الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصوفية و الفكر السياسي الإسلامي

عمر يحي احمد

2015 / 6 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الصوفية الماهية و المنهج

ما بين السياسة الشرعية و الملل و النحل وجد الصوفية أنفسهم داخل دائرة الفرق الإسلامية و منظومة الإسلام السياسي يدور هذا المقال حول موقف الصوفية من السياسة و مكانة السياسة في فكر الصوفية .
أولاً : ماهية الصوفية :-
هنالك أربعة أطروحات تفسيرية حاول تعريف الصوفية من حيث المدلول اللغوي ( صوفية أو صوفي ) ، كالأتي :
1. الصوفية كلمة اشتقت من الصف وذلك لانهم يمارسون طقوسهم الدينية في شكل صفوف.
2. الصوفية تنسب إلى كاهن في الجاهلية يسمى ( صوفة ) .
3. الصوفية اتشتقت من ( أهل الصفة ) بضم الصاد .
4. الصوفية اسم مشتق من ( الصوف ) إستناداً على الملابس التي يلبسونها والتي تصنع من الصوف وهذا هو الراى الراجح واكثر قبولاً .
أما من حيث المفهوم العام للصوفية فهم أحد الفرق الإسلامية ذات المعتقدات الدينية الخاصة و التي ترتكز على الزهد وهي طرق متعددة توجد في جميع الدول الإسلامية ولها مسميات مختلف .
ثانياً : أسباب نشأة الصوفية :-
يمكن النظر إلى أسباب نشأة الصوفية و التصوف ـ كراي شخصي ـ من زاويتين :
1. زاوية الزهد و الإعتزال
وهذا يعني أن نشأة الصوفية إرتبط بطغيان النزعة المادية و الدنيوية في المجتمع وهنا تنشئ الحاجة إلى الزهد في الدنيا و إعتزال مجتمع المادة .
2. زاوية الفشل و الإغتراب
وفيه ننظر إلى أن الشخص المتصوف ـ كفرد ـ هو شخص فشل في تحقيق أهدافه و المتصوفة ـ كمجتمع ـ هم مجتمعات فشلت في مواكبة التطور و تحسين الواقع مما يجعل الفرد يعتزل المجتمع و المجتمع يعتزل المجتمعات الأخرى وهنا يظهر التصوف كأداة لتبرير هذا الفشل و التغطية عليه .
ثالثاً : منهج الصوفية
عند النظر إلى طبيعة الصوفية و التصوف من منظور المنهج الإستقرائي أو الحكم الإستنباطي يتضح أن هنالك أربعة مبادئ أساسية تمثل جوهر منهج الصوفية و التصوف تتلخص أهم هذه الطبيعة في المبادئ الأربعة الأتية :
1. مبدأ الزهد
وهو يعني رفض ماديات الواقع و الزهد في ( الدنيا ، المال ، المناصب ...الخ ).
2. مبدأ البساطة
وهو يعني تبسيط الأشياء إلى أدنى صورها ، هذا التبسيط يأخذ بعدين : بعد شكلي وهو يتعلق بشكل الشخص المتصوف بحيث يلبس أدنى الملابس ( مرقعة ، قديمة ) أو بمعنى أخر عدم الإهتمام بالمظهر العام للفرد .
البعد الثاني و هو بعد عقدي وهو يعني تبسيط عقائد و تكاليف الدين إلى أدنى صورها وغالباً ما تختزل الصوفية الإسلام كدين في أذكار تردد أو أوراد و رواتب تقرئ .
3. مبدأ الجماعة
حيث تكون الصوفية في الغالب في شكل مجموعات كبيرة من الأفراد يشعرون بالوحدة و التكاتف و المصير المشترك
4. مبدأ التقديس
يعتقد الصوفي بأنه شخص مقدس ـ قريب من الله ـ و بعيد عن الدينا ـ كما تعمل الأذكار التي يرددونها على زيادة هذا المشاعر ثم تنتقل هذا القدسية إلى زعيم وقائد الصوفية ( الشيخ ) فهو شخص مقدس كلمته نافذة و أقواله حق .
عموماً عند الحديث عن الصوفية ينبغي تدارك أن الحياة تقوم على المتناقضان و التنوع وإختلاف و من هذا الإختلاف تنشئ إفرازات الواقع و طبيعة الإنسانية

مفهوم السياسة في فكر الصوفية
أن من المسلمات البديهية التي إتفق المسلمون عليها في إطار علاقة الإسلام كدين و السياسة كعلم وسلوك هو أن هنالك علاقة قوية بين الإسلام و السياسة فالمسلم سياسي بطبعه لإنه مكلف بعمارة الأرض و الإستخلاف فيها وهذا لا يتأتي إلا عن طريق ساس يسوس سياسة
.
أولاً : مفهوم السياسة في الفكر الصوفي
يأخذ المفهوم العام للسياسة عند الصوفية بعدين أساسين هما موفق الصوفية من السياسة كعلم نظرى و موقفهم منها كسلوك عملي .
1. السياسة كعلم عند الصوفية :
يرى الصوفية بإن العلم نوعان علم نافع وأخر غير نافع و وفقاً لراى الصوفية فإن الشخص الذي يدرس العلوم السياسية فإنه يدرس علم غير نافع بل وذهب بعض الصوفية إلى تحريم قراءة السياسة .
2. السياسة كسلوك عملي
ينظر الصوفية إلى الحكام و السياسيين بنظرة سلبية إذ يرون بأنهم مجرد مقلدين للكفار او محبي للمناصب و المال و ترف الدنيا و الشخص الذي يتولى منصب سياسي من أحد ابناء او افراد الصوفية يعد بمثابة الردة وخلاصة موقف الصوفية من العمل السياسي يتمثل في أنهم لا يمارسون أي نشاط سياسي و يمنعون الأفراد كذلك من أي منصب .
ثانياً : التنشئة السياسية عند الصوفية
توصف التنشئة السياسية بإنها عملية تعليم الفرد الأشياء السياسية و تلقينه مفردات حقوقه و واجباته من خلال آليات التنشئة السياسية و و فقاً لهذا المفهوم فأن ( الطرق الصوفية ) تعد أحد آليات التنشئة السياسية إلا أنه يلاحظ أن هنالك مجموعة من الأسباب التي تجعل التصوف ـ كآلية للتنشئة ـ لا تؤدى دورها في خدمة المجتمع خصوصاً في الجانب السياسي أهم هذه الأسباب :
1. طبيعة العقل الصوفي
يبدو أن العقل الصوفي في جوهره عقل راديكالي يميل إلى مبادئ و أفكار غير واقعية تنافئ الطبيعة الإنسانية و تتعارض مع قضية الإستخلاف البشري من خلال المبدأ الذي يقوم على الزهد في أي شيء .
2. سوء مناهج وطرق التربية و التنشئة الصوفية
تقوم الصوفية على منهج النظر إلى الذات من منظور القصور المطلق و تصديق كل أراء و أقوال الشيخ أو رئيس الصوفية تصديق مطلق حيث ينشئ الفرد في كنف التصوف منذ الصغر وهو ( حافظ ) لأزكار و ترانيم لا يعرف معانيها و المشكلة الكبرى تكمن في أن الشيخ أو رئيس الصوفية نفسه هو شخص غير مؤهل فكرياً وعلمياً ويقابل ذلك عقل صوفي يصدق كل ما يقال و يؤيد كل مواقف الشيخ و الزعيم .
3. الإعتزال المجتمعي
تقوم الصوفية بإعتزال المجتمع فكرياً و إجتماعياً و جغرافياً لذلك تجد معظم مراكز الصوفية في الأطراف و الهامش مما يقلل من فائدتها وتفاعلها .
رابعاً : الصوفية و الفكر السياسي المعاصر
ثمة مجموعة من التحولات و التغيرات دفعت بالصوفية إلى الدخول في عالم السياسة وذلك كجزء من مواكبة التطور ومسايرة الواقع فأصبح للصوفية دور سياسي ومشاركة في الحكومات لكنه دور سياسي سلبي في غالبه فقد تميز بالتأييد المطلق أو المعارضة التامة وغالباً ما يكون تأييد الصوفية للنظام السياسي القائم و معارضتها للأحزاب الأخرى وأصبحت الطرق الصوفية أداة لدعم النظم السياسية القائم ومن خلالها أصبحت عائلات الشيوخ و رؤساء الطرق الصوفي في السلطة أما التابعين و الحيران و المريدين في مبدأ الزهد و قراءة الرواتب و الأزكار الدينية .
و من جانب أخر أدى تزايد عدد الصوفية في كثير من الدول الإسلامية إلى إستقطابهم من قبل الأحزاب و التيارات السياسية فهي فريسة يسهل إفتراسها و لقمة سريعة الهضم
ـــــــ
* أ . عمر يحي أحمد
جامعة الزعيم الأزهري كلية العلوم السياسية و الدراسات الإستراتيجية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح