبداعية المهتمة بالأجناس المنضوية تحت لواء العلوم الإنسانية- الشعر -المسرح – السينما- كل من الشاعر الجزائري طارق ثابت و الشاعرالمغربي محمد أحمد بنيس والناقد السينمائي المغربي خليل الدامون والكاتب المسرحي المغربي الزبير بن بوشتة ؛ فيما كان تسيير اللقاء من قبل نائب رئيس جمعية بيت المبدع الدولية الشاعر /الناقد أحمد زنيبر؛ الذي رحب في كلمته الافتتاحية بالوفود المشاركة من الدول المغاربية الشقيقة؛ وبحضور طلبة مدرسة الملك فهد العليا للترجمة؛ وباقي الزوار الذين لبوا دعوة البيت مساهمة منهم في إثراء النقاش الذي يطرحه موضوع الندوة. وقد كانت الأرضية التي مهد بها د أحمد زنيبر لموضوعها؛ خصت الحديث عن مدينة طنجة باعتبارها المدينة الغاوية التي وجد الكتاب العالميين ضالتهم فيها؛فاستوعبت العديد منهم؛كتابا ورسامين ورحالة وموسيقيين وسينمائيين وفنانين وإعلاميين..واتخاذها هذا البعد الدولي عبر ما وسمت به في مراحل تاريخية سابقة؛جعلت منها مصدر إلهام ومنبع إبداع؛ومحطة زيارة ومقر إقامة.. لكتاب عالميين من قبيل بول بويلز وتشيري بويلز وجان جنيه؛ وصامويل بكيت؛ وبرناردو بيرلوتشي؛ وكلوديو
برافو.. وكتاب وشعراء عرب ومغاربة كالعراقي يوسف السعدي؛والتونسي حسونة المصباحي؛ والمغربي محمد شكري؛ ومحمد عز الدين التازي.. من هذا المنطلق طرح الإشكال على ضيوفه الكرام حول طنجة وموقعها في مخيال المبدعين المغاربيين سينمائيا وشعريا ومسرحيا ..
فكانت بداية الحديث مع الناقد السينمائي خليل الدامون الذي عبر عن وجهة نظره من خلال السياق التاريخي الذي عرفته المدينة في مجال السينما والتي ابتدأت كما يقول. من 1895-1897؛حيث صور بها ما يفوق 60 فيلما .ولم تعرف طنجة السينما كممارسة فنية إلا في عهد المولى عبدالعزيز الذي كان عاشقا لفن التصوير.. فمن خلال ما ساقه ذ خليل الدامون من جرد لعناوين الأفلام العالمية التي صورت بمدينة طنجة باعتبارها "استوديو طبيعي" تتوفر فيه كل أساسيات ومتطلبات العمل السينمائي من ديكور وغيره ؛ فهي يقول " مدينة سينمائية بامتياز بحكم ما تتوفر عليه من جمال طبيعة ؛ تعفي المخرجين السينمائيين من الالتجاء إلى الاستوديوهات"؛ولهذا كانت طنجة غاوية للفن السابع بامتياز؛ مما جعل العديد من المخرجين المغاربة – ومن هم من أبناء طنجة – يلتفتون إليها وذلك بإنتاج أفلام سينمائية تحمل توقيعاتهم كفيلم "الشركي" لمومن السميحي 1976 والذي اعتبر في حينه كوثيقة لما قدم من صور بانورامية للمدينة؛وفيما بعد فيلمه "قفطان الحب". ثم فيلم عرائس من قصب لــ الجيلالي فرحاتي.وفيلم "ابن السبيل" لمحمد عبدالرحمن التازي.وفيلم "كيد النسا" لفريدة بليزيد..هذا المسار؛وهذا التراكم الفني خلف ميلاد أندية سينمائية كرست لثقافة الصورة عبر أنشطة تسعى من خلالها إشراك الجمهور لامتلاك أدوات نقدية يساهم من خلالها في الاستمتاع بالمشاهدة وإغناء النقاش المتعلق بالعروض الفيلمية. وهذا أدى بالطبع - كما يقول- الدامون؛ بطنجة إلى تبوإ مكانة مهمة على مستوى تنظيم مهرجانات سينمائية تجلب لها أنظار المتتبعين من مختلف أقطار العالم.
فيما انعطف الشاعر والناقد د محمد أحمد بنيس في مداخلته المتعلقة بالمنجز الشعري؛من خلال رصد جوانب حضور طنجة في الشعر المغربي؛ على اعتماد تجربتين شعريتين اثنتين؛ تختلف إحداهما عن الأخرى بحكم المسافة الزمنية التي تفصل بينهما. تجربة الشاعر الراحل منير بولعيش من خلال ديوانه (لن أصدقك أيتها المدينة) الذي شكل مفارقة كبيرة للحنين الأسطوري الذي كانت تمثله مدينة طنجة عبر "عصر الأنوار" في وقت من الأوقات؛باعتبارها جنة غناء على الأرض؛ بحكم الجمال المنتشر في روابيها.. هنا وهناك ؛ مقارنة مع ما بدأت تعرفه من زحف إسمنتي/عمراني.. خلف نموا مطردا غير مدروس؛ انعكس سلبا على جمالية المدينة وبهائها.. وتجربة الشاعرة نسيمة الراوي التي تختلف اختلافا كليا عما ذهب إليه بولعيش من حيث اعتبارها لطنجة ذلك العصب المتخيل المتوسطي لما للشمس و للنزعة البحرية من تأثير. "فالشمس مهمة في حياة شعوب المتوسط ؛ تذيب أوجاع الحياة الممهورة بالبحر". فإعجاب الشاعرة بالبحر والشمس وبالطفرة النمائية التي تعرفها المدينة على مستوى الزحف العمراني؛ والتشكيل الفني والجمالي الذي ينبي بتقدم وتطور المدينة ؛يدخل الشاعرة في إطار ممارسة ما أسماه الناقد محمد أحمد بنيس بشعرية الهدهدة..
فيما أشر رئيس جمعية الشروق الثقافية بمدينة باتنة بالجزائر؛ الشاعر د طارق ثابت في مداخلته على "المكان في الأدب العربي" ومن خلاله إلى طنجة على وجه الخصوص ؛مستهلا تقديمه بالأبيات الشعرية الخالدة.
بلاد العرب أوطاني---- من الشام لبغدان.
ومن نجد إلى يمن --- إلى مصر "فطنجة" وتطوان.
معبرا عن فرحته العارمة خلال هذا الملتقى المغاربي الذي ضم ثلة من الفعاليات الثقافية والفنية.. اجتمعت للتداول في موضوعة " طنجة في الإبداع المغاربي" طنجة التي قال عنها في سيرورة حديثه شاعر الأوراس" طارق ثابت" المدينة الباذخة المتواجدة على حافة مضيق جبل طارق؛ وتتأمل العالم منذ آلاف السنين؛ من دون أن يرف لها جفن؛ المدينة التي سبقت التاريخ. على مفترق الطرق بين أوربا وأفريقيا؛ بين الأطلسي والمتوسط تجلس في استعلاء أسطوري؛ إنها تفتح أبواب المغرب..طنجة المدينة الساحرة.
بهذا المدخل الشاعري تم بسط أهمية المكان "طنجة" باعتباره مصدر إلهام وإبداع للعديد ممن أتيحت لهم فرصة زيارة المدينة والبلد؛ من الأسماء العالمية والعربية من السينمائيين والروائيين والشعراء والفنانين.. ابتداء من بول بويلز وجان جنيه والكاتب المسرحي صامويل بكيت..مرورا بالشاعر العراقي يوسف السعدي الذي كتب50 قصيدة عن مدينة طنجة والروائي التونسي حسونة المصباحي والشاعر الجزائري إسماعيل غربي الذي أصبح المكان(المدن المغربية) مادة خاما ومصدر إلهام لمنجزاته الإبداعية.
أما على مستوى المنجز المسرحي فقد تناول بالطرح الكاتب المسرحي الزبير بن بوشتى مدينة طنجة؛على اعتبار أنها لم تكن محظوظة في الكتابة المسرحية؛ بخلاف الأجناس الأخرى شعرية كانت أم روائية أوسينمائية.. وإن كان الكاتب المغربي الطاهر بن جلون قد قدم مسرحية يتعلق موضوعها بالمشترك الذي كان يربط كل من الكاتب جان جينه والكاتب المسرحي صامويل بيكت والكاتب المغربي محمد شكري؛ على مستوى فضاء "مقهى الحافة"؛ فهي لم تكن في اعتبار الزبير كتابة موفقة؛ على اعتبار شخصياتها شخصيات بلا جذور..
فبالرغم من أن مدينة طنجة يقول الزبيرعرفت المسرح كبناية خلال النصف الثاني من القرن 17 عبر الإنجليز؛ وبداية القرن 18 إلى حدود القرن 19عبر الأسبان؛حيث معلمة مسرح سيربانتيس مازالت منتصبة بالرغم مما خلفتها سنون الإهمال والتهميش بها؛ تنتظر من يعيد لها بريقها و حيويتها ببعث أمل إعادة تهيئتها ونفث روح الفعل المسرحي بها ؛ الذي غابت عنه بغياب اهتمام أصحاب الشأن الثقافي الوطني عنها . فغياب البنيات المسرحية يشكل عائقا على مستوى الإبداع والكتابة المسرحية واستقطاب الجمهور..
ولم تكتمل دورة ندوة " طنجة في الإبداع المغاربي" إلا بالسمر الليلي عبر برنامج (هنا طنجة) بإذاعة طنجة؛ والذي يسهر على إعداده وتقديمه الإعلامي خالد اشطيبات؛ الذي دعا لتنشيطه ثلة من الفعاليات الثقافية على هامش ملتقى البوغاز ؛ يتقدمهم مندوب وزارة الثقافة بمدينة طنجة السيد العربي المصلوحي؛ والباحث في السيمولوجيا الأستاذ الجامعي من جامعة باتنة د طارق ثابت؛والشاعرة/المسرحية التونسية صالحة الجلاصي؛ والباحث في اللسانيات والترجمة بمدرسة الملك فهد العليا بطنجة ذ شكيب البايدي؛والشاعر/الناقد د أحمد زنيبر نائب رئيس"ة" بيت المبدع الدولي؛والشاعر الطنجي المتألق ذ أحمد الحريشي؛ فيما بصم الحلقة بنكهة ثقافية مميزة مشاركة رئيسة بيت المبدع الشاعرة ريحانة بشير؛عبر اتصال من نقطة خارجية أضفت على الجلسة الحوارية لموضوعة "طنجة في الإبداع المغاربي" صفة التكاملية فيما بين ندوتي(النهار والليل) .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب


.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي




.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي