الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 2 – 31 )

كور متيوك انيار

2015 / 6 / 15
السياسة والعلاقات الدولية



الرئيس اوباما اجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس كير في يوم الخميس 23 ديسمبر 2010م طالباً منه باهمية اجراء مفاوضات جادة مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان لحل القضايا محل الخلاف في اتفاقية السلام الشامل ومعالجتها لتفادي اي عرقلة لاجراء الاستفتاء على حق تقرير مصير شعب جنوب السودان وفي بيان صادر عن البيت الابيض اكد اوباما التزام الولايات المتحدة بان يكون الاستفتاء في موعدها وسلمياً .
و تفادى الرئيس اوباما في محادثته مع الرئيس كير الاشارة الى الرئيس عمر البشير وذلك لعدم وجود اتصالات بين الولايات المتحدة والرئيس البشير منذ قرار المحكمة واستعاض عن ذلك بالاشارة الى حزب المؤتمر الوطني ، ولقد شارك الرئيس اوباما في القمة التي عقدت بشان السودان في الامم المتحدة في سبتمبر من العام 2010م و دعا البيان الذي اصدرته القمة الى اهمية اجراء الاستفتاء في موعده المقرر ، ودعا الاطراف المعنية باهمية زيادة جهدهما للوصول الى اتفاقيات حول الحدود بين الشمال والجنوب وتقسيم الثروة والمواطنة .
الدور الذي قام بها الولايات المتحدة دور حيوي يليق بدولتين ذات علاقات استراتيجية ، وما قام به امريكا دبلوماسياً لم يقوم بها فرنسا حتى قبل الاستقلال وبعدها ؛ أن الولايات المتحدة عندما نالت استقلالها لم تحظى بهذا الاعتراف الدولي فلم يكن الامر بهذا اليسر فبنهاية الحرب رسمياً في العام 1783م اعترفت كل من فرنسا وبريطانيا العظمى وهولندا والسويد بالحكومة الجديدة ، لكنهم ادركوا أن طريقهم لم يكن سهلاً .
وادرك الدبلوماسيون الامريكيون ذلك ايضاً فخرجوا يجوبون دول اوروبا للحصول على الاعتراف بينما كانوا حديثي الخبرة الدبلوماسية ، ولم يتوفقوا في مهمتهم بادئ الامر في كل من روسيا وبروسيا والنمسا واسبانيا ، فلقد استقبلوا استقبالاً فاتراً في بلاط هذه الممالك ، ولم يكن احداً مستعداً لاتخاذ الخطوة الذي اتخذه الملك لويس السادس عشر ملك فرنسا والذي ايد التمرد ودعم الحكومة الامريكية والاعتراف بها ، وحتى أنه وفر السلاح حتى استقلال امريكا .
في عام 1784م وقعت امريكا معاهدات مع كل من اسبانيا التي ارسلت لها وزيراً مفوضاً ، وبروسيا في العام 1785م ، والمغرب 1786م ، هولندا 1782 ، السويد 1783م ، بينما لم تقيم بريطانيا العظمى اي معاهدات تجارية معها الا في العام 1794 ، لم تكن بريطانيا تقيم اي وزن لامريكا ، لذلك لم تبعث بوزير يتمتع بصلاحيات اليها الى في العام 1791 ، بينما كان جون ادامز بصفته وزيراً لديها منذ العام 1785م ، وما كان يجعل مكانة الولايات المتحدة ضعيفة وقتها هي انها كانت دولة وليدة ، وتعدادها السكاني قليل ، وكان الدول يشككون في مدى امكانية حكومتها في السيطرة على حدودها والالتزام بتعهداتها الدولية بينما لم تكن لها جيش تدافع بها عن حدودها المعترف بها . ( انظر جوزيف إم سيراكوسا – الدبلوماسية – ترجمة كوثر محمود محمد صــــ 40 )
دبلوماسيي امريكا قبل 300 عاماً من الان لا يمكنهم أن يكونوا افضل من دبلوماسيينا وخاصة بعد التطور الكبير والتسهيلات الكبيرة التي اضيفت للعلاقات الدولية والدبلوماسية ، فما يتمتع به اليوم برنابا بنجامين كوزير للخارجية او اخيه السفير باسرائيل او ميان دوت في الخرطوم او تيلارا رينق في موسكو ، او جون قاي عندما كان سفيراً في تركيا من تسهيلات ليس لها مقارنة بما كان يتمتع بها جون ادامز في الولايات المتحدة وقتذاك ، فلم يكن هناك معاهدات فيينا للعلاقات الدبلوماسية للعام 1961 واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية 1963م .
لم يكن هنالك تسهيلات في السفر والتنقل والاتصال ، ولم يكن هناك معاهد للتدريب الدبلوماسي او مكاتب ذاخرة بكل ما يحتاجه الدبلوماسي من كتب العلاقات الدولية والدبلوماسية وكل ما توصل اليه العالم من معرفة في هذا المجال . كان الطريق مفروشاً بالورود بالنسبة للخارجية ودبلوماسيها ، لكن اختيار الدبلوماسيين ، والتي طغى على اغلبها القرابة والنسب ، وهذا بدوره لم يساهم في ترقية العمل الدبلوماسي بل ارجعتها الى الخلف مئات السنين .
فاولئك المحظوظون من ذوى القربى طالما أنها لم تكن مجالهم فهم لا يستطيعون أن يبرعوا فيها ولكنهم يستطيعون في مجالات اخرى ومع ذلك مازالوا يستطيعون البقاء كدبلوماسيين ليس لانهم يفترض أن يكونوا دبلوماسيين ، بل اريد لهم ان يكونوا . وذوى القربى هولاء ينتظر منهم المساهمة في وضع استراتيجيات يساعد السلطة التنفيذية والرئيس ومستشاريه لاتخاذ القرارات المناسبة وفي الوقت المناسب ، فالسلطة التنفيذية والرئيس لا يتخذون القرارات بمعزل عن البيروقراطية في تحديد وصنع السياسة الخارجية وتنفيذها .
وفي الاونة الاخيرة تزايد الدور الذي يلعبه البيروقراطيين ، و اصبحوا يعدوا كمخططين رئيسيين للسياسة الخارجية ، ونظراً لتعاقب متخذي القرار من الرئيس ومستشاريه ووزراءه فان الدور الابرز تقع على عاتق البيروقراطيين . وما يجعل دور البيروقراطية مهمة هي انها تمتلك المهارات والخبرات والتخصصات الكافية لرسم الاستراتيجيات وجمع المعلومات والرجوع اليها وقت الحاجة .
دور البيروقراطية وحجمها تزايد بصورة ملحوظة بالمقارنة مما كانت عليه قبل قرنين من الزمان ، ففي عام 1870 كان مكتب بسمارك للشؤون الخارجية يضم اربعة موظفين دائمين ، وحتى عام 1939م كان عدد العاملين بوزارة الخارجية الامريكية اقل من عدد اعضاء سفارة امريكية كبرى اليوم . اصبح اليوم اعداد العاملين في مجال الشؤون الخارجية الالاف ، و اصبحوا يتواجدون في وزارة الخارجية وفي وزارات الدفاع والزراعة والمالية والعمل وغيرها .
لم يكن التزايد الهائل لحجم البيروقراطية في الشؤون الخارجية مختصراً فقط على الدول الكبرى ، بل اخذت الدول النامية المنحى نفسها مثل احتفال كوامي نكروما باستقلال غانا بفتح ما يقرب من سبعين سفارة تطلبت اعداداً كبيراً من الموظفين في الداخل والخارج . ولقد ازدادت دور البيروقراطيات في مجال السياسة الخارجية ، في الزيادة الملحوظة في حجم وثقل البيروقراطيات الداخلية التي تعنى بالشؤون الخارجية .
ففي بعض النظم تحدت وزارتا الاقتصاد والدفاع دور وزارة الخارجية البارز في عملية صنع السياسة الخارجية ، ومع تزايد ونمو الاقتصاد العالمي الذي اصبح مربوطاً بشكل كبير بمواد خام تستورد من دول اخرى مثل النفط والذي يقع اغلبها في الدول النامية او مدخلات صناعية وتكنلوجية هي حكر على على الدول المتقدمة بالاضافة الى توسع دور الشركات المتعددة الجنسيات على مستوى العالم ، ومع القوة التي تملكها الاوبك في التاثير على الاقتصاد الوطني في دول العالم عن طريق السيطرة على سعر البترول ، الا مثالاً واحداً يوضح اثر القرارات الاقتصادية الخارجية على دولة او دول معينة ، مثل تاثيرات قرارات الدول العربية المنتجة للنفط بتخفيض انتاجها من النفط وزيادة اسعارها عقب حرب اكتوبر 1973م بين مصر وسوريا واسرائيل .
بالاضافة الى التعريفات الجمركية وتحديد قيمة العملة ، وتصدير المنتجات بسعر منخفض الى الخارج ، كل ذلك جعل عدد خبراء العلاقات الدولية يتزايد في مختلف الوزارات كالزراعة والمالية والتجارة والعمل و اصبح هولاء الخبراء يشتركون في المفاوضات الدولية المتعلقة بالشؤون الاقتصادية ، كما عين العديد منهم في سفارات دولهم لرعاية مصالحها . وقد اكد احد التقارير ان هناك ممثلين لما يقارب من ثلاثة وعشرين وكالة امريكية في السفارة الامريكية بطوكيو وحدها .


نواصل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لا اتفاق بين زعماء دول الاتحاد الأوروبي على تقاسم المناصب ال


.. ما موقف الأحزاب الفرنسية ومقترحاتهم من الهجرة في حملاتهم الا




.. لتطبيع العلاقات.. اجتماع تركي سوري في قاعدة روسية| #الظهيرة


.. حارس بايدن الشخصي يتعرض للسرقة تحت تهديد السلاح




.. وول ستريت جورنال: لا وقت للعبث بينما يحرق حزب الله شمال إسرا