الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس بديل او شريك

سليمان عباسي

2005 / 10 / 6
القضية الفلسطينية


ليس غريباّ ويجب أن لا يكون مستغرباّ بأن يحصل في الداخل الفلسطيني ما حصل فيه وما قد يحصل نتيجة إنكار الفلسطينيين لبعضهم بعضاّ الذي هو خلل عقلي وممارسة سياسية متخلفة واستبدادية لا تؤدي إلا إلى ما أدت إليه مؤخراّ من اقتتال فلسطيني – فلسطيني وهو أول الغيث لا نستطيع إلا أن نقول بأنه خيانة وطنية عظمى لنضال الشعب الفلسطيني يتحمل وزره الجميع .
ليس سراّ و لاخافياّ على أحد بان حركة المقاومة الإسلامية (( حماس)) اتبعت نهجاّ واضحاّ منذ أن انطلقت في نهايات عام 1987 هدفه الحلول محل منظمة التحرير الفلسطينية عبر رفضها لكل الدعوات لانضمامها إلى الإطار الفلسطيني العام سواءّ بالالتحاق بمنظمة التحرير الفلسطينية آو المشاركة في المجلس الوطني الفلسطيني , ومنذ العودة الفلسطينية المحدودة إلى الداخل بعد اتفاقيات أوسلو كانت كل محاولات حماس منصبة على تأكيد دورها الرئيسي في الساحة الفلسطينية عبر وضع فيتو دائم على توجهات السلطة الوطنية (( الإيجابية والسلبية )) مما خلق واقعاّ من ازدواجية السلطة أنعكس سلباّ لجهة غياب استراتيجية سياسية وميدانية مشتركة للعمل النضالي الفلسطيني .
لا يمكن لأحد أن يشكك بمشروعية مسعى حماس لتوكيد دورها وتعزيز حضورها , لكن المعضلة بالنسبة لحماس أنها تريد تجاوز الحد الفاصل بين دور الشريك ودور البديل بالإضافة لعدم وجود المنطقية في خطابها
لآن منطقية الخطاب تتطلب عدم الإمساك بنقيضين في جملة واحدة .
إن التصريحات البراغماتية لقادة حماس وناطقها الرسمي تتناقض كلياّ مع حدة اللغة العسكرية الشديدة الوضوح والشديدة المبالغة على الأرض مما يعكس حالة من التخبط والعبثية وعدم محاكاة المنطق .
ومثال على ذلك : بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة شككت حماس بهذا الانسحاب واعتبرت ان القطاع لم يتحرر بعد (( وهي محقة بذلك )) لكن المفارقة تمثلت في عدة نقاط :
1-رغم انه بات معروفاّ للجميع أبعاد واسباب الانسحاب الإسرائيلي من غزة فقد حاولت حماس الترويج لإدعاء إنها هي التي أجبرت إسرائيل على الانسحاب متجاوزة صمود الشعب الفلسطيني ورفضه للاحتلال ودور الفصائل الفلسطينية الأخرى في عمليات المقاومة .
2- رغم تشككيها بالانسحاب والتحرير فقد عملت على تنظيم المظاهر الاحتفالية بتحرير غزة في الداخل وفي الشتات وقامت بالعروض العسكرية وكأنها تريد آن تعلن للعالم إن الشعب الفلسطيني يملك جيشاّ وعتاداّ مكافئاّ لإسرائيل رغم إن الفلسطينيين يجهدون لشرح معاناتهم تحت الاحتلال .
3-بغض النظر عن مدى مسؤولية حماس حول تفجير السيارة المحملة بالذخائر والمتفجرات أثناء العرض العسكري في جباليا فإن إطلاقها للصواريخ بلا تروي على مستوطنة سيديروت قد سهلت لإسرائيل استئناف العدوان على الضفة والقطاع وتدمير ما دمرته وقتل ما قتلته من الفلسطينيين و اعتقال المئات من الكوادر الفلسطينية النشطة بالإضافة إلى نقل أزمة الانسحاب من قطاع غزة من الطرف الإسرائيلي إلى الطرف الفلسطيني مما يعزز موقف القوى المتطرفة في إسرائيل وتقويض الإحساس الفلسطيني بالنصر المحدود .
4-المتتبع يلاحظ آن معظم مواقف حماس للتهدئة كانت تأتى جد متأخرة وأنها كانت تحصل بعد ضغوط داخلية وخارجية بمعنى آن هذه المواقف لم تكن نتيجة وعي ذاتي آو ثمرة لحوار فلسطيني داخلي يضع المصلحة والحاجات الوطنية في أولوياته وانما كانت تأتى نتيجة المداخلات والضغوط الخارجية .
5- رغم وضع السلطة الوطنية الحرج بالتزاماتها وتعهداتهافقد رفضت كل الدعوات والضغوط الإسرائيلية والغير إسرائيلية لنزع سلاح المقاومة وتفكيك بنيتها التحتية وفي المقابل نجد آن حماس لا تتوانى عن أضعاف السلطة الوطنية عبر مواقفها المعلنة وإظهارها عاجزة عن تحقيق الآمن تمهيداّ لإسقاطها أو حصر دورها في أمور الخدمات ونقل مهماتها السياسية إلى قيادة تحددها كمية البنادق التي تملكها وان كانت غير منتخبة من الشعب الفلسطيني .
هناك اعتراف فلسطيني إن حركة حماس انتزعت بجدارة دور الشريك الوطني ولا نريد لهذا الدور إن يحترق بالمبالغة في استخدامه فيجب على حماس مراجعة دروس الماضي بصورة نقديه وجريئة ومسؤولة من اجل ترشيد دورها وإنقاذا للوضع الفلسطيني تمهيداّ للخروج من المعادلة إلى تحكم على الشعب الفلسطيني بالموت تارة بالسلاح الإسرائيلي وتارة بسلاح الصمت العربي والدولي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - تعرف إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة والمج


.. ماذا وراء المطالب بإلغاء نحر الأضاحي في المغرب؟




.. ما سرّ التحركات الأمريكية المكثفة في ليبيا؟ • فرانس 24


.. تونس: ما الذي تـُـعدّ له جبهة الخلاص المعارضة للرئاسيات؟




.. إيطاليا: لماذا تـُـلاحقُ حكومة ميلوني قضائيا بسبب تونس؟