الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النازحون 3

ابراهيم الحريري

2015 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


النازحون... ( 3 )
لماذا تسييس قضية النازحين ؟
يتساءل البعض , بمن في ذلك بعض النازحين قسرا , فهم يعانون من المشاكل بما فيه الكفاية و يزيد , فلماذا نضيف لهم و اليها ؟
لأنها بالفعل قضية سياسية من حيث الأسباب , و من حيث النتائج , و قد جرى شرح ذلك , ربما باستفاضة . ينبغي مساعدة النازحين على ادراك هذا الجانب من قضيتهم و هذا لا يعني- اغفال الجوانب الأنسانية - با لأحرى اللاانسانية – في وضعهم الراهن . و لا يعني هذا , بالضرورة , ان يهتم سائر العاملين من اجل مساعدة النازحين , فرادى و جماعات و منظمات , بهذا الجانب , الدعاوي , اذا صحت التسمية , فهو مهمة الطلائع الواعية بالأساس .
و ترد على الخاطر , بعض الأمثلة : فعندما عاد الجنود الروس عام 1917 من الجبهة حفاة , ممزقي الثياب , مهزومين , جياعا , انتشر بينهم الدعاة البلاشفة , و كانوا وهم يقدمون لهم الخبز و الحساء و الملابس , يبذلون جهدهم ليشرحوا لهم , كيف تواطأ كبار الجنرالات الروس , المقربين من العائلة القيصرية , مع الجنرالات الألمان الخ... مما لا مجال في هذه العجالة للأفاضة فيه . و قد ساعد هذا النشاط في تحويل كتلة كبيرة من الجنود المهزومين , و قد وعوا مأساتهم , على التحول الى قوة لها وزنها في تحقيق التغيير.
و يمكن ايراد مثل آخر من الواقع العراقي : فعنما تهدد بغداد شتاء عام 1964 الفيضان , تدافع الطلاب و العمال الشيوعيون و اصدقاؤهم الى جانب الجنود , لحماية بغداد من الغرق , و لم يقصروا في الربط بين الخطر الذي يتهدد بغداد بسبب اهمال الطبقة الحاكمة تحصين بغداد , و بين انغمارها في تنفيذ المشاريع المشبوهة لربط العراق بالأحلاف العسكرية الأستعمارية . و ترد على البال اغنية انتشرت بين العاملين من اجل انقاذ بغداد : " مشروع الجمالي ( فاضل الجمالي , رئيس الوزراء في ذلك الوقت , و كان يسعى الى ربط العراق بمشروع الدفاع عن الشرق الأوسط او بمشروع مشابه ) مشروع الجمالي / بالراديو حجالي / و يريد يربطنا بحرب ما أِلْها تالي " !
و هل يمكن اغفال ما كان للنشاط السياسي بين الجنود العائدين من الحرب على الكويت عام 991 , التي اشعلها حاكم مهووس احمق , فقادت البلاد الى كارثة دفع ثمنها الجنود و المراتب الذين جرى زجهم في هذه المحرقة , و البلاد باسرها , هل يمكن اغفال ما كان لهذا النشاط , الذي شاركت فيه قوى معارضة عديدة من دور في تحويل عمل فردي ( تمزيق صورة صدام حسين او تحطيم تمثاله ) الى انتفاضة عمت اكثر مدن العراق و اريافه كادت , تطيح بالنظام لولا ان سمحت الأدارة الأميركية و قوى اقليمية معروفة, للنظام بقمع الأنتفاضة باشد الأساليب و حشية, مقابل تنازلات قدمها النظام من سيادة العراق وحدوده ؟
سيجادل البعض : لكن الوضع هنا مختلف ! على الأخص في ألهدف و يمكن , ايضا . ايراد ما لا يحصى من الحجج من قبيل انتشار النازحين و تشتتهم و تعدد و لاءاتهم الخ ...
و هذا كله صحيح و يمكن ان نضيف الى ذالك ما هو اكثر ايلاما , انهاكهم بمشاكل الحياة اليومية و...فقدان الأمل او يكاد .
لكن ثمة , رغم كل الأِختلافات , ثمة هدف واحد يجمعهم :
العودة ! و خلال ذلك , التخفيف من معاناتهم و تحسين ظروف حياتهم .
فهل ثمة دور للنازحين في ذلك ؟
هذا ما ستحاول مداخلة قادمة ان تجيب عنه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران