الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هنا نبدأ

عبد جاسم الساعدي

2015 / 6 / 13
حقوق الانسان


من هنا نبدأ ...من مراكز الشرطة المحلية
العراق اليوم بحاجة إلى قيادات مدنية وأمنية وعسكرية واجتماعية ,تعتمد على التنسيق والحوار واستراتيجيات العمل المشترك , للاشتغال الحازم لتفكيك عناصر الأزمات المحلية ومنها بالتأكيد الدخول إلى صلب العمق الاجتماعي في المعاملات والاتصالات ومراجعات المواطنين لمراكز الشرطة في بغداد والمحافظات ,لقد شاءت الظروف والدعاوى الكيدية والافتراءات والقسم بالقران زورا, إن اطلع عن كثب على العلاقات غير المتوازنة بين المواطنين والغالبية العظمى في مراتب الشرطة المحلية على الرغم من وجود أفراد استخبارات وامن ومكاتب شؤون المواطنين في مراكز الشرطة نفسها.
تعتري المواطن الكآبة والقلق إذا ما فرضت عليه المراجعة بخاصة عند الاستدعاء والاستقدام أو تقديم شكوى وما إلى ذلك.
بدأت مراجعاتي إلى مراكز الشرطة بصحبة أحد الأصدقاء لتثبيت مكان منظمته في مقر جمعية الثقافة للجميع , فكانت فرصة نادرة ,استمع برهافة حس لا مثيل له لأكثر من ساعة انتظار , أساليب حوارهم ولغتهم والعلاقات بين أفراد الشرطة ,يخرج الحال تماما عن الثقافة المجتمعية وثقافة الانتماء والمواطنة وبناء الثقة وحقوق الإنسان...
استقبلنا ضابط المركز بارتياح مما شجعني لأقدم له اقتراحا مباشرا ,بإمكان تنظيم حملة تثقيفية وتوعية بحسب برنامج عن العلاقة بين الشرطة المحلية والمواطنين .ضحك الضابط وأبدى استغرابه للاقتراح كان الحال غير قابل للإصلاح والتغيير ,قدمت له في اليوم التالي كتاب انجازات جمعية الثقافة للجميع مع الشرطة المحلية في الزعفرانية والبياع وابودشير وأحياء 9 نيسان وانجازات ثقافية أخرى وتأهيل الشباب ودورات محو الأمية التي بلغنا فيها باعتزاز تقديم الفائدة المباشرة لأكثر من نصف مليون مواطن.
مراكز الشرطة العراقية بحاجة ملحة إلى استراتيجيات ثقافية بالتعاون مع وزارة التربية لمعالجة تفشي الأمية ووزارة الثقافة وحقوق الإنسان ووزارة الشباب والرياضة ووزارة المرأة والتنسيق مع المنظمات الثقافية المحلية...
ويبدو إن التعاون مع الشرطة المجتمعية ومكاتب المفتش العام ووزارة الداخلية بما لديها من خبراء ومحللين وأكاديميين تعد الخطوة الأولى للانتقال إلى شرطة وطنية مشبعة بالانتماء وثقافة حقوق المواطن والإنسان من دون استعلاء واستقواء وفساد مالي لا يطاق,
يعطيك السلوك العام للشرطة في مراكزهم حجم التراكمات الثقيلة لعقود طويلة من دون التفكير بوضع خطط واستراتيجيات لزحزحة ذلك السلوك الذي ينم عن الشعور بالتفوق على الآخر والتحكم به وتقييد حريته ,ويؤشر لا على "المدنية" والسلوك الثقافي وبناء الثقة بل يسهم ذلك كله في تزايد غضب المواطن وقلقه وعدم سروره أبدا بزيارة مراكز الشرطة , ومنهم "المحامون" أيضا الذين يرفعون أجور محاماتهم إلى الضعف تحسبا لما يفترض أن يقدموه هنا وهناك...
لا ينظر إلى مراكز الشرطة في العلاقات الخارجية فحسب بل إلى "المواقف" المكتظة عادة بالموقوفين وعدم توافر الشروط الصحية والغذائية , وانعدام دور تلك المنظمات الحقوقية والإنسانية والوطنية وعدم وجود فسحة أو فضاء للحركة كما كان سائدا من قبل .
المواطنة الحقيقية تبدأ من الاعتراف بحق المواطن وتطبيق مبادئ الدستور وحقوق الإنسان ورفع كل أشكال القهر ولا يضم الذي لحق بالمواطن ,وتلك المبادئ الأولية في بناء الإنسان والثقة ومواجهة عناصر الإرهاب والعنف والخراب وعصابات "داعش" الوحشية.
وان انس فلا يمكن أن انسى ذلك الشاب الذي يبلغ الثالثة والعشرين من عمره وقد طاف في مراكز الشرطة في بغداد وعدد من المحافظات لوجود "تشابه" في الاسم مع الفارق الكبير بين عمره وعمر " المطلوب" للقضاء, شاب أمي لا يحسن القراءة والكتابة ولكنه يتحدث باسلوب الكبار يسألني غاضبا "هل تعتقدون كل هذا الذي أعاني منه في المعتقلات وأنا برئ أن انضم يوما ما إلى قتال داعش الإرهابية ؟ لا لا أبدا..
وزارة الداخلية ووزارة العدل وحقوق الإنسان والأمانة العامة لمجلس الوزراء مدعوون حقا لإنصاف "الموقوفين" ورفع كل أشكال "الغبن" والتجاوز عليهم , وتعويضهم والعمل لتحريرهم من قانون العفو العام هؤلاء الذين لا يشكلون أي خطر على العراق.
لنبدأ من هنا من تلك الحشود في مراكز الشرطة وإعادة ترتيب الأولويات في الثقافة والتدريب ومحو الأمية ونشر ثقافة حقوق المواطنة والإنسان ومكافحة الفساد بكل إشكاله الذي أصبح وصمة عار مخلة بتاريخ العراق وتقدمه ومواجهة التحديات الإرهابية والنظر بإصدار قانون العفو العام...




د.عبد جاسم الساعدي
رئيس جمعية الثقافة للجميع
13 حزيران 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار