الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا سوريا أولاً..؟3

خليل صارم

2005 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


مما يبعث على الأسى والأسف أننا لم ولن نتقن في المستقبل القريب ثقافة الحوار وقبول الرأي الآخر على مايبدو . اذ يكفي أن تختلف مع أحدهم في الرأي حتى تواجه بشتى الشتائم والردح المثير للسخرية والأسف بآن واحد وبكافة أنواع الاتهامات التي تنفي عن الفكرة التي تطرحها أية صفة وطنية وتتهم هذه الفكرة بالشوفينية السمجة . هكذا تعودنا . إما التطابق التام أو الاختلاف في الرأي وبالتالي الخيانة والشتائم . أن ينتقدوك بشكل منطقي وعقلاني ويبينوا لك خطأ فكرتك ان كانت خاطئة بالأساس فهذا غير متداول , ومع ذلك يدعون الديمقراطية ويتصدرون مجالس الحرية .بل ويذهبون أبعد من ذلك عندما يزعمون بأن العلمانية قد تكون استبدادية ..؟؟!! كيف .؟ لانعرف ؟ وربما أكدوا فيما بعد أن الدكتاتوريات علمانية في الأساس..!!
المهم في الأمر هو العنوان : سوريا أولا ً . وما نقصده هو سوريا العلمانية الديمقراطية الليبرالية التي توفر العدالة والحرية لكافة ابنائها وتحقق رفاهيتهم وسعادتهم بعيدا ً عن أية طروحات متعصبة قوميا ً أو متشددة متخلفة دينيا ً ضماناً لحقوق جميع أبنائها بتنويعاتهم المختلفة ليخرجوا موحدين بالهوية الوطنية بحيث تصبح منيعة على أي فكر منحرف أو دعاوى تحريضية تؤلب المجتمع ضد بعضه البعض وبدون العلمانية حقيقة ً لامخرج , بل توجها ً نحو الاصطدام بالجدار بسرعة اللايزر . من هنا نؤكد أننا لسنا ضد القومية العربية بنفس المستوى الذي لانكون فيه ضد أية اثنية , كما أننا لسنا ضد أي دين , بنفس المستوى الذي نرفض فيه تسلط قومية ولو كانت تمثل الأكثرية العددية على أخرى أو دين على بقية أطياف المجتمع وليمارس كل شعائره ومعتقده بالشكل الذي يعجبه بعيداً عن فرض مايعتنقه على الآخرين . فهل هذا الرأي أو الطرح شوفيني انعزالي , أم أنه ديكتاتوري , أم أنه عداء للقومية العربية أو أية قومية أخرى ..؟؟؟؟؟؟ .
سوريا التي نريدها تدار بتنويعاتها السياسية لا بتنويعاتها القومية أو الطائفية وهذه هي خشبة الخلاص الوحيدة والخطوة الأساس في قوة البلد اقتصاديا ً سياسيا ً اجتماعياً , وهذه هي المرحلة الأساس التي تجعل من أبناء سوريا يتفانون في خدمة الوطن والمجتمع بكامله مع أنهم بطبيعتهم وتركيبتهم وطنيين بالفطرة وبشكل مميز . من هنا يصبح بالإمكان التوجه نحو الأشقاء بل أن كافة الأشقاء سيسعون باتجاه سوريا التي ستصبح بالتأكيد قبلة لهم يستظلون بها وهكذا نبدأ بخطوات التوحيد لأننا نملك القاعدة المناسبة , على الأقل وفق نموذج الوحدة الأوربية التي توصلت الى مرحلة متقدمة جداً على الرغم من تعدد اللغات والقوميات وحربين عالميتين أتت على الأخضر واليابس وحصدت عشرات الملايين من الضحايا , فهل هناك مايمنع الى الوصول لهكذا وحدة التي ترسخ حرية المواطن في الانتقال والإقامة والعمل الى جانب أوجه الحرية الأخرى
اذاً فليعذرنا العروبيون أو مدعي العروبة الذين يرون في كل مالايتطابق ورؤيتهم خيانة وانعزال وعمالة للسلطة , فهل يمكنهم أن يتقدموا بمثال حي واحد على صحة وجهة نظرهم ورؤاهم ؟؟.
إن كافة محاولات الوحدة والاتحاد السابقة فشلت فشلاً ذريعا َ ولم يتمكنوا من حمايتها أو تجسيدها الى واقع حقيقي مستمر وثابت , وعلى الرغم من استلامهم زمام السلطة في أكثر من بلد عربي , لم يتمكنوا حتى الآن بالخروج بمجتمع موحد في أي بلد حكموه , فكيف يمكنهم بعد ذلك توحيد هذا الركام المتناثر مابين
( المحيط البائر والخليج العاثر ) , ومع ذلك يريدون منا انتظار الحرية ريثما تتم لململة هذا الامتداد المتقطع المهشم بمجتمعاته المفككة التي تعصف بها شتى أشكال الصراعات الداخلية وعلاقات منافقة مليئة بالشك والتوجس والحذر وفساد
لوث الأرض والهواء والسماء والبحار ليخرج من كل ذلك مواطنين مهزومين مهزوزين محبطين يائسين على امتداد هذه الرقعة من خارطة هذا الكوكب . فأية حرية ننتظرها وفي أية حقبة مستقبلية قادمة , هذا مالم يقولوه لنا الا اذا كانت الغاية هي وحدة الفساد والنهب وتهريب ثروات الأوطان وحرية الولاة ملوك الطوائف .
اعذرونا وافسحوا المجال لنا دون اتهامات تعبر عن قصور وعي وتشوش رؤية أو محدودية في التفكير ناجمة عن ثقافة التعصب بأي شكل كان .
ولايعيبنا أو يخجلنا عندما يكون هناك جانب حضاري وطني واقعي ومنطقي وعقلاني في السلطة فإننا سنمد له اليد بكل رحابة صدر ونتعاون معه الى أبعد الحدود لإعادة صياغة سورية العلمانية الديمقراطية التي ستكون النموذج الذي يقتدي به كافة الأشقاء ويكون عونا ً لهم .
أيها السادة تعلموا قبول الآخر وتعلموا أدب وثقافة الحوار ولتطرح كافة الأفكار على مائدة الحوار دون أية خلفيات تثير الشك والاتهام وتقدمنا للعالم كمجتمعات حضارية تحترم إنسانيتها وإنسانية الغير وتقف بوجه العنصرية والشعوبية والتخلف وكافة الافكار الظلامية .
**************








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا بعد الانتخابات.. كيف تنظر إليها دول الجوار؟| المسا


.. انطلاق الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في إيران




.. فرنسا: الفن السريالي.. 100 عام من اللاوعي والإبداع • فرانس 2


.. إسرائيل ترسل وفدا لاستئناف المفاوضات مع حماس بشأن الرهائن وا




.. ستارمر: الناخبون قالوا كلمتهم وهم مستعدون للعودة إلى السياسة