الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا والسجن والشذوذ الجنسي وشهر رمضان !

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب

(Abduallh Mtlq Alqhtani)

2015 / 6 / 14
أوراق كتبت في وعن السجن


شهر رمضان بعد يومين سيحل علينا ، وسأنعم بألذ الأكلات مجانا كالعادة ، لحم رز سمبوسة شربة وعصائر وتمور وحلويات وأطعمة لا حصر لها ،
تغيب عن ناظري أحد عشر شهرا في السنة وتعود كلما حل شهر رمضان ، لكن ليس هذا فقط !! ،
فلي ذكريات مؤلمة وقاسية مع شهر رمضان !! ،

وأسوأ هذه الذكريات عندما اعتقلت لأول مرة قبل عشرين سنة تقريبا ، وحينها كنت طالبا في كلية الشريعة في الرياض ، قسم شريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، واعتقلت في اليوم الأخير من امتحان آخر العام في السنة الثانية في الكلية ، ونجحت بتفوق وانتقلت للسنة الثالثة ، لكن لم أر النتيجة أو الكلية أبدا عقب اعتقالي ذاك ، اعتقلت وتعرضت لأبشع صنوف التعذيب السادي والوحشي على يد ضابط التحقيق المسلم الطيب الذي هو أحد أتباع دين الرحمة والإنسانية وأين ؟! في مملكة الإنسانية !! وبالفعل لازالت إنسانية ذاك الضابط في المباحث العامة راسخة في ذهني الذي من فرط إنسانيته ورحمته أصبح معاقا !! ،
شهر رمضان الأول مر على بعد أيام قلائل من نهاية تعذيب متواصل استمر عدة أسابيع ، وصحيح أن الجلد حتى الإغماء من أقسى صنوف التعذيب ، إلا أن التسهير لأيام طويلة كان أقسى نوع من أنواع رحمة ذاك الضابط المسلم الطيب الإنساني والرحوم ،
والتسهير هو الحرمان من النوم المتواصل لأيام طويلة ، واقفا !! كيف ؟! توضع الكلبشة أي القيد بإحدى يدي وهي اليمنى ولازال أثر التعذيب ظاهرا عليها رغم مرور هذه السنوات الطويلة ، المهم توضع الكلبشة بمعصمي ثم تربط وتقيد يدي بحديد نافذة الزنزانة ، فأقف ويستمر وقوفي أياما طوال حتى تنتفخ قدمي من طول المدة ، محروما من النوم ! وإن غلبني النوم أصحو فجأة من ألم المعصم الشديد بسبب القيد فأنتفض واعتدل !! ألم أقل لكم إنسانية ؟! وبعد فترة وجدت نفسي أمام القاضي الشرعي الإسلامي الحنيف بتهمة قراءة كتب الشيعة والشذوذ الجنسي !!! ، فحكم علي القاضي بألف جلدة - أكلتها كلها ! كرم ! - ألف جلدة والسجن لمدة ثلاث سنوات ، وبالفعل قضيت منها ما يقارب السنتين مع الجلد ، وكانت مرحلة من أقسى ما واجهت لفداحة الظلم والتعذيب ، خرجت من السجن وتشردت فترة وقد تم فصلي من الجامعة ومنعت من العمل ومواصلة الدراسة وأيضا المنع من السفر والحرمان من استخراج جواز سفر !! العجيب منع من السفر وأنا أصلا ممنوع من استخراج جواز سفر !! إنسانية ! والأعجب طوال العشرين سنة الماضية حتى الآن ممنوع من السفر ! وأذكر قبل بضع سنوات ذهبت لمصلحة الجوازات فوجدت قرار المنع لازال ساريا !! ، ما علينا فرج الله قريب ،

وبين قضاء شهر رمضان الأول في سجن المباحث وقضائه للمرة الثانية في اعتقالي الثاني أيضا في سجون المباحث العامة ما يقارب أحد عشر عاما أو أكثر ، لكن للإنصاف ضابط التحقيق هذه المرة ليس كالضابط الأول المسلم الطيب الإنساني الرحوم ، فلم أتعرض للتعذيب صحيح لكن التهمة هذه المرة كانت الردة عن الإسلام !! ثم ستر الله وسجنت سنة تقريبا وشهرين ثم خرجت ودون جلد !! وعندما حل شهر رمضان التالي كنت أسكن إحدى القهاوي الشعبية للنوم مقابل خمسة ريالات في اليوم ، وأعمل كعتال بجوار القهوة أو صبي في القهوة أقوم بمباشرة زبائنها مقابل الأكل ، ثم أشار علي أحدهم بالتقدم للضمان الاجتماعي للحصول على الإعانة الشهرية وكانت حدود 700 ريال كافية لاستئجار غرفة وهذا ماحدث ،
ومنذ سنوات وأنا أسكن ذات الغرفة والحارة وأتمتع كل شهر رمضان بألذ الأطعمة ! وبقية شهور السنة الفطور سندويش والغذاء بسكويت والعشاء فطيرة !!

وربنا يخلي الحكومة ويحفظ ولاة الأمر !! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلسة مفتوحة في مجلس الأمن لمناقشة الوضع الإنساني في غزة وإيج


.. أحداث قيصري.. اعتقال المئات بتركيا وفرض إجراءات أمنية إثر اع




.. المغرب.. المجلس الأعلى لحقوق الإنسان يصدر تقريره لعام 2023


.. بعد أعمال العنف ضد اللاجئين السوريين في تركيا.. من ينزع فتيل




.. تركيا وسوريا.. شبح العنصرية يخيم وقطار التطبيع يسير