الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل توجد إمكانية لانسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة عام1967؟

عماد صلاح الدين

2015 / 6 / 15
القضية الفلسطينية



كنت من معارضي دخول حماس في العملية الديمقراطية عام 2006، والتي أفضت إلى فوزها في الانتخابات التشريعية بأغلبية ساحقة. كان وجه المعارضة لدي أن حماس بهذا تدخل مع الداخلين في جدار أوسلو السميك والمرتفع جدا في شروطه السياسية والقانونية والمالية على الفلسطينيين.
كانت مخالفة أوسلو حتى بالنسبة للذين شاركوا فيه أساسا تعني الحصار والموت، كما هي قصة رئيس السلطة الفلسطينية الأول الراحل ياسر عرفات.
كان انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005، بطريقة أحادية وبغض النظر عن تنظير بعض الفلسطينيين بأنه جاء نتيجة كفاح الفلسطينيين في انتفاضة الأقصى الثانية، وعلى رغم صحة هذا التنظير جزئيا، كان- ومن جديد - مجرد خطة إستراتيجية إسرائيلية لإدارة الصراع مع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، سيما في الضفة الغربية، لأجل السيطرة على معظم الأراضي المهمة فيها، وتكريس شرعية تجمعاتها الاستيطانية هناك.
لذلك نجد إسرائيل وحكومتها في عام 2005، قد وافقت على مشاركة حماس في انتخابات السلطة التشريعية.
وبنتيجة الخطة الإسرائيلية أعلاه، صار قطاع غزة معزولا رويدا رويدا حتى تم إحكام حصاره إسرائيليا، مستفيدة إسرائيل من كل فرصة ومن أي تحولات في المنطقة لصالح هذا الحصار المطبق على الغزيين في القطاع، مع شن الحروب المتتالية عليه، لأجل إظهار عبثية المشهد المقاوم في مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية النوعية والضخمة.
في مقابل ذلك، وعلى صعيد الضفة الغربية، وبنتيجة الانقسام، الذي أعده جزءا كبيرا من تمخضات مشهد الخطة الإسرائيلية المباشرة، بالانسحاب من قطاع غزة والسماح بانتخابات يستطيع الجميع المشاركة فيها وقتها بما فيهم حركة حماس، أجد أن الضفة الغربية تم الاستفراد بها من ناحيتين:
1- الإنسان؛ حيث تم إدخال مشاريع أمنية ومالية خطيرة جدا، تم تنفيذها على ارض الضفة الغربية وبشكل تصاعدي خطر تحديدا منذ عام 2008 وحتى اليوم، عملت هذه المشاريع على توهين النسيج الأخلاقي والاجتماعي للفلسطينيين من خلال سلسلة القروض البنكية ومن مؤسسات مالية أخرى، فتحت على مصراعيها أمام الفلسطينيين مع قيود تكاد تنعدم أو لا اثر لها، حتى أصبحت رواتب موظفي السلطة الفلسطينية تبقى في جوف البنوك نفسها مع موعد كل راتب شهري جديد.
وأصبح الفلسطيني يسعى إلى امتلاك بيت أو شقة وسيارة بأي ثمن وطريقة لا تتناسب مع ما يملك من مدخر أو راتب، بل وفتح مشاريع تجارية وغيرها لا يملك مقومات إنشائها ماليا عن طريق سياسة القرض المفتوح.
وانقلب المجتمع إلى نمط استهلاكي لم يستثن شيئا لا في الضروريات ولا في الثانويات وشمل ما يلزم وما لا يلزم في الأساس.
وبالنتيجة صار المواطن الفلسطيني باستمرار في حالة مديونية غالبة على ما يملك، هذا إن ملك حقا، وفي حالة من الثقافة الاستهلاكية التي لا تتناسب مع أوضاعه القائمة بكليتها تحت احتلال عنصري.
وهذا أيضا خلق شخصية فلسطينية متواكلة لا تريد أن تعمل عملا إنتاجيا حقيقيا، وفي المقابل يسعى إلى رفاه من يعيش في دول اسكندنافيا الغربية، فالسيارات ومقتنيات الاستهلاك الأخرى وطريقة الظهور الاجتماعي لا توحي في الضفة الغربية أن هناك احتلال وتلزم مقاومته بكل الوسائل المتاحة، مع أن جوهر الحالة هو فقر حقيقي، لان معظم الفلسطينيين هناك صار معجزة لديهم إن كان من بينهم مواطن رصيده في الدائنية والمديونية يساوي صفرا.
وفي المسالة الأمنية يعرف الجميع أن هناك مشاريع أمريكية وغربية وبالتعاون مع جهات في الإقليم، أريد منها وكما هو معروف خلق فلسطيني جديد بعقيدة أمنية جديدة شعارها وتطبيقاتها امن الاحتلال ومنع أي عمل مقاوم، حتى ولو كان للأسف شعبيا سلميا كما يحلو لكثيرين تسميته.
2- الأرض؛ كان الغرض النهائي من الخطة الإسرائيلية عقب عام 2005، هو السيطرة على ما تبقى من أراضي مهمة في الضفة الغربية، لننتقل من انسحاب أحادي رقم 1 إلى انسحاب أحادي رقم 2.
هذا ويجري تداول تسريبات سياسية وأمنية إعلامية إسرائيلية بخصوص ضم بعض المدن الفلسطينية القريبة من الأراضي المحتلة عام 1948، تحديدا مدينة قلقيلية وما حاذى جدار الفصل العنصري من أراض ومناطق.
وعلى هذا فان الحديث عن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على عام 1967، مسألة تكاد تكون منعدمة، ولا يبقى أمام الفلسطينيين إلا الاتفاق على مشروع وطني تحرري يشمل كل فلسطين أساسه العودة وتقرير المصير لجميع الفلسطينيين والإسرائيليين، في مواجهة المشروع الصهيوني ودولته العنصرية إسرائيل، في إطار دولة ديمقراطية تحترم جميع مكوناتها ويتم تداول السلطة فيها سلميا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. قطط مجمدة في حاوية للقمامة! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. موريتانيا: مع تزايد حضور روسيا بالساحل.. أوكرانيا تفتتح سفار




.. إسرائيل تحذر من تصعيد خطير له -عواقب مدمرة- بسبب -تزايد اعتد


.. هدوء نسبي مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن -هدنة تكتيكية- انتقده




.. البيان الختامي لقمة سويسرا يحث على -إشراك جميع الأطراف- لإنه