الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((ما بين مسعودكراد، وستالينغراد)) .

مرتضى عصام الشريفي

2015 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


تعدّ مدينة ستالينغراد (فولغو غراد حالياً) من أكثر المدن الروسية دماراً، وخراباً في الحرب العالمية الثانية، فقد جرت فيها أكبر معركة في التاريخ الحديث بين الجيش النازي الألماني، والجيش الفاشي الروسي، وقتل في هذه المعركة أكثر من مليوني شخص .
وبعد ما انتهت معركة ستالينغراد التي بدأت من عام 1942 إلى نهاية 1943 بدأت الاحتفالات بعودة هذه المدينة إلى روسيا ضمن الاتحاد السوفيتي وقتها .
واللافت للنظر بعدما تشظّى الاتحاد السوفيتي، وأخذت كل مدينة، ودولة تطالب بحقّ الاستقلال لم تقبل أهالي هذه المدينة بالانفصال عن روسيا على الرغم من التضحيات التي قدموها، والدماء التي أعطوها؛ فضلاً عن إنّها مدينة غنيّة بكلّ أصناف الثروات الصناعية، والطبيعية، وغيرها .
وفي العراق نجد إقليم كردستان صدّعَ رؤوسنا نحن العراقيين بالانفصال، وفي كلّ مرّة يلوّح بالدماء التي رسمت حدود هذا الإقليم .
علماً أنّ المقبور صدام لم يصنع بــ (كردستان) ما صنعه هتلر بـ (ستالينغراد)، ولم يقدّم الكرد ما قدّمه أهالي (ستالينغراد) من التضحيات، ولا تملك كردستان، ما تملكه هذه المدينة الروسية من الثروات العجيبة، ومع هذا نجدهم في كلّ سنة يحتفلون بذكرى (معركة ستالينغراد)، وعودتها إلى روسيا .
ويبدو لي أنّ كردستان لم تعد كردستاناً، بل هي تحوّلت إلى (مسعود كراد)، أي تحوّلت إلى إقطاعية تملكها عائلة (برزاني)، وهذا الحلم الذي يراود مسعود هو حلم العائلة، وليس حلماً للشعب الكردي كما صوّره للعالم، على الرغم من أنّ كردستان في الواقع هي دولة، وتفرض إرادتها على المركز، بل لا تحترم السياسيين في بغداد، وما أدري لِمَ تصرّ حكومة الإقليم على هذا المطلب مع ما تحفّ به المخاطر، والتحديات ؟ .
والخطورة في الأمر إنّ مسعود برزاني لا يضع حدوداً، أو قيوداً على تحقيق هذا الحلم المسعودي، فهو اليوم يتجاوز الدستور العراقي بخصوص علاقة الإقليم بالمركز، وأمامك اليوم كيف يباع النفط الكردي، والعلاقة المشبوهة بإٍسرائيل، وأمريكا؛ إذ يعدّهما مسعود برزاني عرّابي تحقيق الدولة الكردية؛ ممّا يجعل مستقبل الإقليم في خطر؛ لأنّ المعادلات الدولية تؤدّي إلى نتيجة خطيرة بمجرد إعلان هذا الإقليم (دولة مستقلة)؛ يعني هذا؛ الدخول في جدال طويل مع الدول المجاورة لهذه الدولة القلقة، وبالتحديد (إيران، تركيا، سورية)، فضلاً عن العراق الذي هو أضعف الأطراف في هذا الجدال المجهول الوسائل، واللغة، والمحتمل لكلّ الأساليب في إدارته .
يبدو لي أنّ إقليم كردستان قد دخل ضمن المخططات الدولية لهذه الدول القويّة، وربّما هي تنتظر الوقت المناسب؛ لتدفع هذا الحلم الكردي إلى الواقع الدولي؛ لغاية تفرضها المفاوضات، والتوقيتات الحرجة التي تخلقها بأيديها .
وما يجري الآن في العالم من مفاوضات، وأحداث مرتبط بعضها ببعض بطريقة تذهل العقول، وتجعلها حيرى، وربّما يوظّف هذا الحلم في سجال مفاوضات الملف الإيراني، وكذلك هو أداة فاعلة في القضية السورية، والأزمة الجارية مع النظام، وهو في الوقت نفسه ورقة ضغط، وتهديد لتركيا، وفي هذا الوقت بالتحديد بعد ما أفرزته صناديق الاقتراع من واقع سياسي جديد أحدث فارقاً في موازين القوى في الحكومة التركية .
هذا الحلم حقيقته كابوس خطير يهدد المنطقة برمتها، لو تحقّق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف