الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلاميون والانتخابات

فوزي بن يونس بن حديد

2015 / 6 / 14
كتابات ساخرة


الانتخابات مثل كرة القدم فيها رابح وخاسر والشعب هو الذي يقرر، لكن هناك حسابات أخرى تدور في الكواليس بعضها معروف والآخر مجهول، ففي تونس وقع الاتفاق بين الشيخ راشد الغنوشي والقائد السبسي على من يحكم تونس في الفترة المقبلة في لقاء باريس التاريخي المعروف قبل الانتخابات بفترة وجيزة مع إحجام النهضة عن تأييد أي من المرشحين للرئاسة الدكتور المنصف المرزوقي والباجي القائد السبسي وكذلك الدور الباهت الذي مارسته إبان الانتخابات التشريعية وتنازلت بموجبه النهضة عن الحكم رغم الشعبية التي كانت تتمتع بها درءا لأي مواجهة مع العلمانيين الذين يمسكون بتلابيب الإعلام، فلو كانت النهضة لديها سلطة إعلامية ما فاز السبسي ولا غيره في تونس، فهناك كما قلت ما يسمى الاتفاقات السرية التي جنبت تونس مواجهة كانت أو كادت تقع لولا فضل الله ثم حنكة الشيخ راشد رغم أن ما يسمى بصقور النهضة لم يرضوا بهذا الحل ولكنهم استسلموا له تحت ضغط قوي كما يبدو من الشيخ نفسه، أما ما حدث في مصر فإن الإخوان لم تكن لهم دراية كافية بالعمل السياسي الذي يتطلب دهاء وذكاء فكثير منهم عاش فترة غير قصيرة في السجن منذ عهد السادات إلى عهد حسني مبارك، فكيف بالرئيس مرسي وهو قابع في السجن أن يحكم بلدا بأطيافه المختلفة من مسلمين ومسيحيين وأقباط رغم فوزه المحتشم في الانتخابات التي جرت في مصر وكانت أغلب الأصوات المرشحة له من الإخوان المسلمين فساد الاضطراب السياسي ولم يمسك مرسي بعصا الحكم بل كان هتافاته هي جلبت عليه النحس كما يقال فهدد وأرعد وأزبد فلم يكن من الآخرين إلا أن يرفعوا راية التحدي وحاولوا أن يجمعوا المليون متظاهر كما حدث في الثورة على حكم حسني مبارك، إلا أن الكرة أرادت أن تبقى في ملعبه وترفض أن تدخل الشباك بعناد، هذا ما حصل في مصر فكان الطرف الآخر العلماني الذي يكره الإخوان كرها شديدا عقد حلفا قويا مع المسيحيين والأقباط الذين لم يروا من مرسي إلا الإقصاء والتهميش لا سيما عند كتابة الدستور وإصدار القرارات فأحبط هذا الحلف الإخوان المسلمين وحاربوهم محاربة شديدة أطاحت بهم وبحكمهم الذي لم يستمر سوى سنة واحدة أو أقل.

بينما تركيا لا بد وأن تشهد تحولا في السياسات فالناس يملون من الحزب الواحد المهيمن مهما كانت نتيجته ومهما كان صفاء من يحكمه فإن هذا الحزب سيخسر يوما وتلك هي سنة الديمقراطية في الحياة السياسية ونتيجة لبعض الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبها أردوغان، فهزيمة أردوغان كانت متوقعة، فهو الرجل الذي بدأ يتسلل الغرور إلى نفسه بعد النجاحات التي حققها على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بداية حكمه أيام كان رئيسا للوزراء، وظن أنه دائما على الحق وبدا وكأنه متيقن من الفوز في كل المراحل السياسية لأنه يتكئ على القاعدة الشعبية المساندة له في الداخل وبعض الموافقات الخارجية من دول منبهرة بمغامراته السياسية، ولكن مواقفه تجاه سوريا والأرمن وحرب اليمن هي التي هزت عرشه كما يقال لأنه فكر بطريقة مختلفة وأعطى لنفسه الأمان بأن يربح كل الرهانات، فجاءت الصدمة قوية من الأكراد كما يبدو ليوقفوا زحفه السياسي ومغامراته الرئاسية ولعل هزيمته خير له حتى يراجع حساباته جيدا في ملفات ساخنة كان قد حكم فيها دون تروٍّ أو تحرٍّ لتشهد تركيا حقبة جديدة من الحكم الديمقراطي، ولو أن الديمقراطية في عقول السياسيين هي التحايل على الشعوب من أجل البقاء أكثر في الحكم وفي عقول الشعوب هي الفردوس المفقود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??