الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأقتصاد الأخضر والبلاد العربية (1)

طاهر مسلم البكاء

2015 / 6 / 12
الادارة و الاقتصاد


يتجه العالم اليوم الى الكتل الكبيرة ،واحدى خاصيات العولمة تتمثل في حقيقة أنه لاتوجد دولة ،ولو كانت كبيرة قادرة بمفردها على تحقيق الأهداف الكبيرة .. لتحقيق نجاحات كبيرة في العالم يلزم شركاء كبار و أقوياء ، وأجتماعا ًعلى مستوى دول العرب يحمل ايجابيات واضحة حتى وان مثل جانب اقتصادي فقط .
فإذا كان من الصعب على العرب التوافق سياسيا ً فيمكن للأقتصاد بتحدياته الراهنة ان يجمعهم ، ومعروف ان الأقتصاد لايقل عن الجانب السياسي أهمية، إذ رغم ان السياسة هي التي ترسم الأقتصاد ولكن لا إستقلال سياسي بدون استقلال اقتصادي ،ونحن في العراق نعيش هذا التحدي بأكبر صوَرِه ِ حيث يتم استيراد كل شئ من الخارج والى مستوى السلة الغذائية اليومية !
لكل ذلك تصبح المشاركة في اي التقاء عربي هو ضرورة كون الفائدة المتوخاة تعم الجميع ،ان بلداننا العربية وفق أحدث الأحصاءات تعاني من البطالة والكساد وغياب التخطيط الجدي والتنفيذ والرقابة ،وهذه آفات تجلب آفات اشد خطورة مثل الفقر والجهل والتي هي الأخرى تأخذ بشبابنا الى أعتاب الجريمة والأرهاب والتخريب والخروج على المجتمع .
التدهور في البيئة يهدد الأنتاج الأقتصادي :
في استنتاجات للمعهد الدولي للدراسات العمالية : ان الأنبعاثات الكثيفة للغازات في الغلاف الجوي من شأنها ان تقلل مستويات الأنتاج بنسب كبيرة ،حيث ان مستويات الأنتاج من المتوقع ان تنخفض عام 2030 بنسبة 2,4 ، وفي العام 2050 بنسبة 7,2 . كما لوحظ ان الظواهر المناخية الشديدة تؤدي الى خسائر مباشرة في الوظائف والمداخيل ،ففي نيوأورلينز في الولايات المتحدة تسبب الأعصار كاترينا بفقدان 40000 وظيفة عام 2005 ،وفي بنغلاديش تسبب الأعصار سدر بالحاق الضرر ب 567000 وظيفة ،ومن المتوقع ان يؤدي التغيير الكبير في المناخ الى الى خسارة دائمة في الأستهلاك العالمي للفرد الواحد بنسبة 14 % عام 2050 وهذا يؤدي الى تأثر مستويات المعيشة بنسبة كبيرة .
التحديات البيئية والتحديات الأجتماعية :
ان التحديات الأجتماعية التي تبقى بدون علاج مثل البطالة (وخاصة في صفوف الشباب )، والتعليم والصحة والصرف الصحي والبنية التحتية ،تجعل من عملية السيطرة على التحديات البيئية في غاية الصعوبة .
ان الأفتقار الى الحماية الأجتماعية يقلل المقاومة للهزات الأقتصادية والبيئية ،لذا فأن التآزر والتصدي يؤدي الى نتائج ايجابية لصالح التنمية ،وكمثال : فأن الأستثمار في البنية التحتية لأدارة المياه ،وفي الحماية الأجتماعية في الريف من شأنه أن يولد فرص العمل ويستصلح الأراضي
ومجمعات مياه الأمطار ،ومن شأن ذلك ان يزيد المداخيل ويزيد الأنتاج الزراعي ويحسن المقاومة ضد التغييرات المناخية .
الأقتصاد الأخضر :
هو الأقتصاد الذى ليس له أية مخلفات أو آثار ضاره بالبيئة أو على الأقل لا يضيف أية أعباء على البيئة أو يزيد درجة تلوثها وتدهورها .
و مفهوم التنمية المستدامة هو من المفاهيم الحديثة والتي برزت بسرعة بسبب الأنتباه الى الحاجة الشديدة لها فلقد ظهر هذا التعريف أول ما ظهر في مؤتمر ستوكهولم عن البيئة الإنسانية والذي أسس أيضاً برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وفي مؤتمر ريو بالأرجنتين عام 1992، والذي ركز على فكرة التنمية والبيئة ، فلقد حدد تصريح ريو الذي صدر عن المؤتمر حقوق والتزامات الدول في سعيها نحو التنمية المستدامة والتضامن الدولي، ولكن الإنجاز الأكبر في هذا السياق قد برز مع تبني الأمم المتحدة لأهداف محاربة الفقر والترويج للتنمية المستدامة.
ولقد تم وضع العديد من التعاريف لمفهوم التنمية المستدامة، ولكن التعريف الأكثر اتفاقاً عليه بين جمهرة الباحثين هو "التنمية التي تقابل احتياجات الجيل الحالي دون التضحية بقدرة الأجيال القادمة لمقابلة احتياجاتها"،وتبنى على :
البعد الاقتصادي الذي يعتمد بالأساس علي محاربة الفقر.
والبعد الاجتماعي الذي يشمل المشاركة الفعالة للمرأة، وتحسين التعليم، والحوكمة الجيدة.
والبعد البيئي والذي يركز على منع التدهور البيئي .
ويبرز الجانب الاقتصادي فى البيئة كموارد طبيعية مثل الماء والتربة والهواء وما تحتوى عليه البيئة داخل جوف الأرض من مياه جوفية ومعادن وهذه كلها تعد كما يقولون فى علم الاقتصاد القاعدة لتحقيق التنميةالاقتصادية،وتشمل الموارد البيئية البحار والمحيطات والبراري والغابات ومافيهما من كائنات حية .
الاستخدام الجائر لموارد البيئة الطبيعية :
أدى الأستخدام الجائر للموارد الطبيعية الى تدهور المنظومة البيئية ، وهو ما ترتب عليه العديد من التداعيات على الأمد الطويل تركزت كلها فى تلك الظاهرة التى يعانى منها ألان وهى تغير المناخ وارتفاع درجات حرارة الأرض عما كانت علية منذ بدء الحياة .
هناك أيضاً تلك الاستخدامات والافراط الجائر لأنواع الوقود الاحفوري ( كالفحم والبترول ) التى تعد المسؤول الأول عن زيادة ظاهرة الدفء الحراري لأنها تزيد من الغازات الضارة التى يعد غاز ثانى أكسيد الكربون وأول اكسيد الكربون هما السائدان فيهما ولاسيما من خلال ما تبثه وسائل النقل من عوادم فى الهواء كما أن منظومة الآلات والمعدات فى المصانع والقطاع الصناعي كلها مازالت تعمل بالوقود الاحفوري (البترول) كما أن دول العالم الثالث التى ما زال المستوى التكنولوجي لديها متدنى عن غيرها من الدول الصناعية المتقدمة مما يزيد من معدل التلوث لديها والمزيد من التدهور البيئي فيها مما يترتب عليه إنتشار العديد من الأمراض والأوبئة المزمنة والطارئة على العالم .(يتبع )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعمير-تامر بولس رئيس قطاع المبيعات بشركة كورنر ستون وحديث حو


.. تعمير - على هامش فعاليات معرض عقارات النيل.. لقاء مع د. أحمد




.. تعمير - د. باسم كليلة يوضح فكرة عقارات النيل في نيوجيرسي


.. تعمير - إزاي تم التسويق لمعرض عقارات النيل داخل امريكا؟.. د.




.. تعمير - لقاء مع د. باسم كليلة رئيس مجلس إدارة شركة اكسبو ومن