الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معرض (12+1) محطة نوعية للفن التشكيلي العراقي

محمد الكحط

2015 / 6 / 13
الادب والفن



معرض (12+1) محطة نوعية للفن التشكيلي العراقي




محمد الكحط – بغداد-

شدني عنوان المعرض (12+1)، وأثار فضولي، فكنت من الحاضرين، هنا في جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، هذه الجمعية التي تأسست سنة 1956، والتي أحتضنت صالتها الكبرى معرضا نوعيا للفن التشكيلي، ضم أعمال ثلاثة عشر فنانا وفنانة، لكل منهم عمل واحد، ورغم سعة حجم الصالة وحرارة الجو التي تجاوزت الـ 47 درجة مئوية، ورغم الظروف الأمنية الصعبة في بغداد، إلا أن الصالة إزدحمت بالحضور النوعي أيضاً، من فنانين ونقاد ومحبي ومتذوقي الفن التشكيلي.

كان ذلك يوم السبت السادس من حزيران، والمعرض يستمر لمدة أسبوع، أمتاز بحجم ونوعية الأعمال المعروضة، وتباينت الأساليب الفنية بين التجريدية والتعبيرية والتركيبية وعمل نحتي واحد وغيرها، يمكن القول أنها تصلح جميعها لتكون جداريات تزين شوارع بغداد ومعارضها ومؤسساتها الفنية.
تتناول الأعمال معاناة شعبنا العراقي وهموم المواطن وإرهاصات الوطن والوجع الإنساني، فكانت لوحة (بغداد حبيبتي) وهي بطول سبعة أمتار ونصف، للفنان محمد مسير تمثل تعبيرا صادقا عن الحلم بأن تنهض بغداد من الرماد وتعود تزهو وفضائاتها الرحبة للانطلاق إلى عنان السماء، فها هي الأرجل الضخمة تعبر عن تلك الحقب التاريخية والحضارات التي مرت من هنا وما تمثله من قيم وإرث إنساني، أنها بغداد بل العراق كله.
وهكذا لوحة الفنان حسن ابراهيم (طارت نحو الأرض)، فهي الإنطلاقة من جديد والبعث من الرماد، فهنا ليس الخذلان بل الإنطلاق المتجدد بعد المعاناة. أما عمل الفنان عقيل خريف والذي استخدم خامات ومواد مختلفة في عمله، فيتناول موضوعة الجوع الذي عاناه العراقيون لعقودِ طويلة بسبب السياسات الطائشة للحكومات المتعاقبة ومازال الجوع مستمرا، ولم تكن موضوعة الشهداء غائبة عن المعرض فقد جسدتها عدة أعمال منها عمل الفنان رياض هاشم الذي جمع بين الفوتوغراف والتركيب، وتميزت لوحة سفر للفنان حارث مثنى الذي جسد بشخصه جزءا من العمل، محاولا الأندماج معه ليكون أكثر تعبيرا وتوصيلا للمتلقي، وتوسط القاعة رأس إنساني كبير توجهت له قطعة سلاح من الأعلى وتناثر الرصاص حوله، وهي محاولة لرفض الحروب والقتال للفنان رضا فرحان، ولم يكن عمل الفنانة نادية فليح (حدائق الرماد) بعيدا عن ما يعانيه العراقيون، وهكذا كانت لوحة محمد الكناني، وعمل هادي ماهود ، و لوحة الفنانة ضحى الكاتب (نشيج الظلال)، ولوحة الفنان زياد غازي، ولوحة وضاح مهدي، وكذلك جدارية حليم قاسم (سقوط مدينة الملك).

المعرض بحق يمثل صورة جميلة زاهية عن قوة الإبداع العراقي ومهارة الفنانين العراقيين في عكس هموم بلدهم وشعبهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر