الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المجرم الضحية
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
2015 / 6 / 11
حقوق مثليي الجنس
![](https://ahewar.net/Upload/user/images/9b5178e0-3077-454f-a4af-40d6a8dba1f5.jpg)
وفق التقسيم المُتعارف عليه لعمليات العُنف في المجتمع ، فقد تكون واحدا من إثنين ،إما أن تكون مجرما أو تكون ضحية ، أما أن تكون الإثنين معا ، فهذه وحقك معجزة في زمن توارت فيه المعجزات .
" رغم معرفته بالكاميرات التي كانت تصوره في كل عملية شاذة بينه وبين المجرم الضحية" ..!! هكذا صورّت صحيفة طرفي المعادلة العُنفية ، في خبرٍ نشرتهُ عن إلقاء القبض على شخصين ، أحدُهما بالغ والثاني قاصر .. "يُقيمان "علاقة جنسية ..؟!! لكن الحقيقة هي بأن البالغ يعتدي جنسيا على القاصر وما حصل بينهما ليس علاقة جنسية من أي نوع ، بل ما حصل هو اعتداء جنسي .
والصحافة تُعبّر وتنطقُ بإسم ثقافة مُجتمعية سائدة ، ولا تأتي من فراغ ... فهذه الثقافة والعقلية تعتبرُ ضحية الإعتداء الجنسي مجرما ، مثله مثل المعتدي المُغتصب .. وذلك فقط ،لأن الضحية لم تتمكن من الدفاع عن نفسها ..فتحولت بقدرة ثقافة متخلفة الى "المجرم الضحية " ، ووفق هذه المُعادلة يوجد مجرم معتدي ومجرم ضحية ، كلاهما مجرمان ويستحقان العقاب ..!!
فهل هذا هو الحال ، مع الضحايا التي ألقتْ بهم داعش من بناء شاهق ؟؟!! هل كان هؤلاء مجرمون معتدون ومجرمون ضحايا ؟؟!! وإذا كان عقاب المجرم والضحية متساويا ، فهذا يعني عدم وجود ضحايا في معادلة الإعتداءات الجنسية ؟؟
وتبعا لذلك نستطيع الإستنتاج بأن "تحميل الضحية " مسؤولية تعرضها للإعتداء ، هو في حقيقة الحال صك براءة للمعتدي ..!! وهذا ليس بمستغرب على ثقافة الصحراء .. فأنتَ في الصحراء "معتدٍ محتمل وضحية سانحة أيضا " ، فأنتَ هذا وذاك ، قد تسلبُ وقد تُسلب ، قد تقتل وقد تُقتل ، قد تغتصبُ وقد تُغتصب ..!! فأنتَ وأنتِ هذا وذاك ، مزيجٌ من الضدين ..
وبما أن المعجزات في القرن الحادي والعشرين هي من نصيب العرب والمسلمين بشكل حصري ، فمعجزة المجرم – الضحية أو الضحية – المجرم في ذات الشخص منتشرة كثيرا جدا في اوساط العرب والمسلمين. فالرجل العربي "الارهابي " في بيته مثلا ، هو حمل وديع وجرو ذليل عند مديره في العمل وامام ضابط الشرطة ، وفي مواجهة السلطة بشكل عام . فمن جهة هو معتدٍ في بيته وضحية خارجه .. وقس على ذلك .
وقبل أيام وفي القاهرة ، تعرض رجل للإعتداء الجسدي ، تم اثره نقله الى المستشفى ، لأنه "يشبه " النساء فقط ، فظن هؤلاء الرعاع بأنه مِثلي أو مُخنث ..!! ولنفترض بأنه مثلي ، فليس من حق احد أن يعتدي عليه ..
ورغم ان المظهر لا يدل كثيرا على نوعية الميول الجنسية للفرد ، فمن حق كل فرد أن تكون ميوله الجنسية منسجمة مع سلوكه الجنسي ، وليس من حق أحد ، كائنا من كان أن يعتدي على انسان لمجرد ان لهذا الانسان ميول جنسية مختلفة ومخالفة ..
ومن المآسي التي يُعاني منها مجتمعنا ، هي معاقبة الضحية وتبرئة المعتدي ، في معادلة الاعتداءات الجنسية ، من طرف واحد . أما من الطرف الثاني ، فهذه "الثقافة " المجتمعية العربية "تُعاقبُ " شريكي علاقة جنسية مِثلية تمت برغبة متبادلة واتفاق الطرفين ...
فالمعتدي وفق هذه الثقافة ، هو على حق دائما ، والضحايا مذنبون .. غالبا ..!!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الزميل انيس عموري من الفيسبوك
قاسم حسن محاجنة
(
2015 / 6 / 12 - 05:39
)
صباح الخير
اتفق معك في تشخيصك .
والإسلام السياسي الوهابي بامواله الطائلة ، جعلَ الوغدنة (من وغد ) أسلوب حياة !!!
فالحثالات من الاوغاد ،هي التي تتصدر المشهد.
لك مودتي
.. الأونروا تقول إن خان يونس أصبحت مدينة أشباح وإن سكانها لا يج
![](https://i4.ytimg.com/vi/hQE7zQYxhtk/default.jpg)
.. شبح المجاعة في غزة
![](https://i4.ytimg.com/vi/YNWtZYtm8yQ/default.jpg)
.. تشييد مراكز احتجاز المهاجرين في ألبانيا على وشك الانتهاء كجز
![](https://i4.ytimg.com/vi/3T-dABpBoVk/default.jpg)
.. الأونروا: أكثر من 625 ألف طفل في غزة حرموا من التعليم بسبب ا
![](https://i4.ytimg.com/vi/S0xUQamsLiI/default.jpg)
.. حملة اعتقالات إسرائيلية خلال اقتحام بلدة برقة شمال غربي نابل
![](https://i4.ytimg.com/vi/ZycYGDorey4/default.jpg)