الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المدن دمشق

عوني شبيطه

2015 / 6 / 11
الادب والفن



لم تَنهش لَحمِيَ نُيوبُ الذِئب
كما خُبِرتَ يا ابي
إني في جُبٍ ليسَ بعيداً عنكَ
العَتمةُ دامِسةٌ
والجوعُ يَقتُلُني
وقلبي يَتقافزُ خَوفاً مِن لَسعَةِ افعىً او عَقرب
لكني حَمداً للرب
حيٌ أُرزَق
يا أبي
لن أذهبَ مع قافِلةٍ قد تَحمِلُني الى ارضِ مصرَ
لانَ سِنينَ مِصرَ عِجافٌ عِجاف
لي رَهطٌ في "الفَسطاط" و "رَوضةِ فَقوس"
وفي "طيبةِ اسيوط "
خَيرُ الناسِ
لكّنَ والي مِصرَ رَفعَ فوقَ الفَسطاطَ راياتَ المُنتَصرينَ
على دَمَ اطفالٍ من عُمرِ الزَهرِ في "بحر البقر"
وما فتِئَ وإياهُم يُحاصِرُ غَزةَ
لا حَبةَ قَمحٍ لا جُرعَةَ مَاءٍ او بَعضَ دَواء
حِصارٌ حِصارٌ حصار
وحصارُ ذوي القُربَى قاتِل
البَحرُ مُوصَدُ
والريحُ مَكسورُ الجَناحِ اسيرُ
وبابُ السَماءِ مُوصَدةٌ دونَ كَلامٍ جَميلٍ
كانَ يُخَففُ بعضَ مُصابِ الثَواكل
يا ابي
جِراحُ الغَزيين تَسيلُ كترعِ النيل
والمعبرُ مُغلق
"من أجْلِ الأمنِ القَومي"
يقولُ والي مِصر المُطلَق
يا ابي
ولَن امضِيَ ابداً نَحوَ الشَرق
مع قافلةٍ في رِحلةِ صَيفٍ او شِتاء
الصَحراءُ سَرابٌ، مَوتٌ، قَهرٌ وجَفاء
لا مُدناً في الصَحراء
أبراجُ الاسمَنتِ فوقَ الرَملِ لَيست مُدناً
(قد تُشرى من أرضِ الرُومِ
أعمدةُ رُخامٍ وِحجارَه
لكن لن تُصنَعَ مِنها مدنٌ وحَضَاره)
المُدنُ روحُ اللهِ
وإبداعُ البَشر
دقاتُ قلوبِ المُحبِينَ
عِناقٌ في مَقعدٍ خَلفي في دارِ السِنما
وتِلميذَة تُدَلِكُ نَهدَيها باغنِيةٍ وَتُلوحُ للقَمر
المُدنُ لَها وُضوحُ شَمسِها
تَصقِلُ نَشيدَها مَهما كان ضِبابيَ المِجازِ بِنفسِها
المُدنُ كأسٌ لا تَنتهي
وَدهشةٌ لا تَنام
المُدُنُ وَهمُ الشُعَراءِ
وَغِيُ الاتبَاع
المُدنُ صَلاُة المُؤمِنين
وأَدعِيَةُ الشَحاذين امامَ بيوتِ الله
صَخبُ الاطفالِ في مَدارسِهم
أحلامُ الناسِ البُسَطاء
دَويُ البَسطات
عُمالُ المَصانعِ
وبائِعةُ البَقدونِس في طَرفِ الشَارِع
المُدنُ أريجُ الوَردِ والياسَمين
ورائِحةُ البَنزين
المُدنُ دُموعٌ وَفَرح
هَديلُ حَمامٍ وقَوسُ قُزح
المُدنُ عِشق
المُدنُ دِمَشق
المُدنُ دِمَشق
يا أبي
الأعرابُ تَكرهُ المُدنَ
تَطعنُ بِكلِ خَناجِرها المَسمومَةِ
وتَفجرُ كُلَ الأحقادِ الكامِنةِ في عَطشِ الصَحراء
في قَلبِ دِمَشق
يا أبي
سانتَظرُ في غَيهَبِ الجبِ
القادِمينَ من الشَمال
من شَمالِي الشَمالِ
الى الجَنوبِ
الى جَنوبِي الجَنوب
فَقد نُبِئتُ
أنَ في ضاحِيةٍ مِن بَيروتَ
نَفراً من بَيتِ ابي طالِب
طَهَرَ لُبنان
من اثر الغاصِبِ والطُغيان
ويَعدُ العُدةَ كي يَكنسَ ذاتَ الاثر من مَسرى رَسولِ اللهِ
وَينتصرُ ليافا ولبئرِ السَبعِ وما بعدَ بعدَ بئرِ السَبع
سَاخرجُ آنئذٍ من عَتمِ الجُبِ واعانِقُهم
وسياتيكَ قَميصي يا أبتي
وستنعمُ بالنورِ
وتَشهدُ
أنَ حَفيدَ نَبيٍ لا يقدرُ إلا أن
يُشهِرَ من أجلِ الحَقِ سَيفاً رافقَ في الحَقِ عَلِيا
وَينتصرَ ويُجيرَ نَبِيا
ويجيرَ نبيا
يا ابتي
اقصِص سِري على إخوتي
وآتي بهم كَي نسيرَ الطريقَ سَويا
الى ضِاحيةٍ تحبُ الحُسينَ
الى ضاحيةِ الضَواحي
عسى يتعلم الاخوانُ درساً في العَطاءِ
وفي البَلاءِ وفي الإباءِ وفي الفداءِ
وفي الكفاحِ
يا ابي
آتي بهم كي نلقي على أهلِها الخَيِرينَ جَميلَ السَلامِ
ونبوسُ جَبينَ سيدِها
ونَمضي الى المُدنِ المُدن
نَمضي الى دِمشق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال