الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل القرآن دستور الدم المراق؟

هيثم بن محمد شطورو

2015 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


عـقد ما يسمى بحزب التحرير الذي يدعو علانية إلى دولة الخلافة، و إلى القرآن دستورها، و إلى تكـفير التعـددية الحزبية و الديمقراطية، و تكـفير الدستور التونسي الملغم بالحـريات المدنية، اجتماعا شعبيا عاما في القبة بتونس العاصمة مساء السبت الفارط. و اصطبحنا يوم الاثـنين الموافق للخامس عشر من شهر جوان على عملية إرهابية أودت بحياة ثـلة من أعوان الأمن في مدينة سيدي بوزيد شرارة الثورة.
فالجماعة التي تـضحك على الذقـون تريد ان تصور الإرهاب الإسلامي كأنه إرهاب عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية. ان أمر ارتباط الدعوي في المساجد و السياسي كـتـنظيم و تحـفيز لأمر بين واضح. فمجرد إطلاق منطاد الدولة الإسلامية في العراق حتى تهافـتت الجموع. ذاك التهافت المستـند بدوره على الشبكات الموجودة سلفا و التي توفـر مختـلف التمويلات و المحفـزات الإعلامية و التسهيلات بما فيها الأمنية منها. فـقمة الغباء ان يتم إرجاع الأمور إلى الأفراد، فهؤلاء لولا عملية ضخمة تبدأ من التحشيد النظري إلى الفعل الممارسي عبر شبكات تغـدق الأموال و تيسر بلوغ الجنة الموهومة الحمراء الدموية، لما تمكنوا أبدا من تـأثيث الداعشية بمختـلف أشكالها.
فنحن في تونس اليوم تـنـشط داخلنا داعش داخل أبنية مدننا و يتيسر لها ممارسة دعاويها للتكـفير و القـتال من اجل الدولة الإسلامية المزعـومة التي لم تـظهر إلى الوجود في أي مرحلة تاريخية، إلا مؤخرا على يدي الخميني داعية السموم و التـقـتيل و الطائفية و التمزق. و ربما كان الأجدى بصدام حسين ان لا يتوقـف عند منع الغزو الفارسي و إنما ان يقوم بصنيع عمر ابن الخطاب الذي لاحق جنود الفرس في أراضيهم و فـتـك بهم قبل ان يجـتمعـوا من جديد. يا لحكمة عمر و يا لذكاء البدو و فراستهم.
فـقد نتـفق في عـدم وجود ارتباط مباشر بين حزب التحرير و الإرهابيـين الممارسين للإرهاب. لكن خطاب حزب التحرير خطاب إرهابي بامتياز. كان الحشد الكبير يوم السبت رسالة غير مباشرة. رسالة أعـطت الأمل للشراذم المبثـوثة هنا و هناك في انتصارية إيـديـولوجيتهم. و من الأرجح ان التحرك كان باتـفاق المنفـذين و بعض من الدائرة الضيقة التي تحيطهم فـقط. و بالتالي فان مسؤولية هذا الكيان السياسوي الهجين الذي يقاتـل من اجل افـتكاك قاعـدة حركة النهضة المتململة واضحة المعالم.
فحزب التحـريـر مثال ناصع على قمة النـفاق و الكـذب و الزيف. فهو يكـفر الديمقراطية و شارك في الحملة الانتخابية للمرشح منصف المرزوقي في الانتخابات الرئاسية السابقة. انه يكـفرها و يتمتع برخصة النـشاط في رحاب تعـدديتها و حريتها..
و الآن السؤال الوحيد الذي يجب ان نـقـف عنده بجـدية. هل تعني الديمقراطية الفوضى و التسيب و التـشرذم و الإرهاب، أم تعني نظاما يتـفق فيه على إطار الاختـلاف و التعـددية الحزبية المعـقولة و الإعلام المسئول؟ هل تعني الديمقراطية السقوط في مستـنـقع العـوام سياسيا بكل ما تعني هذه الكلمة من حياة شهوية غرائـزية و جهل و بحث عن إسكات وخزات الضمير بالارتماء بين دعـوات شيوخ الضلالة و فـقهاء التخـريب و التـدمير للمجتمعات، أم بناء نـظام يـرتـقي بهم إلى الإنـسانية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أولينا زيلينسكا زوجة الرئيس الأوكراني. هل اشترت سيارة بوغاتي


.. بعد -المرحلة الأخيرة في غزة.. هل تجتاح إسرائيل لبنان؟ | #غرف




.. غارات إسرائيلية على خان يونس.. وموجة نزوح جديدة | #مراسلو_سك


.. معاناة مستمرة للنازحين في مخيم جباليا وشمالي قطاع غزة




.. احتجاج طلاب جامعة كاليفورنيا لفسخ التعاقد مع شركات داعمة للإ