الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسيحية طارق عزيز

وسام يوسف

2015 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


كمسيحي اقول بكل صراحة، لن اذرف دمعة واحدة على طارق عزيز ، فهو بالنسبة الي ليس سوى وجه من وجوه نظام سافل حرق العراق من شماله الى جنوبه وضيع فرصة كبيرة ان يكون العراق بلدا متقدما مستقرا بسبب نزوات قائده الاهوج وتفكيره المنحرف وعروبيته الكاذبة التي انفضح زيفها بجلاء باحتلاله الكويت، عهد مأساوي جثم على صدر العراقيين اكثر من 30 عاما و تسبب بعد سقوطه في جلب من هو اكثر سفالة منه ، نظام المحاصصة الطائفية القذرة
ربما يجد المنتحبون على طارق عزيز (من غير عائلته) بعض الخصال والمزايا التي يمتدحونه من خلالها كالثقافة والمنطق والمظهر ،ونعم ربما كان طارق عزيز اثقف من باقي قيادات البعث التي بقيت حتى السقوط (عدا سعدون حمادي) ولكن ماذا استفاد العراقيون (اوالمسيحيون) من ثقافته ومكانته في الدولة ؟ لاشيء ...فقد كان مجرد آلة طيعة بيد صدام الذي وجد فيه خادما وفيا لايمكن ان يفكر في التآمرعليه ويصلح لتمثيله ونقل وجهات نظره البدوية الهمجية الى الغرب بعد تغليفها بالبسة من التحضرواللغة الدبلوماسية لو امكن ذلك ، فلماذا اليوم كل هذا التباكي على شخص كان بأبسط الكلمات سياسيا عليه ان يتحمل نتائج مواقفه وافكاره وولائاته (سواء كانت ناتجة عن اقتناع ام عن خوف ) ؟ ورغم اني شخصيا لست مقتنعا بالتهم التي سبق ان ادين بها مثل قمع الاحزاب الدينية او مذبحة التجار، لأن مثل هذه القرارات لم يكن له فيها لا ناقة ولا جمل ولا حتى دجاجة ،اذ كان من يفكر بها ويقررها ويأمر بتنفيذها عقل اجرامي واحد بلا مشورة من عزيز او غيره ... لكني ايضا اعتقد انه كان محظوظا اذ مات في السجن ولم يعلق على المشنقة كسيده ...مع تحفظي على العراقيل التي وضعت امام تسليم جثته الى ذويه ...لكن ماذا نتوقع من حكومة هاجسها الاول هو الانتقام وهي بنفس وساخة الحكومة التي انتمى اليها طارق عزيز؟
على اي حال يستطيع البعثيون ان ينوحوا وان ينتحبوا على احد قياداتهم التي ظلت وفية لقائدها المقبور حتى النهاية ، فمن المتوقع ان يستغل البعثيون مثل هذه المناسبات لينصبوا سيركهم الاعلامي كلما مات او اعدم او قتل احد ازلام نظامهم الزائل ... خاصة عندما يكون المتوفى هنا واحدا من اهم ابواق صدام الذي ظل ثابتا في ولائه حتى النهاية ..وفي الحقيقة ان عزيز كان ذكيا جدا في المحافظة على ذلك الولاء عند محاكمته، لأنه ادرك ان الانقلاب على سيده بعد السقوط لن ينفعه بشيء على الاطلاق ، فلا كان سيخفف عنه التهم او يجنبه الادانة والسجن بل كان سيضيف الى قائمة التهم صفات النفاق والجبن والتنكر للمباديء ، وهو ما لم يحصل ، فنال عزيز بسبب ذلك نعيا" حماسيا" ربما يتمناه الكثيرون ، لكن ما اتمناه انا من الذين يدبجون المقالات في امتداح وفاء طارق عزيز ان لا يأتوا بسيرة مسيحيته ، لأن كونه مسيحيا بالولادة او ان اسمه الحقيقي يوحنا او ميخائيل لم يقدم ولم يؤخر في اي شيء سوى في الصاق اكذوبة يتداولها الكثير من معارضي صدام خاصة الشيعة مفادها ان المسيحيين كانوا مقربين من صدام ، تصوروا : مسيحي واحد (لم نسمع انه دخل كنيسة يوما ما) قربه صدام لأنه عرف انه سيكون مفيدأ له فأذا بصدام يصبح عاشقا للمسيحيين ، رغم ان نفس المنطق الافلج سيقول ان وجود طه محي الدين معروف و محمد حمزة في الحكومة ادلة على ان الاكراد والشيعة كانوا مقربين من صدام ايضا ، مع ان الحقيقة الدامغة تقول ان لا احد كان مقربا فعلا من صدام الا صدام ...