الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في كردستان..أزمة بنزين، وكهرباء، ورواتب، وديون، ورئاسة، ودستور .... وربما خبز !!

سامان نوح

2015 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


بحمد الله انقضت ازمة الانترنيت التي اوقفت معظم الشبكات العاملة بكردستان، التي يملكها مسؤولون كبار تحولوا بقدرة قادر وبفضل التحالف الذهبي "للساسة والتجار" الى "مستثمرين" كبار ... انتهت الازمة التي استمرت نحو يومين، بفضل "دعوات المؤمنين" الذين ما انقطعوا يدعون لعودة "الروح" للشبكات ربما ليباشروا بسحب كتب "الوهابية والسلفية الجهادية" التي منعت سلطات الاقليم تداولها وبيعها في المكتبات.
لكن ما أن انتهت ازمة الانترنيت حتى أطلت برأسها أزمة البنزين، بعد ساعات من اغلاق تركيا لحدودها مع الاقليم، بقرار متوقع لضمان "نزاهة وسلامة" الانتخابات البرلمانية هناك، والتي قد تأتي نتائجها بأزمات جديدة للاقليم، اثر التراجع غير المسبوق لحزب العادلة والتنمية الاسلامي الحاكم منذ 12 عاما وهو الذي كان يعتبر حليفا لكردستان.. تراجع سيفرض على رجب طيب اردوغان الاتيان بشريك له في الحكم، يرجح ان يكون الحزب القومي اليميني التركي بزعامة دولة باخجلي المعروف بعدائه للكرد.
ازمة البنزين، التي ارجعها مسؤولون الى قطع تركيا للطريق الدولي في معبر الخابور لأقل من 24 ساعة على خلفية الانتخابات، تكاد تدخل اسبوعها الثاني، بعد ان امتدت من دهوك الى اربيل ومنها الى السليمانية.. قال البعض ان امدادات الوقود التي توقفت خلال تلك الساعات تسببت بالأزمة!!... وقال مسؤولون آخرون ان وزارة الثروات الطبيعية كانت قد "تأخرت" او "نسيت" تجديد عقود استيراد البنزين، ما ولد الأزمة الجديدة!! وان الامور ستحل وتصل الشحنات قبل يوم الخميس.... وقال مسؤولون آخرون ان الأزمة لا وجود لها اصلا وان هناك كميات كافية من البنزين، والأزمة مفتعلة.
لكن يوم الجمعة أطل والأزمة مستمرة ومشاهد طوابير السيارات قائمة، وبمعدلات متفاوتة من منطقة الى أخرى، فيما تستمر معاناة السواق مع النوعيات الرديئة للوقود التي تواصل تخريب مكائن آلاف السيارات واشعال النار في بعضها. يقول حجي احمد وهو سائق تاكسي "انها مغامرة، وعليك ان تجرب حظك بعد التوقف ساعة او ثلاثة امام احدى المحطات، فاما يكون البنزين جيدا وتفوز فوزا عظيما، او يكون سيئا فتهلك في الجري وراء المصلحين".
ازمة البنزين تزامنت مع ازمة الكهرباء، التي سجلت معدلات انقطاع هي الأطول منذ سنوات في كردستان، فوصلت في بعض المناطق الى 12 ساعة يوميا، منذرةً باسابيع واشهر نارية قادمة مع بدء ارتفاع درجات الحرارة.
المسؤولون برروا الأزمة بارتفاع الطلب بوجود اكثر من مليون نازح ولاجيء بكردستان رفعوا معدلات استهلاك الطاقة كما رفعوا نسبة سكانه بمعدل 28%.
تلك الأزمة الجديدة، تأتي لترفع اسعار كهرباء المولدات الأهلية التي تزود للبيوت، لتزيد معاناة اكثر من مليون و300 الف مواطن موظف (معظمهم مستهلكون وغير منتجين) يعيشون من خلال رواتبهم ومازالوا ينتظرون توزيع رواتب شهر نيسان المنصرم، مع استمرار بغداد في دفع مبالغ اقل من استحقاق الاقليم المالي وفق الاتفاق النفطي بين اربيل وبغداد ووفق الموازنة العامة لعام 2015، بحسب حكومة كردستان. وهو ما يدفع مزيدا من الشركات لاعلان افلاسها او وقف نشاطاتها لترتفع معها معدلات البطالة.
لكن أخطر الأزمات هي التي "بَشَرَ" بها النائب بالبرلمان الكردستاني سوران عمر، حيث نبه الى احتمال ارتفاع اسعار الخبز والصمون، بعد قرار وزارة الثروات الطبيعية بقطع حصص الوقود عن الافران في كردستان. وهو قرار وصفه متابعون بالمقلق كونه سيرفع سعر الخبز او يخفض وزنه.
هذا عدا الأزمات السياسية التي ضربت الاقليم خلال الأيام الماضية، وعلى رأسها ازمة الخلافات على التعديلات الدستورية، وازمة تمديد ولاية رئيس الاقليم التي تنتهي منتف آب المقبل، وأزمة المشاحنات بين القواعد الحزبية على خلفية دعم بعضها لحزب ديمقراطية الشعوب (HDP) في الانتخابات التركية وامتناع اخرى عن ذلك.
وسط سيل الأزمات يواصل التحالف القوي "للساسة والتجار" الترويج لثقافة الاستهلاك، من خلال افتتاح مزيد من الأسواق والمولات، حتى اصبح الاقليم وبلا منازع "بلاد المولات"، التي تعرض كل شيء من البصل والفجل واللبن والجبن والدوندرمة والعصير الايراني مع المنزليات والانشائيات الفارسية، والى المستوردات التركية التي تبدأ من ذرات التراب وحشائش الحدائق ورقائق الخبز والبسكويت، مرورا بالغذائيات والمعلبات والكماليات (التي صارت ضرورات) والكهربائيات والمعدات الخفيفة والثقيلة العثمانية ومعها طبعا وقود السيارات وحتى الطائرات.
يحدث ذلك فيما يقر البرلمان الكردستاني قانونا يسمح للحكومة باقتراض خمسة مليارات دولار من البنوك الدولية، ربما لدفع الرواتب او تمويل مشاريع "استثمارية" استهلاكية جديدة، لترتفع معها ديون الاقليم الحالية والتي يقدرها مسؤولون بنحو 17 مليار دولار.
والسؤال المحير، هو كيف يمكن اعلان الدولة الكردية؟ وهو الحديث والشعار الأول اليوم في الشارع كما في اروقة ودواوين الساسة، والاقليم محاصر بدولتين قويتين يمتد تأثيرهما السياسي بعيدا في المنطقة وتحتلان اقتصاديا كل زاوية في كردستان، حتى اذا اغلقتا حدودهما ليوم واحد خلقت ازمات تستمر لأيام !!.... فماذا سيحدث لو اغلقتا بدافع السياسة حدودهما أمام سوق كردستان المغري لشهر او عام ؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة