الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كنتْ

جهاد علاونه

2015 / 6 / 11
سيرة ذاتية


ماذا سيحدث لي حين تنكسرُ أصابع يدي؟ ماذا سيحدث لي حين يتلون وجهي بلون الطين؟ ماذا أقول لأحفادي حين تتوقف أصابع عن الكتابة وعيوني عن القراءة؟ كيف سيغدو منظري حين تتغير الشوارع والمدن والأزقة, لقد انكسر الناي بين أصابع يدي, ولم تعد الناس تطرب لصوتي كما كانت تطربُ في السابق, لم تعد قصائدي تغري الفاتنان بارتدائها, لم تعد الأمواج ترتطم بقاربي وتكسرت كل مجاديفي وها أنا أعرج في البحر بلا مجداف لكي أصل إلى الشاطئ بأمان, لم يعد الليل يخاف من قلمي ولم يعد النهار ينفجر من صوتي وشكواي, لم تعد الحياة كسابق عهدها, كانت قصائدي تُطرب الغادي والرائح وكان المطربون يغنون من ألحاني واليوم لم تعد ألحاني تُطربَ الناس, لم تعد الصبايا تقف خجلى وحبلى من كلماتي, كانت كلماتي تحملُ منها النساء وكان عطري يفوح من بين الياسمين الأموي, ولم تعد المرايا تخجل من إطلالة وجهي فيها, لم يعد المكان مستوحشا ومتوحشا ومشتاقا للجلوس معي, ولم يعد الديك الذي في حارتنا يستيقظ على صوت خطواتي, لم تعد البنات في المدارس كسابق عهدهن يخبئن قصائدي في ضفائرهن, لم تعد الأشياء هي الأشياء ولم تعد المسافات هي المسافات, كانت الرائحة أقوى بكثير من هذه الرائحة وكانت الشمس تلتف حولي وتلاحق ظلي وكان القمر يرجوني أن أغيب لكي يطلع هو, كنت قد أتعبتُ من ورائي جميع الفرسان وكنت قد نشرت رائحتي في كل مكان أذهب إليه فكانت الناس تعرفني من لوني ومن رائحتي.

كانت المسافات الطويلة تقصرُ كثيرا حين أمد قدمي وكان موج البحر يتقدم مني كلما مددت له ساعدي, لم يعد أحد يرغب بساعدي ولم تعد الرياح تتوقف عند حدود شفتي, لم يعد نهر الأردن حزينا جدا كلما لامس أصابع يدي, كان البحر الميت ينهض من بين الأموات إذا سمع بأسمي, وكانت مرتفعات عجلون في الأردن تسجد عند أصابع قدمي كلما مررت بها, كانت الدنيا كلها مجنونة بي ومنتي, كانت السماء تزداد صفاء كلما نظرتُ بها وكانت القوانين تتبدل وتتغير كلما شعرتْ برغبتي بالتغيير, كنتُ أحنو على الريح بيدي ولم أحنِ لها ظهري, كانت النجوم تشع أكثر كلما مرت من بين حروفي, كانت أشعة الشمس أكثر سطوعا وكنت أنا متوهجا أكثر منها.
كنتْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كان فعل ماض ناقص
عبد الله اغونان ( 2015 / 6 / 11 - 19:37 )

ومتى كنت كماتصف ؟ماذاسيحل بالعالم لومت غدا؟
لن تبكي عليك السماء ولاالأرض
واحد مضى وفي نفس اليوم سيأتي ملايين ثم يمضون
نسأل الله حسن الختام


2 - موضوع جميل شبهته بفخر المتنبي واعتزازه
مروان سعيد ( 2015 / 6 / 13 - 10:26 )
تحية للاستاذ جهاد علاونة وللجميع
كلامك رائع وكانه قصيدة للمتنبي
ولكن على مهلك لساعتك شباب وتقول لي كان واصبحت
وهذه القصيدة للمتنبي
أنا الـذي نظـَرَ الأعمى إلى أدبــي ... وأسْمَعَـتْ كلماتـي مَـنْ بـه صَمَـمُ
أَنـامُ مـلءَ جفونـي عَـنْ شوارِدِهـا ... ويسهـرُ الخلـقُ جَرّاهـا وَيَخْـتصِـمُ
وجاهِـلٍ مَـدَّهُ فـي جَهْلِـهِ ضَحِكـي ... حتـى أتـتـهُ يَـدٌ فَرّاسـةٌ وَفـَــمُ
إذا نظـرتَ نيـوب اللـّيـثِ بـارزةً ... فـلا تظـنَنَ أَنَّ اللـّيـثَ يبْتسـِــمُ
ومُهْجَـةٍ مُهْجتـي مِـنْ هَـمِّ صاحِبها ... أَدْرَكتهـا بجَـوادٍ ظَهْـرُهُ حَـــرَمُ
رجـلاهُ فـي الركضِ رجلٌ واليدانِ يدٌ ... وفعلُـهُ ماتريـدُ الكَـفُّ والقـَــدَمُ
ومُرْهَـفٍ سِـرْتُ بيـن الجَحْفليْـنِ بِهِ ... حتـى ضَرَبْـتُ وَمَـوْجُ المَوْتِ يلتطِمِ
فالخيـلُ و الليـلُ و البيـداءُ تعـرفني ... والسيـفُ والرمـحُ والقرطاسُ و القلمُ
صَحِبْـتُ في الفَلَواتِ الوَحْـشَ مُنفرداً ... حتـى تعَجَـبَ مِنـِّي القـورُ والأَكَـمُ
يا مَـنْ يَعِـزُّ علينـا أَنْ نفارِقَهـُـمْ ... و جْداننـا كـُلَّ شـيءٍ بعدكـُمْ عَـدَمُ
ومودتي للجميع

اخر الافلام

.. بايدن يسعى لتخطي صعوبات حملته الانتخابية بعد أدائه -الكارثي-


.. أوربان يجري محادثات مع بوتين بموسكو ندد بها واحتج عليها الات




.. القناةُ الثانيةَ عشْرةَ الإسرائيلية: أحد ضباط الوحدة 8200 أر


.. تعديلات حماس لتحريك المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي عبر الوسط




.. عبارات على جدران مركز ثقافي بريطاني في تونس تندد بالحرب الإس