فالرجاء ان تكفوا عن ترديد هذه الاسطوانة التي كثيرا ما اسمعها حتى هنا في كندا من بعض العراقيين خاصة الشيعة الذين يصرون على ان المسيحيين كانوا مدللي صدام بسبب طارق عزيز وربما كامل حنا ( هل تذكرون كيف قتله عدي؟)، وبنفس الوقت يولول نفس هؤلاء على مظلومية الشيعة رغم وجودهم اضعافا مضاعفة في القيادة القطرية ومجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء و المؤسسات العسكرية والامنية ،فهؤلاء كانوا كلهم (خطية مجبورين ) ... اما طارق عزيز فكان في القيادة لان صدام كان يخرب على المسيحيين
وكي لا يتهمني البعثية بأني من مريدي النظام الحالي (هذا اذا كان مقلب القمامة الذي يحكم العراق او ما تبقى من العراق يستحق حتى ان نطلق عليه كلمة نظام ) فانا اقول ان اسوأ ما مر بالمسيحيين من فترات ظلم وتعسف واضطهاد هو حكومة المحاصصة الطائفية اللعينة هذه، وللتوضيح اكثر فأنا لست اريد ان الصق تهمة اضطهاد المسيحيين بالشيعة وحدهم ، فالحمدلله الذي لايحمد على مكروه سواه فان كل مسلم متمسك بطائفيته في العراق سواء اكان شيعيا او سنيا سيحمل نفس الرأي بالمسيحيين ...وهي اننا نصارى كفار وانجاس ، وفي هذه فقط يمكن ان يتوحد الطائفيون من الشيعة والسنة ، فلا فرق في نظرة القاعدة وداعش ونظرة جيش المهدي والمليشيات الى المسيحيين والى استحلال اموالهم ومنازلهم ، فقد فعلوها في بغداد كما في الموصل فكلنا سواء ، لافرق بين طارق عزيز ...او يونادم كنا
خلاصة القول ان غالبية المسيحيين العراقيين لم تهزهم وفاة طارق عزيز ولا احزنتهم ، فهو جزء من مأساتهم ومأساة كل العراقيين البسطاء بوطن لم يهنأ بحكام شرفاء منذ سقوط الملكية ، فاذا ترحمنا على عزيز فيتوجب ان نترحم على كل ما كان يمثله عزيز بل وان نترحم فيما بعد على المالكي بينما الدعاء العادل هو ان نقول :الى جهنم وبئس المصير لكل من آذى العراقيين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طارق عزيز 1
بارباروسا آكيم ( 2015 / 6 / 15 - 21:21 )
يعني غريبة وعجيبة هي الأَحقاد وطريقة تفكير الحاقدين وسموم النفث الطائفي الأَرعن وإِستهداف الأَقليات في المنطقة ، فبعد قصة وفاة طارق عزيز وما رافقها من قصص أُخرى هزلية ترافق دوماً (حكومة ولاية بطيخ ) ، خرج علينا البعض من هنا وهناك ..لينتقد أَو يؤيد الحدث ( كُلٌ تبع لمصلحته) سواء اكان من اتباع آل البيت العطار أَو من المستأجرين يعني من اهل السُمنة والحماقة.! وفي النهاية لابُدَ أَن تضاف كلمة ( مسيحي ) الى طارق عزيز حتى تكتمل حلقة (( القح..بنة )) ..هذا الرجل أَي (طارق عزيز) لم اشاهده دخل في يوم من الأَيام الى كنيسة ولو من باب المجاملة ! أَو حتى تقدم بتهنئة الى المسيحيين في مناسبة من المناسبات الدينية او القومية الخاصة بالمسيحيين العراقيين ! بل لم أَسمع الرجل يعلق في يوم من الأَيام على موضوع يخص المسيحيين ! ولم نسمع الرجل طيلة 35 سنة يقول كلمة بلغته الأُم ( الكلدانية ) بل ماهو أَكثر من ذلك لم نسمع طيلة 35 سنة هي عمر النظام المشئوم ..إِنَّ الرجل صرح او لَمَّح في يوم من الأَيام انه مسيحي,حتى الإسم ( طارق عزيز ) الذي إِرتضاه لنفسه ليس الإسم الحقيقي ..بل إِسمه (ميخائيل يوحنا) .!!

اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه